دعانائب رئيس اركان الجيش الإسرائيلي بلاده إلى التحقيق في الحرب الأخيرة على قطاع غزة،ووصف تقرير غولدستون بأنه بمثابة حصان طروادة،وأنه لنيبتعد عن جدول الأعمال وسيبقى ماثلا وموضوع نقاش متواصل.

تل أبيب:حمل نائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، الجنرال بني غيتس، الأحد في سياق كلمته أمام مؤتمر هرتسليا السنوي للمناعة والأمن القومي، على تقرير القاضي غولدستون، مدعيا في الوقت نفسه أن الجيش الإسرائيلي quot;يتصرف وفق القواعد والمعايير المتعارف عليها. مع ذلك قال الجنرال غيتس إن على إسرائيل أن تجري تحقيقا في مجريات عملية quot;الرصاص المصبوبquot; وفق ما تراه مناسبا.

واعترف الجنرال الإسرائيلي أن تقرير غولدستون لن يختفي عن جدول الأعمال وسيبقى ماثلا وموضع نقاش متواصل واصفا التقرير بأنه بمثابة quot;حصان طروادةquot; يستغل خطابا قانونيا لكنه سيرتد في نهاية المطاف ضد إسرائيل.

واعتبر غيتس أن quot;إسرائيل وخلافا لكثير من الدول الغربية التي تشاطرها في قيمها، تعيش مع قيمها الأخلاقية في ساحة القتال، وأن quot;أمطار النيران والقذائف لا تسمح لنا بالرد بطريقة مغايرة، وعلينا أن نزيل الخطر الذي يهددنا فلا يمكن أن نظل ضحاياquot;.

إيران على رأس قائمة التهديدات لإسرائيل

واستعرض نائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أمام مؤتمر هرتسليا، الذي يعتبر أحد أهم المؤتمرات استراتيجية في إسرائيل ويشارك فيه عادة رئيس الحكومة الإسرائيلية ووزراء الأمن والخارجية، عدا عن ممثلين عن كافة الجهات الأمنية ودوائر التخطيط الاستراتيجي، سلسلة الأخطار التي تهدد إسرائيل، فوضع إيران ومشروعها النووي في مقدمة هذه الأخطار.

وقال غيتس :quot; إن إيران تواصل تطوير مشروعها النووي، وهي تقوم بتطوير قدرات إطلاق لآلاف الكيلومترات، كما تواصل عمليات التسلح وبناء قوتها والتدريبات، إن توفر القدرة النووية فيران عدا عن احتمال وصوله إلى جهات إرهابية يمكن أن يوفر لإيران سلاح ردع. على إسرائيل والعالم ألا يتجاهلوا مثل هذه المسائل الرئيسية ولا أريد هنا أن أخوض في التفاصيل، ولكننا بحاجة لجيش قوي في هذه المنطقة. من جانبه اعتبر مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، عوزي اراد أن الربع القادم من هذا العام سيشهد ارتقاء درجة أخرة في تشديد القبضة على إيران، وإذا رغبت الأخيرة بتحدي العالم فإنها قد تدفع ثمنا باهظا

نتنياهو يرجئ تشكيل لجنة فحص لتفادي مواجهة مع براك

في غضون ذلك، كشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية الأحد أن نتنياهو، وعلى الرغم من تسليم رد إسرائيل على تقرير القاضي غولدستون، أرجأ مؤقتا مسألة تشكيل لجنة فحص خارجية ومستقلة عن الجيش، وذلك لتفادي مواجهة وصدام مع وزير الأمن براك الذي يعارض تشكيل لجنة فحص من خارج الجيش بصورة قاطعة، خاصة وأن تقرير غولدستون أشار على مسئوليته في حرب quot;الرصاص المصبوبquot; لكونه كان وزير الأمن.

