أجرت إيلاف تحقيقاً في قطاع غزة أظهرت فيه طريقة تعامل حركة حماس مع الأجانب الذين يدخلون القطاع يومياً، وخصوصاً بعد القرار الأخير الذي قضى بحظر دخول الخمور، ويشتكي إعلاميون أجانب تحدثت إليهم quot;إيلافquot; من صعوبة تناولهم الكحول في ظل الأجواء السائدة في غزة.

غزة: تجد كافة أنواع الخمور التي يأتي بها الأجانب إلى قطاع غزة كجزء من مشترياتهم وممارساتهم اليومية خلال نزهاتهم وأوقات راحتهم وفراغهم، طريقها إلى الإتلاف من قبل الأجهزة الأمنية العاملة على معبر بيت حانون quot;إيرزquot; في إجراء جديد تتبعه الحكومة المقالة في غزة.

أبو حمزة مسؤول معبر بيت حانون quot;إيرزquot; قال لإيلاف: quot;يعمل في المعبر 20 موظفاً، يلبسون زي جهاز الشرطة الرسمي، وجميعهم يعملون بمهنية بحتة، ومهمتهم فقط استقبال المسافرين واجراءات الدخول والخروج عبر برنامج التسجيلquot;.
وأضاف: quot;نطلب منهم نوع جواز السفر ورقمه والإسم، ومكان وتاريخ الميلاد والفيزا، وسبب الزيارة ومدة الإقامة، والأهم من ذلك أن نكون على علم بطبيعة عمل كل أجنبي، وأين يسكن داخل قطاع غزة، ولأي مؤسسة يتبع، وبعد ذلك يدخلون البلد بكل احترامquot;.

اجراءات التفتيش التي يتبعها أفراد الأجهزة الأمنية على معبر بيت حانون quot;إيرزquot; اختلفت عن السابق، وأشار أبو حمزة في هذا الإطار: quot;حفاظا منا على شعور الأجنبيات، لدينا اثنتان من الشرطة النسائيةتلبسان كفات اليد وتفتشان حقائب الأجنبيات فقط، حيث كنا نخجل ولا نتقبل فتح حقائب النساء الأجنبيات بسبب عاداتنا وتقاليدنا، ولكن نظرا للإجراءات الأمنية فنحن مضطرون لذلك، وقد حدث هذا سابقا، أما في هذه الأيام فلدينا جهاز الفحص الالكتروني الذي نفتش من خلاله جميع الحقائب وهو متوفر لدينا منذ أسبوعين فقطquot;.
أبو حمزة الذي غض النظر عن قضية اعتقال الصحفي البريطاني في غزة، قال إنهم يضعون النوايا الحسنة نصب أعينهم في التعامل مع الأجانب، وأوضح أيضا: quot;هناك حركة أجانب ممتازة إلى قطاع غزة في الدخول والخروج فاليوم لدينا 23 وصولا من مختلف الجنسيات، أما بالأمس فقد دخل إلى غزة 58 أجنبيا وغادر 24، وشهريا يدخل المئات فمعظمهم لديهم عمل داخل غزة وجاؤوا للتعاون مع الشعب الفلسطينيquot;.

وحول زجاجات الكحول التي يجلبها الأجانب معهم لشربها داخل غزة، لاسيما إذا طالت فترة زيارتهم قال أبو حمزة: quot; صدر قرار من وزارة الداخلية قبل أشهر بمنع دخول الخمور التي يأتي بها الأجانب إلى قطاع غزة، وقد تم الاستمرار بهذا القرار، وغالبيتهم ملتزمون بهذا الاجراءquot;.
وأوضح: quot;تتم مصادرتها بمحضر إتلاف أمام الأجنبي ويوقع عليه، وهناك من الأجانب من يطلب الإبقاء على زجاجات الكحول لدينا لإسترجاعها عند مغادرته البلد ونحن نتعاطى بإيجابية في مثل هذه الحالات ونتعاون معهمquot;.

لا أستطيع شرب الكحول بسهولة في غزة
quot;ألدو سلونقوquot; مصور صحفي إيطالي 28 عاما، تحدث لـ quot;إيلافquot; عن زيارته لغزة وقال: quot;زرتها مرتين، وقضيت فيها ما يقارب الشهر، وقد كان دخولي عبر معبر إيرز صعبا بالنسبة للجانب الإسرائيلي، أما عندما نصل نقطة التفتيش التابعة لحماس فيسألوننا من أين جئتم، وماذا ستفعلون في غزة، وهذه إجراءات روتينيةquot;.
وحول إجراءات التفتيش أوضح ألدو: quot;في أول مرة لم يتم تفتيشنا بالمطلق، ولم يسألونا عن الكحول التي بحوزتنا، أما في المرة الثانية فقد كان معي زجاجتا نبيذ، وتم تفتيشي، ولكنهم سمحوا لي بالدخول، لأن معي زجاجتين فقطquot;.

