وصف علاوي الربط بين زيارته للسعودية والانتخابات المقبلة بأنه نتاج quot;عقول مريضةquot;، ودافع عن زيارته الى المملكة ومصر ووصف الانتقادات التي وجهت اليه عقب ذلك بانها ضجة مفتعلة أثارتها بعض العناصر الحاكمة في العراق قبل الإنتخابات، ودعا القادة العراقيين الى زيارة الدول العربية والمجاورة الاخرى والكفّ عن شتمها لصالح انفراد دول اخرى في الساحة العراقيّة، وقال انه سيزور ايران وتركيا لبحث التهديدات الارهابيّة التي تشكل هماً مشتركاُ لدى دول المنطقة.

إيلاف من لندن، وكالات: أثارت زيارة علاوي للسعودية جدالا في العراق حيث قالت قوى سياسية منافسة له في الانتخابات المقبلة انها ستعرض العراق للتدخل الاجنبي. وجاءت زيارة علاوي للسعودية حيث قابل الملك عبد الله قبل فترة قصيرة من الانتخابات التي يؤمل اجراؤها في السابع من الشهر المقبل وأثارت دهشة كبيرة خصوصا ان السعودية ليست لها اتصالات علنية تذكر مع ساسة عراقيين منذ عام 2003 .

ونقلت رويترز عن دبلوماسي عراقي رفيع مطلع على مسار العلاقات العراقية السعودية قوله ان الزيارة quot;أثارت كثيرا من الاسئلة.. وخصوصا أن الاجتماع مع الملك عبد الله حضره رئيس المخابرات السعودية الامير مقرن بن عبد العزيز لكن علاوي قال ان الزيارة ليس لها علاقة بالانتخابات وانها تتعلق بتحسين علاقات العراق مع دول الجوار ووصف الربط بين الزيارة والانتخابات المقبلة بأنه نتاج quot;عقول مريضةquot;.

وتمثل قائمة علاوي تحديا شديدا في الانتخابات للاحزاب الشيعية الدينية المشاركة في الائتلاف الحاكم ومن بينها حزب الدعوة الذي ينتمي اليه المالكي. وقال سلام الفقيقي وهو تاجر في بغداد ان العراق كنز ويتنازع الجميع للحصول على اكبر نصيب من هذا الكنز والساسة العراقيون دمى في أيدي دول المنطقة.

ويرى اخرون وأغلبهم من السنة ان الزيارة ايجابية. واولئك الذين يرون ان ايران قريبة أكثر مما يجب من الزعماء العراقيين الذين يزور كثير منهم طهران بانتظام يرحبون بمحاولات تحقيق توازن من خلال اقامة علاقات أفضل مع بقية دول العالم العربي. وقال أحمد ناجي وهو موظف حكومي quot;ما المشكلة في أن يزور علاوي السعودية.. انها ستفيدنا أكثر من زيارة رئيس الوزراء لايران مرة اخرى. على الاقل علاوي علماني.quot;

ومن جهته وصل نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي وهو الشخصية البارزة الاخرى في قائمة العراقية بزعامة علاوي الى القاهرة في بدء زيارة تشمل ايضا سوريا والاردن للاجتماع مع زعمائها واجتذاب أصوات العراقيين في الخارج والذين يعتبر السنة منهم انهم الغالبية.

غير ان جولته لا ينظر اليها على انها مثيرة للجدل مثل زيارة علاوي لان الهاشمي سني ويشغل منصبا حكوميا رفيعا وتتضمن مهامه في العادة مقابلة زعماء المنطقة. ويشير بعض العراقيين الى ان سياسيين اخرين سيسعون على الارجح للحصول على تأييد من الخارج لكنهم سيفعلون ذلك سرا.

وقالت موظفة الاغاثة اسماء محمود quot;انني أعلم ان توقيت زيارة (علاوي) يثير تساؤلات لكن... كل الاطراف الاخرى تبحث عن تأييد خارجي وجميعهم يعملون من وراء الستار. لذلك لماذا انتقاد علاوي لانه فعل ذلك علانية .quot;

وحول زيارة علاوي الى السعودية ومصر قالت ميسون الدملوجي المتحدثة الرسمية باسم كتلة العراقية الإنتخابية أنّ جولة علاوي العربية والإقليمية الحالية تهدف إلى إعادة التوازن إلى علاقات العراق الخارجية التي ساءت في عهد الحكومة الحالية .

