Women wearing the full islamic veil are seen shopping in Marseille. ...
نساء منقبات في مرسيليا

أثار قرار لجنة برلمانية في فرنسا أوصت بان تعلن فرنسا رسميا حظر النقاب وان تتخذ اجراءات لمنع ارتدائه في الادارات والمصالح العامة، جدلفي الغربخصوصا في إيطاليا وألمانيا وصولا الى كندا بشأن منع المنقبات من إرتدائه. وطلب رئيس وزراء فرنسا من المحكمة العليا المساعدة في صياغة قانون لحظر النقاب، في خطوة دعا فيها الى حظر النقاب، مشيرا الى ان المسلمات اللواتي يغطين رؤوسهن ووجوههن بشكل تام يمثلن تحديا quot;غير مقبولquot; لقيم الجمهورية.

باريس، عواصم: لّقت صحيفة quot;النيويورك تايمزquot; في تقرير لها على اتجاه فرنسا نحو حظر النقاب، مشيرة الى أنه من السهل أن نرى حقوق المرأة تنتهك عندما تفرض عليها الحكومات أن تقوم بتغطية جسدها ووجهها بالكامل، تحت النقاب مثلما اعتادت طالبان أن تفعل أثناء حكمها لأفغانستان. ويجب أن يكون من السهل رؤية هذا الانتهاك عندما توصي لجنة برلمانية فرنسية، مثلما حدث بحظر السيدات اللاتي يرتدين النقاب من استخدام المرافق والأماكن العامة مثل المدارس والمستشفيات ووسائل النقل العامة.

ورأت الصحيفة أنه يجب أن يكون الناس أحراراً فى القرارات التى يتخذونها لأنفسهم، ولا يجب أن تفرض عليهم هذه القرارات من الحكومات أو قوات الشرطة.

Two veiled Muslim women walk down a street in Marseille, southern ...
النقاب .. حريةشخصية أم تشدد في أوروبا؟

إلا أن تقرير quot;النيويورك تايمزquot; لم يلق آذانا صاغية في إيطاليا وألمانيا وكندا، إذ إنه أشار وزير الداخلية الإيطالي روبرتو ماروني إلى أن بلاده تدرس مسألة فرض حظر على ارتداء النقاب شبيه بما تسعى فرنسا لتطبيقه، ولكن بعكس باريس التي تطالب بحظره لدواعي مخالفته القيم العلمانية للدولة فإن روما تسعى لحظره لدواع أمنية.

This Jan. 12, 2010 photo shows Faiza Silmi, a 32-year-old Moroccan, ...

A woman wearing a niqab walks at Trocadero square near the Eiffel ...
.. وقرب برج ايفيل

ويرى اتحاد السلة السويسري أن quot;ارتداء الحجاب يزيد من مخاطر التعرض للإصابة، اضافة إلى ضرورة ان تبقى الرياضة محايدة من الناحية الدينيةquot;، ويمكن للاعبة التقدم باستئناف ضد الحكم خلال 10 أيام من تاريخ صدوره، وفقا للقواعد القانونية.

وكانت دعت اللجنة البرلمانية في فرنسا بالاجماع الى quot;ادانة حازمةquot; لارتداء النقاب او البرقع باعتبار ذلك quot;تحديا لقيم الجمهوريةquot; وعادة quot;غير مقبولةquot; تهدد quot;كرامة النساءquot;، لكنها لا توصي باصدار قانون quot;عام وجازمquot; لعدم توافر توافق سياسي. واقرت اللجنة بذلك بانه ليس بوسعها اقتراح حظر في كل الاماكن العامة، اي ايضا في الشارع. ويزيد عدد المنقبات في فرنسا عن ألفي امرأة، بحسب الارقام الرسمية.

ولم تثر مسألة ارتداء النقاب في إيطاليا انقساما بالدرجة التي أثارها هذا الموضوع في فرنسا، إذ أيده أعضاء في حزب يسار الوسط المعارض، ويستند المطالبون بحظر ارتداء النقاب في إيطاليا إلى قانون مكافحة الإرهاب الصادر عام 1975، والذي يمنع ارتداء الأقنعة أو الألبسة التي تجعل من المتعذر التأكد من هوية الذين يرتدون هذه الأشياء.