وقالت الصحيفة إن هذا الأمر هو الذي جعل الرد الإسرائيلي الذي سلم الأسبوع الماضي للأمم المتحدة، لا يتناول مسالة تشكيل لجنة فحص في حالات مقتل مدنين فلسطينيين أبرياء خلال حرب الرصاص المصبوب على غزة. وحذر مسئولون رفيعو المستوى في تل ابيب، بحسب الصحيفة، من أن الرد الذي سلمته إسرائيل للأمم المتحدة لن يكون كافيا، ولن يرضي المجتمع الدولي، وبالتالي لن يكون مفر من تشكيل لجنة فحص من خارج الجيش.

ونقلت الصحيفة عن مسئولين رفيعي المستوى في ديوان نتنياهو، أن الأخير يميل للقبول بموقف وزارتي العدل والخارجية في إسرائيل، وإجراء فحص إضافي. وقال هؤلا إن نتنياهو مقتنع أنه فقط مثل هذا الفحص يمكن له أن يقنع المجتمع الدولي أن إسرائيل تتعامل بجدية مع كل حالة يشتبه فيها خرق القانون الدولي خلال الحرب على غزة.

واعتبر هؤلاء أن نتنياهو رضخ في المرحلة الحالية للمعارضة الشديدة التي أبداها كل من براك وأشكنازي، لأنه لا يرغب حاليا في الصدام معهما، خصوصا وأنه حاول في الأيام الأخيرة إقناع الاثنين بقبول اقتراحه ، لكن أجهزة الأمن ترفض هذا الاقتراح لغاية الآن.

السلطة ستحقق في حرب غزة

في هذه الاثناء، أعلنت صحف فلسطينية أن السلطة الوطنية الفلسطينية تعتزم تشكيل لجنة مستقلة من أجل إجراء تحقيق في انتهاكات القانون الإنساني خلال العملية العسكرية التي جرت في قطاع غزة فى شهري ديسمبر 2008 ويناير 2009.

وورد ذلك في رسالة الرد الأولي من قبل السلطة الوطنية الفلسطينية المرسلة أمس للأمم المتحدة كرد على تقرير لجنة التحقيق برئاسة ريتشارد غولدستون، والذي اتهم فيه جنود الجيش الإسرائيلي والمسلحين الفلسطينيين بارتكابهم جرائم حرب فى شهري ديسمبر 2008 ويناير 2009.

وحسب المعلومات الصحفية فإن الجواب الفلسطيني تم إعداده على شكل رسالة من رئيس وزراء السلطة الفلسطينية سلام فياض إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، مرفق بها نسخة عن قرار يقضي بانشاء لجنة تحقيق مستقلة.

وتسلمت الأمم المتحدة كذلك رداً رسمياً من إسرائيل، التي رفضت في وقت سابق التعاون مع لجنة غولدستون ولم تعترف بنتائجها. ومن غير المعروف حتى الآن، ما إذا وافقت إسرائيل أم لم توافق على اجراء تحقيق مستقل، أم أنها اكتفت بنتائج عمل مجموعات التحقيق العسكرية الإسرائيلية، دون النظر إلى انتهاكات القانون الدولي في العمليات العسكرية في قطاع غزة.

ومن طرفها أعدت حركة quot;حماسquot; التي تسيطر على قطاع غزة رداً على تقرير غولدستون الذي حصل على تأييد من قبل مجلس حقوق الإنسان والجمعية العامة للامم المتحدة. ونشرت الصحف الفلسطينية الصادرة في غزة اليوم خبرا مفاده أن حركة quot;حماسquot; اعتبرت قصف الأهداف المدنية في إسرائيل والتي أدت إلى مقتل ثلاثة مدنيين إسرائيليين خلال حرب العام الماضي خطأ.

ويذكر أنه خلال العملية العسكرية التي شنها الجيش الإسرائيلي في فى شهري ديسمبر 2008 ويناير 2009 والمعروفة باسم quot;الرصاص المصبوبquot; على قطاع غزة، قتل أكثر من 1400 فلسطيني و13 إسرائيليا، معظمهم من العسكريين.