استعاد أهالي ضحايا الطائرة الاثيوبية المكنوبة أمسالساعات الاولى لوقوع الكارثة،وخاصة بعدما تمكنت السلطات من انتشال جثة جديدة تعود لاحد الركاب رافقها في الآن ذاته العثور على أحد اجزاء الطائرة المفقودة،وهو ما دفعبعض وسائل الإعلام إلى القول إنه تم العثور على الطائرة ككل،بل ذهبت بعضمحطات التلفزة إلى الإشارة إلى أن فرق الانقاذبدأت في انتشالجثث الضحايا.

وكانت فرق الانقاذ تمكنت أمس من العثور على جثة جديدة قبالة مرفأ بيروت، هذا فيما نفت الجهات الرسمية فنفت العثور على الطائرة او الصندوق الاسود، وذلك على لسان وزير الاشغال العامة غازي العريضي عبر قناة الMTV، فيما نفى وزير الإعلام الدكتور طارق متري الشائعات التي ترددت عن العثور على حطام الطائرة الأثيوبية، مشددا على انه quot;لم يتم العثور على اي جثث أخرى جديدة غير الجثة التي تم انتشالها قبل ظهر اليومquot;. وطلب من quot;كل وسائل الإعلام توخي الدقة في نقل الخبر واستقاء المعلومات من مصادرها الصحيحة، احتراما لأهالي المفقودين واللبنانيين.

وكتبت صحيفة السفير اللبنانية الصادرة اليوم الاربعاء تقول: quot;ولعل الارتباك الذي اصاب الدولة بأجهزتها كلها، من حكومية وعسكرية، ليل أمس، وانعكس في الاعلام المرئي مباشرة، قد أظهر مجددا افتقاد المرجعية المركزية القادرة على اكتساب ثقة الناس والاعلام... فإذا بذوي المفقودين أنفسهم ضحية تأكيدات حول العثور على جسم الطائرة الأساسي وعدد من الضحايا.. قبل أن يصار الى نفيها من أهل الدولة أنفسهم!quot;

وأعلنالجيش اللبنانيالثلاثاء العثور على جثة احدى ضحايا الطائرة الاثيوبية على بعد خمسة كيلومترات من الشاطىء جنوب بيروت، وذلك بعد تسعة ايام من تحطمها في البحر وعلى متنها 90 شخصا، ما يرفع عدد الجثث التي تم انتشالها الى 15.

وقال مصدر عسكري لوكالة فرانس برس ان quot;عناصر من فوج مغاوير البحر في الجيش اللبناني عثرت الثلاثاء على جثة طافية على سطح البحر على بعد خمسة كيلومترات من شاطىء الناعمة (12 كلم جنوب بيروت)quot;.

واوضح المصدر ان الجثة المنتشلة هي جثة رجل، وقد تم تسليمها الى الصليب الاحمر اللبناني. وذكر بيان صادر عن قيادة الجيش انه تم العثور كذلك على quot;بعض الاشلاءquot; في المنطقة نفسها. وقام الصليب الاحمر بنقل الجثة والاشلاء الى مستشفى رفيق الحريري الجامعي في بيروت. واعلن وزير الصحة محمد جواد خليفة للصحافيين بعد معاينة الجثة ان quot;التعرف اليها مستحيلquot; من خلال الشكل، وquot;لن يكون ذلك ممكنا الا عبر فحص الحمض النوويquot;.

واوضح ان فحوصات الحمض النووي تتطلب نحو quot;36 ساعةquot; وبعدها يتم تبليغ الاهل. وكشف الطبيب الشرعي أحمد المقداد لـquot;الحياةquot; أنهquot;يصعب التعرف الى الجثة ومعرفة هوية صاحبها من دون إجراء فحص الحمض النووي quot;دي أن آيquot; التي تستغرق على الأقل 36 ساعة، لأسباب عدة أولها أن الجزء العلوي من الرأس غير موجود، والطبقة الخارجية من الجلد أصيبت نتيجة وجودها أسبوعاً في مياه البحر بتشققاتquot;، موضحاً quot;أنها تعود إلى رجل بشرته بيضاء، ويرجح أن يكون في العقد الخامس من العمرquot;. وأشار إلى quot;العثور في جيب الضحية على سلسلة ذهبية فيها أيقونة لكنها فارغةquot;.

وتم العثور في اليوم الاول من الحادث على 14 جثة تم التعرف على تسع منها (ثمانية لبنانيين وعراقي). ولا تزال في المستشفى الحكومي خمس جثث تعود على الارجح لمواطنين اثيوبيين ويجري العمل على تحديد هوياتها، بالاضافة الى بعض الاشلاء.

