لندن: في مواجهة التظاهرات الشعبية المعارضة التي ستنطلق في إيران وخاصة في العاصمة طهران في ذكرى الثورة في الـ11 من الشهر الحالي فقد باشرت قوات الباسيج المسلحة إنتشارًا مكثفًا في العاصمة التي تم تقسيم أحيائها إلى مناطق أمنية لإحكام السيطرة عليها، فيما تم اليوم البدء بتسيير مجاميع من راكبي الدراجات النارية في الشوارع والميادين الرئيسة في محاولة لبث أجواء من الخوف بين المواطنين ودفعهم الى عدم المشاركة في الاحتجاجات المنتظرة ضمن خطة موسعة للتصدي لتكتيكات جديدة ستتبعها المعارضة من جهتها لمواجهة قوات الأمن الإيرانية.

وأكد مصدر إيراني معارض في حديث مع quot;ايلافquot; اليوم ان السلطات الإيرانية بدأت باتخاذ إجراءات أمنية احترازية واسعة لمواجهة التظاهرات المعارضة التي توقع لها ان تكون مليونية والتي ستخرج ضد النظام في الذكرى السنوية للثورة الإيراني في الحادي عشر من الشهر الحالي. وقال الناطق الاعلامي في منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة محمد إقبال ان السلطات باشرت بإعادة تنظيم قوات الباسيج التابعة للحرس الثوري ونشر عناصره في مختلف أحياء العاصمة طهران.

وأشار إلى أنه بهدف تصدي الحرس والباسيج للمعارضين فقد قام النظام بتقسيم العاصمة الى مناطق أمنية صغيرة بحث تغطي كل منها 10 مساجد بدلاً من عشرين كما كان معمولاً به سابقًا.. فيما تم اخضاع المناطق الخاصة بقوات الباسيج مباشرة الى قيادة قوات الحرس الثوري المسماة quot;محمد رسول اللهquot;.

واضاف انه خوفا من اتساع نطاق انتفاضة المتظاهرين فقد وزعت قوات الحرس عناصر الباسيج على جميع الميادين والشوارع الرئيسية في طهران بشكل مكثف في خطة تستهدف دفع حشود المتظاهرين إلى الأزقة والشوارع الفرعية ومن خروجها الى الاماكن العامة مرة واحدة.

واوضح انه اضافة الى هذه الإجراءات فقد تم تسيير مجاميع من راكبي الدراجات النارية في الشوارع والميادين الرئيسية ابتداء من اليوم في محاولة لبث أجواء الرعب والخوف بين المواطنين ودفعهم الى عدم المشاركة في الاحتجاجات المنتظرة.

وكشف اقبال عن تنظيم القوى المعارضة الإيرانية لانتفاضة شعبية جديدة لمناسبتي اربعينية الامام الحسين الجمعة المقبل وذكرى الثورة الإيرانية من خلال استخدام تكتيكات تم التوصل اليها من الدروس المستخلصة من المواجهات السابقة مع قوى الأمن والباسيج المكلفة بضرب التظاهرات.

وقال ان الشارع الإيراني يتهيَّأ حاليًّا لمواجهة أخرى مع النظام وقواته quot;القمعيةquot; في مختلف المدن الإيرانية. واشار الى انه استنادًا الى المعلومات التي حصلت عليها هيئة التنظيمات الاجتماعية في منظمة مجاهدي خلق داخل البلاد، فإنَّ المعارضين للنظام وبعد quot;تحليل التظاهرات السابقةودراستها، والاستفادة من التجارب المستخلصة منها، فإنّه سيتم استخدام تكتيكات جديدة في مواجهة قوى الأمن وميليشيات الباسيج المكلفة بقمع الاحتجاجات والمظاهراتquot; من دون اعطاء تفصيلات اخرى خشية أتخاذ النظام لإجراءات او احتياطات اضافية لمواجهتها كما اوضح.

ومن جهتها، قالت أمانة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في بيان تسلمت quot;ايلافquot; نسخة منه اليوم انه quot;في الوقت الذي يواصل فيه نظام الحكم القائم في إيران مهزلته لمحاكمة سجناء سياسيين بتهمة (محاربة الله) المختلقة من قبل الملالي الحاكمين في إيران ويستمر في إصدار الأحكام بالإعدام بدأ شعار (ليطلق سراح السجناء السياسيين) يتعالى باعتباره واحدًا من المطالب الملحة للمنتفضين في إيرانquot;.

