تصدر العراق قائمة الدول المُهددة بالهجمات الارهابية في عام 2009 للعام الثاني على التوالي طبقا لتصنيف أعده محللون عالميون لدى مجموعة مابلكروفت بينما انضمت تايلاند للمرة الاولى لقائمة الدول التسع الأكثر تعرضا للارهاب.

لندن: عاد الارهاب ليحتل صدارة جدول الاعمال العالمي منذ أن أعلنت القاعدة عن محاولة لتفجير طائرة ركاب أميركية في 25 ديسمبر كانون الاول الماضي بينما لا يزال عنف المسلحين يشكل شاغلا ملحا فيما يشهد كل من العراق وأفغانستان علامات مهمة في عام 2010 في إطار سعيهما لتحقيق الاستقرار. ويوضح مؤشر خطر الارهاب للمجموعة الاستشارية أنه على الرغم من تحسن الوضع الأمني في العراق الا أن حجم الهجمات وتأثيرها الانساني وتكرارها لا يزال سببا في جعل العراق أكثر بلدان العالم خطورة من حيث العنف السياسي حيث قتل 4500 مدني في عام 2009 .

ويوضح المؤشر الذي يشمل 196 دولة أن أعمال العنف في جنوب تايلاند المضطرب الذي تسكنه أغلبية مسلمة ومن أمثلتها التفجيرات التي وقعت في السادس من أكتوبر تشرين الاول عام 2009 في منطقة سونجاي كولوك والتي أسفرت عن مقتل اثنين واصابة 42 آخرين مسؤولة الى حد كبير عن تقدم الدولة الى الترتيب التاسع من الترتيب الحادي عشر في العام السابق.

ويضع التقرير الذي يعتمد على بيانات عام 2009 أفغانستان في الترتيب الثاني فيما جاءت باكستان في الترتيب الثالث والصومال في الترتيب الرابع. وجاء في بيان لمجموعة مابلكروفت أنه جرى تصنيف هذه الدول على أساس أنها تواجه أقصى درجات الخطر الى جانب لبنان الذي جاء في الترتيب الخامس والهند ( السادس) والجزائر (السابع) وكولومبيا (الثامن) وتايلاند (التاسع).

ويتتبع المؤشر الذي أعدته المجموعة الاستشارية لتصنيف المخاطر التي تتخذ من بريطانيا مقرا لها مخاطر الهجمات وشدة العنف كما تقاس بالخسائر البشرية لكل حادث وتاريخ عنف المتطرفين بالنسبة للدولة والتهديدات الموجهة لها من قبل جماعات مثل القاعدة. وقالت ايفا مولينو محللة المخاطر السياسية لدى مجموعة مابلكروفت quot; التغطية الاعلامية يمكن أن تؤدي في كثير من الحالات الى تضخيم في تصورات الجمهور لخطر الارهاب في بلد ما بالاعلان عن الهجمات التي تنطوي على خسائر بشرية كبيرة.quot;

وأضافت quot;ومع هذا لا يتم الاعلان عن الحوادث الارهابية الاصغر رغم أنها تنطوي على إمكانية لتعطيل عمليات الاستثمار وسلاسل الامداد.quot; وبينما تراجع العنف بشكل عام في العراق في العامين الماضيين الا أن الهجمات والاقتتال لا يزالا شائعين فيما يستعد العراق لاجراء انتخابات برلمانية في السابع من مارس اذار القادم وتستعد القوات الامريكية لوقف عمليات القتال قبل سحب القوات بحلول نهاية عام 2011 .

وسقط أكثر من 3900 قتيل في الاضطرابات المستمرة منذ أكثر من ستة أعوام في جنوب تايلاند المتمرد والتي ألقيت المسؤولية عنها على متمردين انفصاليين في المنطقة الواقعة على الحدود مع ماليزيا. وفشل نشر عشرات الالاف من الشرطة وقوات الامن المدعومين بقوانين أمنية صارمة في وضع حد للعنف الذي لم تعلن أي جماعة موثوق فيها المسؤولية عنه الى الآن. وفي أفغانستان تأمل القوى الغربية أن يساعد هجوم كبير هذا العام مدعوم بحوالي 30 ألف جندي إضافي في دفع طالبان الافغانية الى طاولة التفاوض.

وصنفت الفلبين التي جاءت في الترتيب العاشر والاراضي الفلسطينية التي كان ترتيبها 11 وتركيا 14 وروسيا 15 واسرائيل 17 ونيجيريا 24 وأسبانيا 34 ضمن الدول المعرضة لتهديد مرتفع بينما بريطانيا التي كان ترتيبها 41 والصين 43 والولايات المتحدة 46 وفرنسا 56 فجرى تصنيفها كدول تواجه تهديدا متوسط الشدة. أما الدول التي صنفت على أنها تواجه تهديدا منخفضا فتشمل ألمانيا 81 وكندا 116 واستراليا 120.

ومن بين الدول التي انتقلت الى ترتيب أعلى في المؤشر مقارنة بالعام الماضي فكانت.. اليونان التي تقدمت الى الترتيب 57 من 63 بسبب حوادث محدودة لجناح يساري متطرف. واليمن الى الترتيب 22 من 29 بسبب تزايد حوادث الخطف وتزايد خطر تنظيم القاعدة. وايران التي تقدمت الى الترتيب 19 من 25 بسبب الهجمات المسلحة في اقليم بلوخستان وقازاخستان وتزايد المشاعر المعادية للحكومة. والصين التي تقدمت الى الترتيب 43 من 54 بسبب التزايد في شدة الحوادث الامنية في عامي 2008 و2009 مقارنة بالفترة بين عامي 2006 و2007 . كما تقدمت مصر الى الترتيب 54 من 66 بسبب سلسلة من الحوادث الامنية المحدودة في أواخر عام 2008 وأوائل عام 2009 .