القاهرة: أكد الموفد الاميركي الى السودان سكوت غريشن أن تطبيع العلاقات بين تشاد والسودان يمكن ان يضع حدا quot;لانعدام الامن في دارفورquot; الاقليم الغربي في السودان الذي يشهد منذ قرابة سبع سنوات حربا اهلية تؤججها الشكوك المتبادلة بين النظامين السوداني والتشادي بأن كل منهما يدعم المتمردين المناهضين للاخر.

وقال موفد البيت الابيض الى السودان quot;اننا ممتنون للغاية للحكومتين السودانية والتشادية اللذين مدت كل منهما يدها للاخرى. نعتقد ان هذا تطور تاريخي والاهم انه امر ضروري لانهاء انعدام الامن في دارفورquot;.

ويشهد اقليم دارفور منذ شباط/فبراير 2003 حربا اهلية بين المتمردين والحكومة المركزية وميليشيا محلية موالية لها، ولكن مع تطور النزاع انقسم المتمردون وتشرذموا وانتشرت اللصوصية وقطع الطرق وتزايدت حوادث خطف الاجانب العاملين في منظمات اغاثة انسانية. ويتهم كل من النظامين السوداني والتشادي الاخر بدعم المتمردين المناهضين للاخر والعلاقات بينهما عصيب منذ خمس سنوات.

ووقع البلدان الجاران في منتصف كانون الثاني/يناير الماضي في نجامينا quot;اتفاقا لتطبيع العلاقاتquot; والحق به quot;بروتوكول لتأمين الحدودquot; يقضي بنشر قوة مشتركة على هذه الحدود. وكان البلدان وقعا عدة اتفاقات من قبل في الماضي لكن لم يتم الالتزام بها.

وبدا الرئيس التشادي ادريس ديبي الاثنين وكأنه يقدم غصن زيتون لنظيره السوداني عمر البشير خلال اول زيارة يقوم بها للخرطوم منذ ست سنوات، اذ قال فور وصوله quot;اتينا الى هنا لنعرب عن رغبتنا واستعدادنا والتزامنا بالعمل على عودة السلام والثقةquot; بين بلدينا.

واعتبر غريشن ان التطبيع الجاري بين تشاد والسودان quot;يمكنquot; ان يعطي دفعة جديدة لعملية السلام في الدوحى حيث تبدأ حركات تمرد مفاوضات مباشرة خلال اسابيع مع الحكومة السودانية. ولكن ما زال هناك الكثير الذي ينبغي عمله. واكد الدبلوماسي الاميركي quot;ما زلنا بحاجة الى ان نرى تطورا نحو توحيد المتمردين ثم التصدي لمسألة تقاسم السلطة السياسيةquot;.

وسيجري السودان في نيسان/ابريل المقبل اول انتخابات تعددية منذ العام 1986 ولكن حركات التمرد في دارفور قاطعت هذا الاقتراع الذي لم يكن بوسعها في كل الحالات المشاركة فيه ما لم تضع السلام وهو شرط منصوص عليه في القانون الانتخابي.

واوضح غريشن quot;لان المتمردين لن يتمكنوا من المشاركة في الانتخابات فيجب ان يكون هناك نوع من تقاسم السلطة (بينهم وبين الحكومة)quot; سواء تم الاتفاق على ذلك في الدوحة او خلال محادثات تجرى داخل السودان. واذا كان المتمردون الدارفوريون مدعوين لمفاوضات سلام فان المتمردين التشاديين الموجودين في دارفور لا يشاركون في اي عملية سياسية لانهاء النزاع بينهم وبين النظام التشادي.

وقال محمد نوري احد قادة المعارضة التشادية المسلحة لوكالة فرانس برس ان quot;ديبي سيظل يتعامل معنا كمرتزقةquot;، مضيفا ان quot;المصالحة بين تشاد والسودان لن تجلب لنا شيئاquot;. واكد غريشن ان الولايات المتحدة quot;تدعم اي عملية يمكنها ان تجعل المتمردين التشاديين خارج المعادلة وتساهم في سلام دائم في دارفور واحد الخيارات المطروحة هو تفكيكquot; المعارضة التشادية.

واذا ما تم تفكيك المعارضة التشادية في السودان، فان العديد من المتمردين سيخشون العودة الى تشاد. وقال المحلل في مركز الدراسات الدولية في باريس رولان مارشال ان quot;هؤلاء الناس لن يذهبوا الى تشاد ومن يستطيعون منهم قد يتوجهون الى افريقيا الوسطىquot;. واضاف المحلل quot;اعتقد ان افريقيا الوسطي يمكن ان تصبح او بالاحرى ان تعود مكانا ينتقل اليه هؤلاء الناس بما انها كانت ملجأ من قبل لهم لعدة اسابيع في العام 2006quot;.