واضافت إن التظاهرة التي نظمها أكثر من ألفين من أمهات وأفراد عوائل الشهداء والمعتقلين والسجناء السياسيين أمام سجن quot;إيفينquot; الرهيب في طهران استمرت حتى بعد منتصف الليلة البارحة احتجاجًا على مواصلة اعتقال أبنائهن وكذلك تعبيرًا عن غضبهن وسخطهن حيال إعدام السجينين السياسيين الخميس الماضي وإقامة محاكم صورية.

واشارت الى ان الاتهام الذي وجه للمحكومين الاحد عشر بالاعدام والذي اعلنه المدعي العام الإيراني quot;صلواتيquot; يتضمن quot;محاربة الله بسبب تأييدهم لمجاهدي خلق والاتصال معهم والتجمع والتواطؤ لغرض ارتكاب جرائم ضد أمن الدولة وممارسة النشاط الدعائي ضد النظام لصالح المعاندين والمنافقين والإرهابيينquot;.

وقال الملا quot;إبراهيم رئيسيquot; النائب الأول لرئيس السلطة القضائية quot;إن منظمة مجاهدي خلق منظمة ذات تنظيم، فكل من يدعمها ويساندها بأي شكل وفي أي ظروف فهو محارب لله quot;.. مؤكدًا أنه حتى استخدام العيدان والحجارة يعتبر quot;محاربة اللهquot; ويستحق مستخدمها عقوبة الإعدام.

وكانت السلطات الإيرانية قد قالت السبت الماضي ان أعضاء في جماعة مجاهدي خلق الذين ألقي القبض عليهم خلال تظاهرات عاشوراء قد اعترفوا بانهم تلقوا التدريب في معسكر أشرف في العراق وفي بعض الدول الأوروبية. وذكرت وكالة فارس أنهم اعترفوا بأنهم تلقوا هذه الدورات لإثارة الفوضى والبلبلة وتنظيم التظاهرات غير القانونية بعد الانتخابات الرئاسية.

وقد حذر الحرس الثوري الإيراني امس جماعات المعارضة من تنظيم احتجاجات في ذكرى اندلاع الثورة الاسلامية في إيران عام 1979. وقال الجنرال حسين حميداني قائد قوات الحرس الثوري في طهران quot;لن نسمح للحركة الخضراء بأن تظهر بأي حال من الاحوال.. لن نشهد بالطبع مثل هذا الأمر وحتى اذا أرادت أقلية أن تفعل شيئا فسنواجهها بحزم.quot;

ووجهت مواقع على الانترنت تابعة للمعارضة الدعوة للناس للخروج في المزيد من المظاهرات المعادية للحكومة في ذلك اليوم. والاحتجاجات واسعة النطاق التي اعقبت الانتخابات الرئاسية دفعت إيران نحو أعمق أزمة داخلية منذ سقوط الشاه.

واعدمت السلطات الإيرانية الخميس معارضين ادينا بالسعي لقلب النظام في اول عمليات اعدام لمعارضين منذ اندلاع الازمة السياسية الحادة عقب اعادة انتخاب الرئيس محمود احمدي نجاد في حزيران الماضي. وكان قد حكم على المعارضين بالاعدام لادانتهما بquot;الحرابةquot; في تشرين الاول/ اكتوبر الماضي في اطار حملة المحاكمات التي طالت معارضين ومتظاهرين اعتقلوا اثناء التظاهرات والاضطرابات التي تلت الانتخابات الرئاسية.

وبدأ القضاء الإيراني السبت ايضا محاكمة 16 متهمًا بإثارة الشغب والعنف اللذين وقعا في يوم ذكرى عاشوراء الشهر الماضي في العاصمة طهران. ويواجه المتهمون في هذه القضية تهمًا من بينها المحاربة والفساد في الارض والتآمر على الأمن القومي الإيراني وتنظيم التجمعات وبث الدعاية ضد النظام والاخلال بالأمن العام عن طريق التشجيع على اشاعة العنف والفوضى.