واضافت في حديث مع quot;ايلافquot; من بغداد في وقت سابق حول انتقادات مبطنة ساقها رئيس الوزراء نوري المالكي لزيارة علاوي الى السعودية ومصر أن كتلة العراقية تعتقد أن استقرار المنطقة وامنها جزء لا ينفصل عن أمن العراق واستقراره والذي لا يجب عزل مصالحه عن مصالح هذه المنطقة ودولها. واستغربت الضجة التي اثيرت حول زيارة علاوي للسعودية، في وقت قالت فيه إن الرياض كانت واحدة من محطات اخرى ضمن جولة عربية يقوم بها بدأت من الكويت وقطر والامارات ثم مصر وسوريا ولبنان وبعدها المغرب والجزائر ثم تركيا. وأوضحت ان هذه الدول يجمعها هاجس الاستقرار والموقف ضد تنظيم القاعدة الذي يعاني العراق من جرائمه.

وأشارت إلى أن واحدة من الاهداف التي يراد تحقيقها من الانتخابات التشريعية المقبلة هي تحقيق أمن العراق واستقراره، وإعادة التوازن الى علاقاته العربية والاقليمية التي ساءت كثيرًا في زمن الحكومة الحالية التي فشلت في اقامة علاقات طيبة مع معظم هذه الدول . وقالت quot;لا ندري لماذا الاعتراض على جولة علاوي، والمسؤولون العراقيون انفسهم يتجولون بين عواصم العالم والمالكي نفسه قام مؤخرًا بزيارات لمصر والولايات المتحدة مثلاًquot;.

وتساءلت قائلة quot;لماذا الاعتراض على زيارة علاوي الى السعودية بالذات وهي دولة ساعدت كما كانت على علاقات طيبة مع جميع فصائل المعارضة العراقية السابقة التي كانت لها مقرات ونشاطات انطلاقًا من السعودية وبينها حزب الدعوة الاسلامية الذي يتزعمه المالكي نفسه. وكان المالكي قال امس الاول quot;اننا لن نسمح لأحد بالتدخل في شؤوننا الداخلية، ولن نسمح لاحد في الداخل ان يمد يده الى الخارج ليأتي باجندات اجنبية يطبقها في العراقquot;.

وفال زعيم القائمة العراقية اياد علاوي خلال مؤتمر صحافي في بغداد اليوم ان زياراته الحالية للدول العربية والاخرى في المنطقة تهدف الى ايجاد رؤية مشتركة حول بعض القضايا التي تعاني منها المنطقة، وخاصة في ما يتعلق بالارهاب ونشاط القاعدة وكيفية الوقوف بوجهه اضافة الى انفتاح العراق على محيطه العربي الذي ينتمي اليه وعدم عزله .

واكد انه سيزور تركيا خلال اليومين المقبلين يتبعها باخرى الى طهران التي طالما انتقد سياستها في العراق وتدخلها في شؤونه. واضاف انه سيبحث مجموعة من الملفات في إيران من أهمها موضوع احترام السيادة العراقية مشدداً على أن قائمته لا تدعو إلى قيام حرب مع إيران . واوضح ان العراق يواجه تهديدا من قبل القاعدة وقال ان quot;هذا التهديد لا يشمل العراق فقط وإنما دول أخرى مثل سوريا والسعودية ولبنان وأفغانستان ويقع علينا واجب التنسيق مع هذه الدولquot;.

وأوضح علاوي إن quot;الهدف من زيارتي للكويت هو حضوري للاجتماع التأسيسي للمجلس العربي للعلاقات الإقليمية والدوليةquot;. وقال أنه quot;زار بعض الدول العربية مثل سوريا ولبنان والسعودية والكويت لبحث بعض الأمور العامة التي تهم المنطقةquot;. ووصف الضجة التي أثيرت حول أسباب زيارته لعدد من الدول العربية بأنها quot;ضجة مفتعلة أثارتها بعض العناصر الحاكمة في العراق .

واضاف ان زيارته الى السعودية ومصر لم تكن ابدا تحريضية quot;ولم تتطرق الى مسألة الانتخابات المقبلة لا من قريب ولا من بعيد وان من يضع في عقله المريض مسألة الانتخابات فاننا نحمل العراق باجمعه وليس الانتخابات المقبلة quot; . وقال ان التشكيك بزيارة مسؤولين عراقيين الى دول عربية هدفه خلق فجوة كبيرة بين العراق وهذه الدول وترك المجال لغيرها في الساحة السياسية .

وتساءل علاوي قائلا quot;هل اصبح زيارة الدول العربية كفراً .. الم يقم السيد عمار الحكيم (رئيس المجلس الاعلى الاسلامي) بزيارات لعدد من دول المنطقة، فلماذا لم يتم انتقاد تلك الزيارات على الرغم من ان زياراتنا انا والسيد الحكيم هدفها ايجاد رؤية مشابهةquot; وانتقد بعض الجهات المتنفذة في الساحة السياسية، ممن كانت تزور السعودية والامارات ومصر وسوريا قبل الاحتلال من اجل اسقاط صدام حسين. وتساءل quot;هل يمكن اليوم ان تتنكر تلك الجهات لهذا الجميل .. الم تكن السعودية اول من دعمت بعض القيادات المتنفذة بتشكيل حكومة في كردستان فلماذا يتم اليوم اتهام السعودية وسوريا وتركيا بانهم هم من يقف ضد العراق ؟ quot;.

