تقول الدكتورة آن-ماري كريمر إن شجرة العائلة قد تكشف أسرارا من الأفضل للساعي اليها أن تظل طي الكتمان، وذلك إثر النجاح الذي حققه برنامج quot;من تظن نفسك؟quot; الذي يتابع أحد المشاهير في رحلته الخاصة للتعرف على جذوره وأصله وفصله تبعا لشجرة عائلته.

لندن: في العام 2004 بدأ تلفزيون quot;بي بي سيquot; ببث برنامجا وثائقيا بعنوان quot;من تظن نفسك؟quot;. وفي كل حلقة يتابع البرنامج أحد المشاهير في رحلته الخاصة للتعرف على جذوره وأصله وفصله تبعا لشجرة عائلته. وبلغ البرنامج حدّاً من النجاح أنه ظل يجتذب منذ ذلك الوقت 6 ملايين مشاهد على الأقل.

بل أن البرنامج الوثائقي شحذ همة البريطانيين بشكل غير مسبوق فانتشرت حمى أشجار العائلة كالنار في الهشيم وصارت بمثابة quot;فرض العينquot;. ولهذ الغرض فقد تدافعوا الى دور الوثائق القومية والمكتبات العامة. وصار الأمر صناعة إذ خاضت مجاله شركات برمجيات الكمبيوتر التي تساعد على تسهيل المهمة وتقدم quot;ماكينة بحثquot; عبر الإنترنت للعثور على الحلقات المفقودة.

لكن الدكتورة آن-ماري كريمر، من جامعة واريك الانجليزية تقول الآن إن شجرة العائلة قد تكشف أسرارا من الأفضل للساعي اليها أن تظل طي الكتمان. فبوسع نبش الماضي أن يؤدي الى خصام الأقارب، أو خيبة الأمل القاسية في انتماءات العائلة وولاءاتها، أو اكتشاف حقائق أخرى مثل زواج المحارم أو الخلفيات الإجرامية... وهكذا دواليك.

وقالت صحيفة quot;ديلي ميلquot; التي تناولت بحوث الدكتورة كريمر اليوم، إن هذا التحذير يأتي متأخرا بالنسبة لبعض المشاهير الذين صدموا بشكل أو آخر وهم يتتبعون أشجار عوائلهم أمام الكاميرا للبرنامج التلفزيوني الشهير. فهناك، مثلا، الممثلة كيم كاترول التي علمت أن جدها جورج باف كان متعدد الزوجات. وهذا أمر يعتبر جريمة بنصوص القوانين في الدول الغربية على الأقل إضافة الى تصنيفه quot;وصمة اجتماعيةquot; في الوجدان العام.

وهناك أيضا مقدم برنامج quot;نيوز نايتquot; الشهير جيريمي باكسمان، الذي عرف بشخصيته الفولاذية وبأن عتاة الساسة يتحاشون تلبية دعواته لعقد لقاءات معهم. فقد وقف هذا الرجل على حافة النحيب في الحلقة التي خصصت له من برنامج quot;من تظن نفسك؟quot; عندما علم أن جدته الثانية عاشت مع أبنائها التسعة في فقر مدقع بنزل للمطحونين والمشردين في مدينة غلاسغو الاسكتلندية.

وعلم بيل أولدي، وهو مقدم برنامج تلفزيوني عن الحياة الوحشية، إن والدته التي اختفت فجأة عندما كان هو طفلا، قضت عشرة أعوام في مصح للأمراض العقلية، وأن له شقيقة أكبر منه ماتت جوعا في عمر 5 أيام إذ نبذتها والدتهما ورفضت فور خروجها الى الدنيا إرضاعها أو تغذيتها بأي شكل آخر.

ومن المشاهير من علم أن له جدا قضى معظم عمره سجينا لأنه كان من عداد المجرمين الخطرين. ومنهم من اكتشف أنه ليس قوقازيا (أبيض) خالصا لأن جدة له كانت سوداء. ومنهم من نشأ وهو لا يعلم أنه ابن بالتبني وأن والديه الحقيقيين غير معروفين، ومن وجد في نهاية المطاف أنه كان ابنا غير شرعيا، وهلم جرا من أسرار تقول الدكتورة كريمر أن من الأفضل للمعني بها ألا يرفع نقابها.

وهذا بالرغم من أن عمدة لندن، بوريس جونسون، اكتشف، عبر البرنامج التلفزيوني، أنه ينتمي في الواقع بصلة القربى للعائلة المالكة ويقف، حسابيا على الأقل، في الصف الى عرش المملكة المتحدة.