وكانت المقاطعة الناطقة بالفرنسية quot;كيبيكquot; في كندا فتحت العام الماضي نقاشا عاما حول ضرورة اندماج المهاجرين، خصوصاً المسلمين منهم، وجاء تقرير اللجنة التي نظمت النقاش واضحاً، حيث أصدرت تقريرها القائل quot;على حكومة المقاطعة الفرنسية أن تكون أكثر انفتاحا على المهاجرينquot;. ورفضت المقاطعات الإنكليزية الخوض في مسألة اندماج المهاجرين، وأوضح جميع الناطقين بالإنكليزية أن للمهاجرين الحق في التمسك بثقافتهم الأصلية.

A woman wearing a niqab shops in a supermarket during the first ...

فانتقد تقرير النيويورك تايمز موقف الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في هذه المسألة، وقالت إنه بدلاً من أن ينتقد مثل هذه التوصية، إلا أنه يبدو عازماً على تنفيذها، واعتبرت الصحيفة أن

السياسيين الفرنسيين أصابهم العمى الكامل عن انتهاكات الحقوق الفردية التي تحدث في بلادهم، ومع اقتراب الانتخابات المحلية المقررة في آذار/مارس فإن ساركوزي وحلفاءه يتطلعون بشكل يائس إلى تشتيت غضب الشعب بسبب معدلات البطالة المرتفعة.

لكن الوضع في الغرب لا يختلف عن النقاش المحتدم الذي تخوضه المنقبات في مصر بعد ان قررت محكمة القضاء الاداري الاربعاء وقف تنفيذ قرار المجلس الاعلى للازهر بمنع ارتداء النقاب في المدارس التابعة للازهر.

وكان المجلس الاعلي للازهر قرر مطلع تشرين الاول/اكتوبر الماضي منع ارتداء الطالبات والمعلمات للنقاب داخل الفصول الخاصة بالبنات التي تقوم بالتدريس فيها سيدات في كل المدارس الابتدائية والاعدادية التابعة للازهر.

A veiled Jordanian demonstrator takes part in a protest near ...
خلال تظاهرة في الأردن ضد قرار الأزهر بمنع النقاب في مصر

واكد المجلس الاعلى للازهر ان قرار المنع يسري ايضا على المدن الجامعية والمعاهد العليا التابعة للازهر. وبهذا يكون القرار سمح للطالبات بارتداء النقاب في الحصص المختلطة بين الرجال والنساء.

واعلنت الجامعات المصرية تباعا، بما فيها جامعة الازهر، في القاهرة والاقاليم منع ارتداء النقاب داخلها وفي المدن الجامعية التابعة لها. الا ان محكمة القضاء الاداري اصدرت عدة احكام في كانون الاول/ديسمبر الماضي بوقف تنفيذ قرارات رؤساء الجامعات بمنع النقاب في الجامعات والمدن الجامعية.

من حهته، أعلن رئيس جامعة القاهرة حسام كامل، عن خطة متكاملة سيتم تنفيذها الشهر المقبل، لمواجهة ما وصفه بانتشار المنقبات في الجامعة، مشيرا إلى أن الجامعة تخشى أن ترتدي جميع طالباتها النقاب خلال عامين.

وقال خلال مؤتمر صحافي، ان quot;الجامعة لن تسمح للمنقبات بدخول لجان الامتحاناتquot;، لافتا إلى أن الجامعة quot;استشكلت على حكم المحكمة الإدارية العليا الذي ألزم الجامعات السماح للمنقبات بدخول الامتحاناتquot;. وأوضح أن أكثر من 90 في المئة من المنقبات quot;التزمن خلع النقاب خلال اللجان، إلا أن هناك بعضا منهن لجأن إلى القضاءquot;.

وبرر كامل هجومه على المنقبات، بأنهن quot;تحولن لمجموعة من البلطجية داخل الجامعة، كما أنهن يستخدمن النقاب في الغش، ومن حق الجامعة أن تلزم الطالبات التعليمات والقواعدquot;. واستبعد فكرة تعميم زي موحد لجميع الطلاب والطالبات، مؤكدا أن ذلك quot;أمر غير عمليquot;.

Muslim women wearing veils walk in the center of Marseille, ...

ويوجد في كندا عدد من الجمعيات الشيعية والسنية، ولا تظهر الاختلافات بينهم إلا عندما يأتي رمضان، حيث يصوم كل مسلم حسب طائفته. للإشارة، فإن المؤتمر الكندي تجمّع سني معتدل، ويدعو المهاجرين إلى الاندماج والتخلي عن التعصب.

