يتوقع مراقبون ان يكون هناك فراغا سياسيا في العراق بعد الانتخابات وأن يأخذ تشكيل الحكومة وقتا طويلا.

بغداد: من المرجح أن يعاني العراق من فراغ سياسي خطير بعد الانتخابات البرلمانية التي تجرى في مارس اذار مع تشعب المفاوضات حول تشكيل حكومة جديدة بشكل يهدد السلام الهش والمؤسسات المتداعية في البلاد.
سيرحب المستثمرون بفوز حاسم سواء كان لرئيس الوزراء نوري المالكي أو أي من خصومه على أمل المضي في صفقات للاستفادة من احتياطي النفط الهائل في العراق لكن من المرجح فيما يبدو أن تكون هناك شهور من السجال السياسي.

قال المحلل رايدر فيسر من موقع هيستوريا على الانترنت quot;أعتقد أننا سنكون محظوظين للغاية اذا ما تم تشكيل حكومة جديدة هذا الصيف.quot;
وليس بمقدور العراق الانتظار فترة طويلة جدا لتشكيل حكومة جديدة.

اذ ان مؤسساته التي أعيد بناء أغلبها منذ الغزو الاميركي عام 2003 ضعيفة. كما أن قوات الامن تسعى جاهدة لمنع الهجمات لكن من المتوقع أن يسرع الجيش الاميركي من خفض حجم القوات بعد الانتخابات التي تجرى في السابع من مارس اذار حتى تحين لحظة الانسحاب الكامل بحلول نهاية عام 2011 .
وعطلت شهور من الجدل حول الشخصية التي ستتولى رئاسة الوزراء بعد الانتخابات الوطنية التي أجريت في 2005 بناء قوات الامن العراقية وغيرها من المؤسسات وهو ما كان يمكن أن يساعد في الحد من العنف الطائفي في السنوات اللاحقة.

وقال بيتر هارلينج المحلل في المجموعة الدولية لمعالجة الازمات quot; أتوقع فراغا سياسيا ربما يستمر أسابيع أو شهورا. لن تكون هناك حكومة أو رئيس وزراء في البلاد.quot;
ويمنح الدستور العراقي الحكومة المنتهية ولايتها سلطة كاملة الى حين تشكيل ادارة جديدة لكن ليس هناك شك يذكر في أن اهتمام الساسة سينصب على ما بعد الانتخابات وليس على شؤون الحكم وصياغة القوانين.

ومضى هارلينج يقول quot;اذا خرج العراق سليما من هذا العام الشديد الصعوبة سأصبح متفائلا بشدة ازاء مستقبله لكن هناك احتمالا حقيقيا بعكس ذلك.. في أن تنهار الاوضاع.quot;
ومما يزيد من التشوش الافتقار الى تحالفات واضحة في فترة ما بعد الانتخابات نتيجة الاحوال السياسية شديدة التغير في العراق الى جانب تساؤلات بشأن ما اذا كانت صفقات النفط التي يقدر حجمها بمليارات الدولارات التي وقعتها حكومة المالكي ستظل كما هي بعد أي تغيير رئيسي في الخريطة السياسية.
وقال فيسر quot;من المرجح أن تظل صفقات النفط التي وقعتها الحكومة صامدة لان معدلات الارباح للشركات الاحنبية منخفضة للغاية وما من أحد يذكر يشك في أن هذه الصفقات مفيدة للعراق.quot;

وليس من المتوقع أن يكرر الائتلاف الذي ينتمي اليه المالكي أداءه القوي في الانتخابات المحلية التي أجريت العام الماضي. اذ سرعان ما أدت تفجيرات ضخمة بالقنابل الى تاكل مزاعم تحسين الامن كما وحد خصوم أقوياء صفوفهم للاطاحة برئيس الوزراء.
لكن ما زالت لديه شبكة قوية يمكنها أن تشن حملة انتخابية وهو مرشح يمكن التعرف عليه بسهولة في بحر من المرشحين المجهولين بصورة كبيرة.

وقال توبي دودج المحلل في كوين ماري بجامعة لندن quot;اذا لم تكن الاصوات التي يحصل عليها المالكي كبيرة بالدرجة التي يتمناها ولم تكن ضربة قاضية فستبدأ الكثير من المفاوضات.quot;
ومن المرجح أن تطالب الاقلية الكردية بتنازلات في مسائل مثل مدينة كركوك المنتجة للنفط التي يريدون ضمها لتكون عاصمة كردستان العراق المنطقة المتمتعة بحكم شبه ذاتي.

وأدى هذا النزاع ونزاعات أخرى -بما في ذلك خلاف مع بغداد حول مدى شرعية عقود النفط الكردية- الى اعاقة فاعلية البرلمان في السنوات الاخيرة واثارة التوترات مما جعل حل تلك النزاعات في اطار اتفاق لتشكيل حكومة جديدة غير مرجح.
كما يرجح أن تكون المحادثات بشأن اتفاق مع كتل سياسية أخرى سواء كانت للشيعة أو السنة مطولة ولا تخلو من الحقد.

وتحالف اثنان من أكبر الكتل الشيعية نفوذا في العراق وهما المجلس الاعلى الاسلامي العراقي وأتباع رجل الدين مقتدى الصدر خلال الانتخابات مع عدم وجود قاسم مشترك يذكر بخلاف الرغبة في الحد من سلطة المالكي.
كما أدى تأييده الواضح لاستبعاد مرشحين من الانتخابات اتهموا بصلتهم بحزب البعث الذي كان يتزعمه الرئيس السابق صدام حسين الى اتهام السنة له بالطائفية