إستبعد المرّ التوصل إلى إستراتجية دفاعية في الوقت القريب مؤكدًا رفضه لدمج المقاومة بالجيش.

بيروت: تبدو الاستراتيجية الدفاعية الكاملة التي يبحث عنها اللبنانيون للدفاع عن وطنهم من الاعتداءات الخارجية بعيدة المنال في الوقت الراهن نظرًا لعدم التوافق بين الفرقاء على آلية موحدة حول هذا الموضوع فيما اعرب نائب رئيس الحكومة ووزير الدفاع اللبناني الياس المر عن رفضه دمج المقاومة بالجيش. وقال المر في حوار اجري معه على احدى محطات التلفزة اللبنانية ان طاولة الحوار الوطني ستلتئم وسيكون على جدول اعمالها بند الاستراتيجية الدفاعية عن لبنان.

واضاف ان quot;الاستراتيجية الدفاعية لها اكثر من عنوانquot; لافتا الى ان quot;الامر يعود للمجلس الاعلى للدفاعquot; الذي يترأسه الرئيس ميشال سليمان quot;لأنه ملف متشعبquot; مؤكدا رفضه quot;دمج المقاومة في الجيش لأن احدهما سيذوب في الاخرquot;. وتابع المر quot;انا لا اقبل أن يذوب الجيش في المقاومة او العكس وهذا غير قابل للنقاش واذا قالت طاولة الحوار ذلك فأنا سيكون لي رأيquot;.

من جهة اخرى اكد العميد المتقاعد في الجيش اللبناني امين حطيط حاجة لبنان الى استراتيجية دفاعية كاملة لحمايته من المخاطر. واوضح حطيط انه quot;حتى الان لا يوجد اجماع حول الالية التي ينبغي ان تعتمد للتمسك بالسلاح واستعماله وربطه في قناة محددة مع الدولةquot;. واشار الى ان هناك تباينا في المواقف بين الفرقاء حول اعتماد الية الاستراتيجية الدفاعية فالبعض يرى ان quot;اي ربط لسلاح المقاومة بالدولة من شأنه ان يحمل الدولة مسؤوليتين أولاهما الدعم المادي والمالي للمقاومة والثانية ردات الفعل الدولية والاسرائيلية وهذا الامر ليس من مصلحة الدولةquot;، اما بعضهم الاخر فيرى ان بقاء السلاح في يد المقاومة امر لا بد منه ولكن يجب ان يكون ذلك ضمن اطر عامة وبموافقة الدولة اللبنانية .

واعتبر حطيط انه quot;من مصلحة الدولة ان يبقى الامر على ما هو عليه الان وتسهيل التنسيق القائم بين الجيش والمقاومة عبر القنوات الامنيةquot;. ورأى ان quot;الواقع اللبناني القائم لا يمكن من الوصول الى استراتيجية دفاعية متفق عليها من قبل كل الفرقاء اللبنانيين لاعتبارات عدة منها عدم تشكيل الثقة على الرغم من المصالحات ولكن هذه المصالحات مازالت في اطر شكلية وبحاجة الى وقت وبما ان هذه الثقة لم تتشكل فان الاتفاق على استراتيجية دفاعية ترضي الجميع امر غير ممكن الان والاتفاق بعيد المنال وبحاجة الى ثقة حقيقية وجوهرية وهي غير متوفرة الانquot;.

وردا على سؤال حول الالية التي يمكن ان تعتمد في الاستراتيجية الدفاعية اكد حطيط انه يجب ان quot;يكون هناك ربط بين الدولة والمقاومة حتى يقفل الباب امام اي مطالبة بنزع سلاح المقاومة وعندما تتوفر الثقة الكاملة المتبادلة بين الاطراف فان الحل سيكون وسطاquot;

وقال ان quot;اي بحث لسلاح المقاومة يجب ان يراعي خمسة مبادىء هي الاقرار بحاجة لبنان الى المقاومة وبأن الجيش اللبناني هو العصب والاساس في البنية العسكرية اللبنانية العامة والمقاومة تفعل حيث لا يستطيع الجيش ان يصل نظرا لقدراته ونظرا لمنظومته التقليدية التي لا توفر له الامكانات التي يواجه بها إسرائيل وينبغي الا يستعمل سلاح المقاومة داخليا وتكون وظيفته الاساسية كيف يحمي ويدافع عن لبنان وضرورة اقرار قانون صادر عن مجلس النواب يكرس منظومة تنسيق وتكامل بين المقاومة والجيش بحيث يحدد لهذه المنظومة المتكاملة دور كل من الجيش والمقاومة في المهام والميدانquot;.

وشدد حطيط على ان quot;المقاومة في عملها تمارس عملاً دفاعيًا في حال شنت اسرائيل اي عدوان على لبنان وبالتالي فانه لن يكون هناك سقف في ردات الفعل للمقاومة لأن العمل الدفاعي يكون خاضعًا للعمل الميداني وليس للقرارات الدوليةquot;.