يتوجه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الاحد الى روسيا في وقت صعدت موسكو لهجتها حيال ايران العدو اللدود للدولة العبرية.

القدس: هي اول زيارة رسمية لنتانياهو الى موسكو منذ تولي مهامه قبل سنة، وتعقب زيارة سرية قام بها في ايلول/سبتمبر في خطوة سلطت الضوء على المكانة الاساسية التي تحتلها روسيا في مساعي اسرائيل للتصدي لبرنامج ايران النووي المثير للجدل. واعلن الكرملين ان نتانياهو سيلتقي الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف الاثنين بدون ان يكشف اي تفاصيل اضافية عن الزيارة التي تستمر ثلاثة ايام.

كما لم تكشف اسرائيل اي تفاصيل عن هذه الزيارة، في حين رجحت وسائل الاعلام الاسرائيلية ان يلتقي نتانياهو رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين. وتاتي الزيارة بعد اسبوع على تشكيك روسيا رسميا في quot;صدق النواياquot; الايرانية في التوصل الى تسوية بالتشاور للنزاع حول برنامجها النووي، واعتبارها تشديد العقوبات الدولية عليها خيارا quot;واقعياquot;.

وجاء هذا التغيير في السياسة الروسية حيال الجمهورية الاسلامية بعدما اعلنت ايران الثلاثاء بدء عمليات تخصيب اليورانيوم بنسبة 20%، ما اثار تنديدا دوليا وحمل نتاينياهو على المطالبة بفرض quot;عقوبات تشلquot; ايران محذرا من ان طهران quot;في سباق مع الوقت لانتاج السلاح النوويquot;. وتشتبه الدول الغربية الكبرى وكذلك اسرائيل بسعي ايران لامتلاك السلاح الذري تحت ستار برنامج نووي مدني، الامر الذي تنفيه طهران.

وتعتبر اسرائيل ايران عدوها اللدود وقد دعا الرئيس الايراني المتشدد محمود احمدي نجاد مرارا الى quot;ازالة اسرائيل عن الخارطةquot;، كما اعتبر المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية اية الله علي خامنئي مؤخرا ان دمار اسرائيل quot;وشيكquot;. وكانت اسرائيل والولايات المتحدة تعملان بهدف حمل موسكو على تاييد فرض عقوبات مشددة على ايران. وروسيا هي الحليف التقليدي لايران حيث تقوم ببناء محطة بوشهر النووية وتزويدها بالوقود اللازم لتشغيلها، غير انها تؤكد معارضتها لحيازة طهران القنبلة الذرية.

وقال خبير الشؤون الاستراتيجية الاسرائيلي يوسي آلفر ان quot;اسرائيل ستشجع روسيا على الانضمام الى الجهود الاميركية لفرض عقوبات على ايران وستنسق مواقفها مع موسكوquot;. ورفض كلا اسرائيل وواوشنطن استبعاد الخيار العسكري ضد ايران في حال فشلت العقوبات في حملها على وقف تخصيب اليورانيوم، وتلعب روسيا دورا اساسيا على هذا الصعيد ايضا. فاسرائيل تسعى منذ سنوات لاقناع روسيا بعدم بيع ايران صواريخ متطورة مضادة للطائرات من طراز اس 300 التي ستجعل قصف منشآت نووية ايرانية مهمة صعبة.

وحذر مسؤولون اسرائيليون من ان اسرائيل قد تضطر في حال تسليم ايران صواريخ اس 300 لشن ضربة استباقية على المواقع النووية الايرانية قبل نشر انظمة الدفاع الجوي هذه حولها. كما ان نتانياهو قد يبحث خلال زيارته مشروع روسيا لاستضافة مؤتمر للسلام في الشرق الاوسط. وقال الفر quot;ان الروس يريدون لعب دور اكبر في عملية السلام في الشرق الاوسط وتحقيق طموحاتهم كدولة كبرى. وهذا لن يحصل بدون موافقة نتانياهو الذي قد يمنحهم ذلكquot;.

وتفضل اسرائيل تقليديا اجراء مفاوضات سلام بوساطة اميركية، ولو ان عملية السلام الحالية متعثرة منذ اكثر من سنة رغم الجهود الدبلوماسية التي يبذلها الموفد الاميركي الى الشرق الاوسط جورج ميتشل خلال رحلات مكوكية في المنطقة. واثارت روسيا استياء اسرائيل ايضا باستضافتها قبل ايام خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس التي تعتبرها اسرائيل والاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة مجموعة ارهابية. واستبعد الفر ان تسفر الزيارة عن دعوة لعقد مؤتمر سلام وقال quot;ان الروس لن يقدموا على هذه المبادرة الى ان يتبين انها تحظى بفرص نجاح، وهذا غير مرجح في الوقت الحاضر.quot;