وفيما تمنَّعت مفوضة الحكومة لشؤون الاندماج في ألمانيا ماريا بومر عن إعطاء رأيها في الموضوع، رفض ممثلون عن تحالف الاتحاد المسيحي الحاكم وشريكه في الائتلاف الحزب الليبرالي، رفضوا إقرار قوانين جديدة تحظر البرقع. فقد عبر نوربرت غايس ممثل الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري عن تفهمه لخطوة الفرنسيين قائلا إن البرقع quot;تعبير عن الانعزالquot;.

ووصف المتحدث باسم الحزب الليبرالي لشؤون الإندماج، هارتفريد فولف النقاب بـ quot;شكل خاص من التمييز لا يفترض بالمحاكم القبول به على سبيل المثالquot;. من ناحيته وصف رئيس حزب الخضر جيم أوزدمير، وهو تركي الأصل، أيضا النقاش الدائر بـ quot;الرمزي الذي يتفادى الخوض بالمشاكل الحقيقيةquot;. وإذ لاحظ أن عدد من يرتدي البرقع صغير جدا في ألمانيا ذكر أن الغالبية الساحقة من مجمل المسلمين، وكذلك من المسلمات اللواتي يرتدين الحجاب، ترفض هذا الزي. وقال إنه كمواطن ألماني وكعضو في الخضر لا يوافق على النقاب، خصوصا في الأمكنة العامة.

ويؤيد الرئيس نيكولا ساركوزي منع النقاب، الا ان الموضوع بالغ الحساسية في بلاد تضم اكبر عدد من المسلمين في اوروبا يتراوح بين خمسة وستة ملايين شخص.

فقد اعتبر ماروني أن النقاب يمثل تهديداً للأمن، وقال quot;عندما يدخل أحد ما إلى مصرف أو مؤسسة عامة وهو يرتدي نقاباً من قمة الرأس حتى أخمص القدمين فمن المنطقي بالنسبة لي أن أنظر إلى الأمر من منطلق أمنيquot;، كما اعتبر كذلك أنه قد يكون الإشارة الأولى إلى رفض المهاجرات المسلمات تقاليد وعادات البلد المضيف، ورفضهن الاندماج فيه.

ويبدو أن الجدل في ألمانيا بدأ بين مؤيد للحظر ومحذِّر من عواقبه، فيما فضل البعض وسيلة التوعية حتى لا تنعزل المنقبات عن المجتمع، وتبدو الصورة في ألمانيا مختلفة عن مثيلتها في فرنسا، إذ إن القسم الأكبر من الخبراء والمؤسسات المعنية بهذا الموضوع مثل quot;المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانياquot; لا يحبذ فكرة منع النساء من ارتداء النقاب، ويفضِّل ممارسة لغة التوعية والحوار والإقناع معهن. وقال الأمين العام للمجلس أيمن مزيَّك إن من أصل أربعة ملايين مسلم يعيشون في ألمانيا لا يتجاوز عدد المنقَّبات المائة. وإذ حذَّر من أن النتيجة quot;ستكون إشعار المسلمين بالمزيد من العزل عن المجتمعquot;.

أما في كندا فذكرت صحيفة الخبر الجزائرية ان إحدى الجمعيات الإسلامية الكندية طالبت الحكومة الفدرالية بحظر النقاب. ودعا المؤتمر الكندي المسلم الحكومة الفدرالية إلى منع النساء من ارتداء البرقع، أو النقاب الذي يغطي كامل الوجه. وقالت نائبة رئيس المؤتمر الكندي المسلم، سلمى صدّيقي، إن quot;تغطية وجه المرأة وسيلة للسيطرة عليهاquot;. ولم يكد المؤتمر يعلن مطالبته حتى جاءه الرد من المعارضة الكندية، وقالت النائبة عن الحزب الليبرالي، مارلين جينينغز، quot;القانون يحمي الحريات الدينيةquot;.

وفي لوزان، رفضت محكمة سويسرية دعوى تقدمت بها لاعبة كرة السلة السويسرية المسلمة سرى الشوق، بالسماح لها باللعب وهي ترتدي الحجاب.
وأخفقت الدعوى التي أقامتها سرى، ذات الأصول العراقية، ولاعبة نادي quot;إس تي فيquot; السويسري، أمام المحكمة في لوزان، والتي رأت أن قرار اتحاد السلة بمنع الحجاب في الملاعب، لا يؤثر بالسلب في حقوق اللاعبة الشابة (19 عاما).