تواجه العراق عدّة تهديدات أمنيّة قبل الإنتخابات المزمع عقدها في مارس المقبل.

بغداد: هدد جناح تنظيم القاعدة بالعراق هذا الشهر بمنع الانتخابات التي تجريها البلاد في السابع من مارس اذار بأي ثمن مستخدما وسائل quot; عسكريةquot; في المقام الاول لوقف ما وصفها بمهزلة تهدف الى تعزيز هيمنة الشيعة على حساب السنة. وحتى قبل التحذير توقع الكثير من العراقيين أن يحدث هجوم كبير قبل الانتخابات ربما على نطاق التفجيرات الانتحارية المدمرة والمنسقة بدقة لأهداف تخضع لحراسة جيدة ببغداد وقعت في اغسطس اب واكتوبر تشرين الاول وديسمبر كانون الاول ويناير كانون الثاني.

يأخذ المسؤولون الامنيون الاميركيون والعراقيون التهديدات من تنظيم دولة العراق الاسلامية المرتبط بتنظيم القاعدة على محمل الجد. ويعتقد محللون مخابراتيون أن تنظيم القاعدة في العراق أنشأ تنظيم دولة العراق الاسلامية ليكون مظلة محلية للجماعات المتمردة بهدف تبديد فكرة أن تنظيم القاعدة يهيمن عليه الاجانب. وأصبح الناطق الرئيسي بلسان الجماعات المرتبطة بالقاعدة في العراق. وضعفت الجماعات التي تمارس اعمال العنف بدرجة كبيرة في العامين الاخيرين وقد حرم انتهاء صراع طائفي شامل في معظم أنحاء العراق مقاتليها من مكان يختبئون فيه.

ويعتقد الجيش الاميركي أن تنظيم القاعدة بالعراق تديره الان مجموعة صغيرة من خمسة الى عشرة مقاتلين محنكين. ولم تعد لديهم القدرة على مواصلة الوتيرة العالية للهجمات مثل التفجيرات اليومية التي كان العراق يعاني منها منذ عام فقط واتجهوا بدلا من ذلك الى حشد مواردهم لشن هجمات بمعدلات أقل لكنها تلحق دمارا اكبر.

وبالحكم على أساس الفترة بين الهجمات السابقة على مبان حكومية وفنادق في بغداد في 19 اغسطس و25 اكتوبر و8 ديسمبر و25 يناير يرجح أن تكون الجماعة قد وضعت خطة للقيام بعملية كبيرة في فترة الاعداد للانتخابات. ويمكن أن تستهدف اي شيء وتخضع المباني الحكومية الان لحماية أفضل بعد الهجمات السابقة وكذلك الفنادق القليلة بالعاصمة. وسوف تظل المستشفيات والمدارس المستغلة كمراكز اقتراع والاهداف السهلة مثل الاسواق عرضة للهجوم.

ويقول محللون ان الاوضاع ستتبدل تماما اذا دمر المقاتلون ضريحا شيعيا كبيرا. وكان تفجير ضريح الامامين العسكريين. في سامراء عام 2006 قد أثار أسوأ صراع طائفي. والمساجد الشيعية الان من بين المواقع المحاطة باكبر حماية في البلاد. وفضلا عن الهجمات التي يشنها المقاتلون السنة هناك ايضا الاحتمال القائم دائما بوقوع أعمال عنف سياسية بين أنصار الاحزاب او الائتلافات المتنافسة. ولا يزال العراق مكتظا بالميليشيات المسلحة تسليحا ثقيلا والمرتبطة بجماعات سياسية.

وثار جدل حول اجهزة رصد المتفجرات المحمولة يدويا التي منعت الحكومة البريطانية تصديرها والتي يقول منتقدون انها عديمة النفع لكن هذا لم يمنع قوات الامن العراقية من الاعتماد عليها بشدة. بخلاف ذلك تتكون دفاعات العراق في مواجهة هجمات المقاتلين في الاساس من نقاط تفتيش ثابته ومتعددة. ويجري تفتيش المركبات عشوائيا ويستعان في هذا في بعض الاحيان بالكلاب المدربة.

وقال الجنرال راي اوديرنو قائد القوات الاميركية ان السلطات العراقية قررت مؤخرا استخدام المزيد من الكلاب. وسيفرض العراق قيودا على حركة السيارات في يوم الانتخابات ويحظر الشاحنات والعربات التي تجرها الخيول والدراجات النارية. وسيكون على معظم الناخبين السير الى مراكز الاقتراع. وساعد حظر تحرك السيارات في ضمان عدم حدوث هجمات كبيرة خلال الانتخابات المحلية التي جرت في يناير الماضي لكنها صعبت من عملية الادلاء بالاصوات.

وسيكون الجيش الاميركي الذي لا يزال له نحو 100 الف جندي أو أقل في العراق قبل انسحابه المزمع بحلول نهاية 2011 بمثابة داعم لقوات الامن العراقية التي تتكون من نحو 416 الف فرد بالشرطة و255 الف فرد بالجيش. ويقول الميجر جنرال ستيف لانزا المتحدث باسم الجيش الاميركي ان مهمة قوات الامن الرئيسية ستكون حماية مراقبي الانتخابات الغربيين. لكن القوات الاميركية ستؤدي وظيفة قوة الرد السريع اذا اقتضى الامر. وما زال للجيش الاميركي منصات رصد تحملها مناطيد فوق بغداد. وتجري مشاركة المعلومات التي تجمعها مع قوات الامن العراقية.

وتتيح التكنولوجيا المتقدمة للجيش الاميركي أن يحدد في غضون ثوان مواقع اطلاق الصواريخ او قذائف المورتر. ويقول مسؤولون أمريكيون ان القوات العراقية زادت الضغط على الجماعات المتشددة وانها قامت باعتقالات وصادرت أسلحة في الاسابيع الاخيرة. لكن تظل قدرات العراق على صعيد معلومات المخابرات والطب الشرعي ومكافحة التمرد متأخرة.

من شأن هجوم كبير في فترة الاعداد للانتخابات أن يخيف العراقيين ويدفعهم الى الاحجام عن المغامرة بالخروج للادلاء بأصواتهم. كما يمكن أن يضر برئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي الذي يراهن على احتمالات اعادة انتخابه من خلال ارجاع الفضل لنفسه في الانخفاض الحاد في أعمال العنف في العامين الاخيرين. وقوضت التفجيرات الكبرى التي شهدتها البلاد منذ أغسطس ثقة الجماهير في قوات الامن وبثت الشكوك في قدرة حكومة المالكي على الحفاظ على أمان المواطنين.