أطلق quot;ألدوquot; العنان لنفسه في الحديث عن الوضع داخل غزة ومعاملة المواطنين والأجهزة الأمنية له وقال: quot;أشعر بالأمان في شوارع غزة ، فقد أمضيت كثيرا من الوقت فيها لإجراء المقابلات والتصوير، ولو أنني لم أشعر بالأمان لما استطعت العمل بحرية، ولكن عند عودتي إلى المنزل أعلم جيدا أن حماس تراقبني وتعرف مكاني، وماذا أفعل، وذلك غير مريح بالنسبة لي، ولكني إيطالي الجنسية وأعرف أن حماس لا يمكن أن تفعل ما يزعجني لأن ذلك سيوقعهم في مشاكل مع حكومتيquot;.
وتذكّر quot;ألدوquot; قصة حدثت معه بينما كان يجلس هو وصديقته الإيطالية مع صحفيين فلسطينيين في شقتهم المستأجرة في أحد فنادق غزة فقال: quot;في آخر يوم وقبل مغادرتنا غزة كنا نجلس معا في البيت لنتحدث وننهي عملنا، وإذا بنا نتفاجأ بشخص يتبع لحماس دخل البيت وسألنا كيف هو الوضع، ولم يقل لنا إنه من حماس ولكننا عرفنا ذلك، فقد كان واضحا عليه، وكررها ثلاث مرات، وقد كانت المرة الأولى التي أشعر فيها بسوء الحالquot;.
ويمارس quot;ألدوquot; طقوسه اليومية بعيدا عن العامة، ويختفي في بيته حفاظا على النظام العام، وأشار قائلا: quot;لا تستطيع شرب الكحول بسهولة في غزة، ولا بد أن تشربها فقط في أوقات محددة، وكذلك لا أستطيع أن ألبس كما كنت ألبس في إيطاليا لأنني سأبدو غريبا أمام المواطنين الفلسطينيين، هذا هو الفرق الذي لاحظته بين غزة وإيطاليا، ومع ذلك فإن العمل ممتع والناس طيبون جدا والحديث معهم رائعquot;.

الغصين: هناك متابعات أمنية تتم بشكل دقيق لبعض الأجانب
المهندس إيهاب الغصين الناطق باسم وزارة الداخلية في الحكومة المقالة قال في لقاء خاص مع quot;إيلافquot; إن حركة الأجانب وزياراتهم كثرت إلى غزة بعد الحرب الإسرائيلية لرؤية ما حدث، وخصوصاً الصحافة الأجنبية وشخصيات رسمية وغيرها، وأوضح كذلك: quot;كان هناك قرار واضح من قبل الحكومة بأن كل من يريد القدوم إلى قطاع غزة للإطلاع على حجم الدمار فمرحب به ولا نمنع أحدا بتاتا بل ونعطي حرية شبه كاملة لكل من يريد الحضور، فبالنسبة للوفود يحدد لها جدول معين تضعه الحكومة بالاتفاق معهمquot;.
وتابع الغصين قائلا: quot;الجميع يشهد بأن الحكومة في غزة قامت بحماية الأجانب على خلاف الحكومات السابقة كافة، ولدينا وحدة خاصة بهم في جهاز الأمن والحمايةquot;.

أما بخصوص الاجراءات التي يمكن أن تتخذها الشرطة في الحكومة المقالة إذا ما علمت أن أجنبيا يشرب الخمر علنا في قطاع غزة، فتحدث الغصين عن الحريات التي كفلها القانون واحترام حرية الآخرين وقال: quot;هناك ضرورة وعلى الجميع احترام العادات والتقاليد العامة داخل قطاع غزة، فهو قطاع مسلم وملتزم، كما أننا نحترم حرية الشخص الأجنبي الذي يمارس طقوسه، وهو في بيته من حقه أن يقوم بما يريده، ونقول إن الحريات مكفولة بما أنها تتم بشكل شخصيquot;.
وأشار إلى أنه quot;قد يعيب علينا البعض في هذه الحرية الممنوحة للأجانب، فنحن مثلا لا نقوم بالتفتيش الشخصي الدقيق للأجانب كما يحدث مع الجانب الاسرائيليquot;.
وفي ما يتعلق بالاشكاليات الخاصة مع الأجانب والشبهات التي تحوم حولهم أكد الغصين: quot;هناك أجانب موجودون منذ أشهر، ولم تواجهنا أي مشكلة أو ملاحظات، ولم يحصل أننا اشتبهنا بشخص معين مثلا لأننا ننظر إلى الظاهر العام، ولكننا نعلم أن كثيرا من الأجانب لهم أجندات خاصة وهناك متابعات أمنية تتم بشكل دقيق لهم، فإذا كانت هناك أمور قد تضر بالمصلحة الوطنية للشعب الفلسطيني، فنتخاطب مع هذه الجهات ونعلمهم بأن ما يقومون به غير صحيحquot;.