ودعا المتنفذين في الحكومة الى عدم استخدام الفضائيات والاعلام لسب وشتم دول الجوار وقال quot; هنالك قنوات دبلوماسية نحاول من خلالها ايجاد ارضية مشتركة لخلق علاقات طيبة مع دول الجوار لا ان نتهجم عليها ونوتر علاقاتنا معها quot; منتقدا السياسة الخارجية التي تنتهجها الحكومة تجاه بعض دول الجوار.

ونفى علاوي بشدة ان تكون زياراته الى الدول العربية هي من اجل الحصول على دعم مالي وقال quot;ان الذي يريد الدعم لا يذهب بصورة علنية والدليل ان القائمة العراقية تمتلك صحيفة واحدة وتدعم من خلال اعضائها ومن خلال الاعلانات اما احزاب اليوم فتمتلك العديد من الفضائيات.. فمن اين لها هذا ؟ quot;.

وشدد علاوي بالقول quot;ان صدام حسين وضع تحت اسمي خطا احمر لكنني قاومته لمدة ثلاثين عاما واليوم سنقاوم كل من يريد ان يستخف بالعراق والعراقيينquot; . وانتقد الاوضاع الامنية الحالية وعجز الحكومة عن تحقيق الامن والاستقرار في البلاد مشيرا الى عودة مسلسل الإنفجارات إلى ساحات بغداد.

واشار الى انه بعد 8 سنوات من العملية السياسية وبناء القوات الامنية quot;فاي امان واية عملية سياسية وهناك 70 جثة يعثر عليها في بغداد خلال يوم واحدquot; . واكد قائلا quot;ليس لدينا ثقة بقدرات القوات العراقية على مسك الملف الأمني بعد انسحاب القوات الأميركية من العراق بشكل كاملquot; وتساءل quot;أين الأمن والاستقرار الذي تتحدث الحكومة عن تحقيقه بالعراقquot;.
وأظهر استطلاع حكومي عراقي أجري اليوم ان 63% من الناخبين العراقيين سيشاركون في الاقتراع العام في السابع من الشهر المقبل و72% يخشون تمويلا اجنبيا للمرشحين و20% أولويتهم ترسيخ الامن و47% يؤيدون قرارات المساءلة والعدالة لاجتثاث البعث .

واشارت نتائج آخر استطلاع للرأي اجراه المركز الوطني الحكومي العراقي للإعلام ان 63% من العراقيين الذين يحق لهم التصويت والبلغ عددهم 19 مليونا سيشاركون في الانتخابات البرلمانية المقبلة في السابع من الشهر المقبل .

وقال المشرف العام على المركز علي الموسوي وهو مستشار اعلامي للمالكي في بيان صحافي الى quot;ايلافquot; اليوم ان الاستطلاع الذي شمل عينة موزعة على جميع محافظات العراق اوضح ان 28% ممن لا يعتزمون المشاركة بالانتخابات يرجعون ذلك إلى عدم نزاهة الانتخابات فيما رأى 16% منهم عدم وجود جهات او احزاب او شخصيات يثقون بها و 14% منهم عدم قناعتهم بالانتخابات. كما راى 43% من المواطنين ان اعتبار المحافظة دائرة انتخابية واحدة سيخدم الائتلافات والقوائم الكبيرة فيما قال 35% ان هذا الامر يؤدي إلى تركيز قوى محدودة في مجلس النواب.

وحول رؤية العراقيين بشان تمويل الحملات الانتخابية فان 29% يرون ان القليل من الاحزاب تمول محليا و36% ذهبوا الى ان بعضها كذلك فيما يقول 13% ان جميعها تمول من الخارج.

واظهر الاستطلاع ان 72% من العراقيين يعتقدون بخطورة التمويل الخارجي للحملات الانتخابية فيما يرى 20% عكس ذلك. وابدى 34% رغبتهم بانتخاب القائمة لشخصية رئيس القائمة فيما قال 28% انهم سيصوتون للقائمة التي تمثل اغلب اطياف الشعب كما ينوي 14% من المواطنين اختيار القائمة لبرنامجها الانتخابي ويرغب 11% من الناس في اختيار القائمة التي تمثل قوميتهم.

ويضم تحالف القائمة العراقية التي يترأسها علاوي 22 حركة وتجمعًا وحزبًا، بينها جبهة الحوار بزعامة المطلك وحركة quot;تجديدquot; التي يتزعمها نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي وتجمع quot;عراقيونquot; الذي يتزعمه النائب أسامة النجيفي وتجمع المستقبل الوطني بزعامة النائب ظافر العاني إضافة الى نائب رئيس الوزراء رافع العيساوي وعدد آخر من النواب والشخصيات السياسية.