يعد ختان البنات في موريتانيا عادة محببة، خاصة في الارياف حيث تعد ضرورية وتصنف على أساسها أخلاق الفتايات. الا ان البرلمان يتجه الى محاربتها، خاصة انها تصل الى 92% في بعض الاوساط، كما نشر أخيرًا علماء موريتانيين فتوى تحرمها بسبب مخاطرها الصحية والنفسية.

ختان البنات.. عادة ضرورية في موريتانيا

نواكشوط: تعتبر ظاهرة quot;ختان البناتquot; ظاهرة منتشرة في المجتمع الموريتاني بشكل كبير، وذلك بحكم تمسك الموريتانيين بعاداتهم وتقاليدهم في مختلف أوجه الحياة اليومية، وعلى الرغم منمحاولة الكثير منهم العدول عن بعضها الذي أصبح غير مناسب في عالم المدنية الجديد، فإن ظاهرة quot;خفاض البناتquot;، التي تعد من الظواهر البدوية، لم يشأ لها القدر إلا أن تظل سارية المفعول حتى الآن في هذا البلد المحافظ.

وتقول الدراسات العلمية التي أحيطت بها ظاهرة quot;ختان البناتquot; في موريتانيا أن نسبة ممارستها تصل في بعض الأوساط إلى 92%، بينما تتراجع في بعضها إلى 28%، وتتراوح الأعمار التي تمارس فيها هذه العملية quot;غالبا في الفترة ما بين الولادة إلى سن العاشرة، إلا أن الغالبية تجريها قبل اكتمال السنتينquot;.

تدخل برلماني لمنع الخفاض..

يتجه البرلمان الموريتاني في أولى خطواته للتحرك ضد ظاهرة ختان الإناث quot;تحت الضغط الدوليquot; إلى ضرورة سن قانون يمنع ممارستها واعتبارها من الخطوط الحمراء التي يجب التوقف دونها، وذلك من خلال الشبكة البرلمانية للسكان والتنمية في موريتانيا والمنظمة الموريتانية لمكافحة الممارسات الضارة بالمرأة والطفلquot;، حيث تم تنظيم أيام تفكيرية تحت عنوان quot;خفاض البنات والقانونquot; وشارك فيها عدد من ممثلي الهيئات الحقوقية والمنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان، ووكالات الأمم المتحدة المعنية بمكافحة الخفاض، إضافة إلى أعضاء البرلمان الموريتاني وفقهاء تحدثوا عن عدم شرعنة الموضوع.

نظرة المجتمع إلى الخفاض..

قالت مريم بنت سيدي عالي 60 عامًا quot;لإيلافquot;إن المجتمع الموريتاني ينظر إلى quot;الخفاضquot; على أنه عادة ضرورية يمارسها الموريتانيون منذ زمن بعيد وينظرون إليها بالاعتبار حيث يصنفون أخلاق البنات على أساسها.

وأضافت بنت سيدي عالي وهي من النساء اللواتي يباشرن عملية ختان الإناث، حيث تتولى هي بيدها ختن بناتها وبنات الجيران الذين يطلبون منها ذلك، quot;إن المجتمع ينظر إلى البنت التي لم تجر عملية الختان على أنها شاذة أخلاقيًّا وأن ذويها هم من رضيوا لها بهذه الأخلاق غير الحميدة، حيث لم يختنوها في الصغرquot;.

وقالت مريم quot;إن الختان وتسمين المرأة في موريتانيا هما عادتان محببتان لدى المجتمع وخصوصًا في الأرياف والمدن الداخلية حيث لا تزال الظاهرتان تمارسان بشكل طبيعي لدى الأسر هناك التي تنظر إليهما كعادات أصيلة لا يجب التوقف عنهما تحت أي سبب مهما كان نوعهquot;، مستبعدة أن تكون quot;عملية الختان تعتبر بأي حال من الأحوال عنفا ضد الفتيات يجب محاربتهquot;.

فتوى شرعية تحرم الختان

بالنظر إلى أن ظاهرة ختان البنات تنتشر في موريتانيا بشكل كبير وتطالب المنظمات الدولية العاملة في مجال حقوق الإنسان بالقضاء عليها، فقد نشر ثلاثة من كبار العلماء الموريتانيين فتوى تحرم هذه الظاهرة بسبب مخاطرها الصحية والنفسية على المرأة، وهي المخاطر التي تصفها المنظمات الحقوقية بأنها باتت quot;محققة وأكيدةquot;.

وهي المبررات التي دعت وزارة الشؤون الاجتماعية والطفولة والأسرة إلى الإشراف على دورة تكوينية لعدد من الفقهاء الموريتانيين حول الموضوع، إذ إن الفتوى السالفة الذكر تعرف الختان بأنه quot;استئصال جزء أو أجزاء من الأعضاء التناسلية للبنت بصورة قسرية في مرحلة عمرية مبكرة للغاية، وهو من أشد الممارسات الضارة بصحة البنتquot;.

وطالب العلماء الجميع بالإقلاع عن هذه الظاهرة درءًا للمفاسد التي تنجم عنها، بما فيها التعذيب المؤلم الذي تتعرض له البنت وهي في أسبوعها الأول غير قادرة على الهروب منه.