يزور الرئيس الفلسطيني محمود عباس باريس في زيارة تتمحور حول قيام الدولة الفلسطينية.

باريس: يصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس مساء الاحد الى باريس في زيارة رسمية الى فرنسا تتمحور حول قيام الدولة الفلسطينية، التي دعا وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الى الاعتراف بها حتى قبل الاتفاق على حدودها.

ومن المقرر ان يلتقي عباس مساء الاحد كوشنير على العشاء على ان يجري محادثات مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الاثنين. وفي الوقت الذي تتعثر فيه كل المساعي لاحياء مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين، كان كوشنير اول مسؤول فرنسي يتطرق علنا الى احتمال الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة قبل الاتفاق على حدودها ومن دون موافقة اسرائيل المسبقة.

وحسب هذا السيناريو يعلن الفلسطينيون قيام دولتهم فيعترف بها المجتمع الدولي لتستأنف بعدها المفاوضات حول حدود هذه الدولة. وقال كوشنير في حديث له نشرته الاحد اسبوعية quot;لو جورنال دو ديمانشquot; ان quot;استقبال محمود عباس الرئيس الفلسطيني (...) يعني دعم الرجل الذي يحمل حل الدولتينquot;.

واضاف quot;المسالة المطروحة حاليا هي بناء واقع : ان فرنسا تدرب رجال شرطة فلسطينيين ومؤسسات تبنى في الضفة الغربية ...quot;. واضاف quot;على الاثر يمكن التفكير في اعلان سريعل عن دولة فلسطينية والاعتراف بها فورا من قبل المجتمع الدولي حتى قبل التفاوض على الحدودquot;.

هل كان هذا التصريح بالون اختبار؟ فقد حرص الوزير الفرنسي على القول انه يتكلم باسمه. وتابع quot;لست متأكدا من ان رايي سيؤخذ بعين الاعتبار، ولا حتى اذا ما كنت على حقquot;. ويبدو ان رئيس الحكومة الفرنسية فرنسوا فيون سعى خلال زيارته الى عمان الى التخفيف من وقع تصريحات كوشنير.

وقال في مؤتمر صحافي عقده في العاصمة الاردنية quot;ان هذا الاقتراح يدل على رغبتنا في تسريع العملية واتخاذ مبادرات تتيح الدخول في مفاوضات تأخرت كثيرا في الانطلاقquot;. واكد مسؤول اسرائيلي كبير طالبا عدم الكشف عن اسمه لوكالة فرانس ان اسرائيل تعارض اقتراح كوشنير.

واضاف المسؤول الاسرائيلي quot;ان منح هذا الاعتراف في الوقت الذي لم تسو فيه بعد ملفات هذا النزاع لا يمكن الا ان يصب الزيت على النار. وهذا الامر يمكن ان يدفع الفلسطينيين الى التشدد اكثر وجعل التوصل الى تسوية امرا مستحيلاquot;.

في المقابل اعلن رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض عزمه على اعلان قيام دولة فلسطينية مستقلة عام 2011 بمعزل عن تقدم المفاوضات مع اسرائيل. وقال لعدة وسائل اعلام فرنسية نشرت الجمعة هذه المقابلة quot;اذا لم تؤد المسيرة السياسية حتى منتصف 2011 الى انهاء الاحتلال فانني واثق بان تقدم البنى التحتية والمؤسسات الفلسطينية سيخلق حالة ضغط ترغم اسرائيل على التخلي عن الاحتلالquot;.

الا ان الرئيس الفلسطيني الذي يريد من فرنسا القيام بدور في هذا المجال لا يزال ينتظر قيام واشنطن بضغوط على اسرائيل. وقال في تصريحه الى لوموند quot;ننتظر مبادرات اخرى من الاميركيينquot; وتخوف من عودة العنف في حال عدم تحقيق اي تقدم نحو مفاوضات السلام.