دمشق: أكّد مصدر فلسطيني مطلع أن الوسيط الألماني لم يُبلغ حركة المقاومة الإسلامية حماس اعتذاره النهائي عن لعب دور في عملية تبادل الأسرى بين الحركة وإسرائيل، وتوقع المصدر أن تُستأنف الوساطة الألمانية خلال أسابيع.

وأعرب المصدر المتابع لمجريات المفاوضات من دمشق عن قناعته بأن مفاوضات تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل quot;لم تنقطع نهائياً، بل توقفت لأسباب كثيرة بعد أن كانت الصفقة قاب قوسين أو أدنى مع نهاية العام الماضيquot;.

ونفى المصدر أن يكون الوسيط الألماني قد أبلغ انسحابه النهائي من لعب دور في صفقة التبادل وقال quot;في هذا المجال يحاول الوسيط الأماني الآن تهديد الطرفين المتفاوضين، وأبلغهما كلاهما عن نيته بالانسحاب إن لم يتم إنجاز الصفقة على أرض الواقع، وذلك كي يسرّع بإنجاز الصفقة، خصوصاً وأن إسرائيل تدرك بأن خير وسيط لإتمام الصفقة هو الوسيط الأماني الذي لعب دوراً في صفقات تبادل حزب الله مع إسرائيل في السنوات الماضيةquot;، وتابع quot;لذلك أعتقد بأن الأسابيع القادمة ستشهد عودة الوسيط الألماني إلى دائرة العمل في هذا المجالquot;.

وتتفاوض حركة حماس والحكومة الإسرائيلية منذ نحو سنة عبر وسيط ألماني لتسليم الجندي الإسرائيلي الأسير لدى الحركة جلعاد شاليت مقابل نحو 500 معتقل فلسطيني في السجون الإسرائيلية.

وفي هذا السياق أعرب السياسي الفلسطيني علي بدوان، عضو المجلس الوطني الفلسطيني، عن قناعته بأن حركة حماس لن تتنازل عن مطالبها وشروطها في هذه الصفقة، وأضاف أن quot;كل المؤشرات تقول بأن حركة حماس مصرة على مطالبها، وفي ذات الوقت ليست خاضعة لسيف الوقت، لذلك تفاوض وهي في وضع مريح تقريباًquot;.

وفيما إن كانت ستُلام الحركة في حال فشل المفاوضات لأنها تشددت أكثر من اللازم، خاصة وأن مئات الأسر الفلسطينية تنتظر إنجاز الصفقة للإفراج عن المعتقلين قال quot;بالعكس تماماً، مطالب حماس عادية قياساً لصفقات ماضية تمت بين إسرائيل وفصائل من منظمة التحرير الفلسطينية كحركة فتح والجبهة الشعبية القيادة العامةquot;.

وترفض الحركة إبعاد معتقلين إلى خارج الأراضي الفلسطينية بعد الإفراج عنهم، وتستثني بذلك بعض السجناء المحتمل أن يتعرضوا لخطر الاغتيال بعد نيلهم حريتهم، وتشترط أخذ موافقتهم شخصياً على الإبعاد، فيما تريد إسرائيل إبعاد عدد كبير من المعتقلين إلى دول عربية وأوروبية.