واستمرت الثلاثاء عمليات البحث عن الصندوق الاسود للطائرة والجثث. وافاد مصدر عسكري وكالة فرانس برس مساء ان عناصر الجيش عثروا في منطقة الناعمة ايضا على جزء من سطح الطائرة على بعد اربعة كيلومترات تقريبا من الشاطىء، مشيرا الى ان عمق البحر على هذه المسافة بالكاد يتجاوز المئة متر.

وقال وزير الاعلام طارق متري لوكالة فرانس برس ان الباخرة quot;اوشن اليرتquot; التي تتمتع بقدرات تقنية عالية والتابعة لشركة خاصة متخصصة في سبر اعماق البحار تتولى عمليات البحث، الى جانب قطعة بحرية تابعة للجيش اللبناني على متنها خبراء فرنسيون وتجهيزات فرنسية.

واعلنت السفارة الفرنسية في بيروت في بيان ان فريقا من البحرية الفرنسية وصل الثلاثاء الى بيروت للمشاركة في البحث عن الصندوق الاسود للطائرة الاثيوبية. وقال البيان ان هذا الفريق مجهز quot;بوسائل صوتية لالتقاط الذبذبات البحريةquot; التي من شأنها ان تحدد بدقة مكان الصندوق الاسود.

ويأتي ذلك بناء على طلب من السلطات اللبنانية التي تستعين ايضا بخبراء من مكتب التحقيقات الفرنسي الدولي لسلامة الطيران المدني. واكد متري من جهة ثانية ان السفينة quot;اوديسيه اكسبلوررquot; المزودة بغواصة والتابعة للشركة الاميركية ذاتها التي تملك quot;اوشن اليرتquot; في طريقها الى لبنان. كما ان البارجة الاميركية quot;يو اس اس درابلquot; متجهة الى بيروت ايضا وهي quot;مجهزة بشكل افضلquot; من نظيرتها quot;يو اس اس راميدج التي غادرت المياه اللبنانيةquot;.

واوضح متري ان اعمال البحث والمسح لا تزال تتركز في البقعة الضيقة نفسها قبالة بيروت التي اعلن عنها قبل ايام. وتتم الاستعانة بجهاز آلي ينزل الى الاعماق بهدف تصوير ما يمكن العثور عليه من حطام او ضحايا. وكانت البارجة الاميركية quot;يو اس اس راميدجquot; رصدت ذبذبات يرجح انها صادرة عن الصندوق الاسود في تلك المنطقة التي يصل عمقها الى 1400 متر.

من جانبه،اعتبر نقيب الغواصين اللبنانيين محمد السارجيفي تصريحات صحافيةأن الفشل الذريع الذي منيت به البواخر الأجنبية في البحث عن ضحايا الطائرة الاثيوبية او عن الحطام، ليس صدفة، لافتا الى انها تفتش في المكان الذي لم تغرق فيه الطائرة أصلا.واشار السارجي الى ان البواخر لا تقوم بعمل ممنهج، وأن ثمة شكا إما في قدراتها التقنية، أو في طريقة عملها العشوائية. فمن ناحية كانت تبحث في خلدة ثم رأيناها تذهب شمالا إلى المنارة مقابل بيروت، ثم تعود إلى خلدة. هذا معناه أن العمل عشوائي إلى حد كبير.

ولفت السارجي الى ان تحديد موقع الطائرة ليس عصيا إلى الحد الذي يوهموننا به. quot;سقطت الطائرة وكانت هناك عاصفة آتية من الجنوب الغربي أي من جهة صيدا، فقذفت الجثث التي وجدت بعد ساعة تقريبا من سقوط الطائرة جهة خلدة. هذا يعني أن مصدر الجثث هو جنوبي منطقة خلدة، فلماذا يبحثون شمال خلده ويصلون إلى بيروت؟! يكفي أن نتبع خط الجثث حيث عثر عليها ونتجه جنوبا، لنعثر على حطام الطائرة. لقد رسمت الجثث ما يشبه الطريق إلى مكان الطائرة وهذا ما يتجاهله الباحثون اليومquot;.

يذكرأن الارصاد الجوية أعلنتان عاصفة جديدة ستضرب لبنان خلال اليومين المقبلين، ما يثير خشية من اعاقة عمليات البحث. وسقطت طائرة بوينغ تابعة للخطوط الجوية الاثيوبية فجر الاثنين 25 كانون الثاني/يناير في البحر بعيد دقائق قليلة على اقلاعها من مطار رفيق الحريري الدولي متجهة الى اديس ابابا وسط طقس سيء جدا. ولم يتم بعد العثور على الصندوق الاسود الذي من شأنه ان يوضح اسباب سقوطها.