انتهت إدارة البحث الجنائي بشرطة الشارقة أخيرًا بالتعاون مع إدارة الدفاع المدني والتأمين من إنهاء تحقيقاتها في واقعة الحريق الأكبر من نوعه في دولة الإمارات على مدار العشر أعوام الماضية والذي شب بمصنع الأصباغ الوطنية المحدودة quot;أصباغ الناشيونالquot; بالمنطقة الصناعية في الشارقة مطلع مايو/أيار الماضي.

وعثرت إدارة المصنع بمجرد استلامها للموقع والعمل علي تنظيفه، بعد إنتهاء لجنة التحقيق من مهمتها تمامًا، على بقايا متفحمة لعامل من عمال المصنع وفقًا لسليم فائق الصايغ مدير عام المصنع الذي أكد أنه تم العثور على بقايا جثمان داخل برميل كبير يحتوي علي مواد كيماوية، وبالتحري ثبت أن الجثمان المتفحم لعامل بالمصنع يدعي خورشيد أحمد يبلغ من العمر 27 وقد بلغ عن اختفائه منذ اندلاع الحريق.

غير أن عمليات البحث لم تفلح في العثور عليه، مضيفًاأن إدارة المصنع قامت بإبلاغ الجهات المعنية بمكان الجثة، وقاموا بنقل بقاياها للمختبر الجنائي، وبالتحري تم استدعاء شقيق المتوفى، الذي أعلن فور اندلاع الحريق عن اختفاء شقيقة العامل في المصنع نفسهللأخذ منه عينة فحص لإجراء تحليلquot; d.n.a quot; الذي أثبت أن الجثة لأخيه.

وأوضح مدير المصنع أن الإدارة quot;تواصلت مع الشرطة منذ اليوم الأول لاندلاع الحريق وتم حصر عدد الموظفين والعمال المتغيبين في اليوم الأول للحريق، وكان عددهم 25 عاملاً وموظفاً، وتواصلنا معهم جميعاً وعرفنا مكان كل واحد منهم، إلا خورشيد الذي كان هاتفه مغلق.

من جانبه أعلن تبرير أحمد شقيق خورشيد والذي يعمل بمصبغة خاصة في دبي أنه كان علي يقين من أن أخيه راح ضحية الحريق وهو ما أكده لإدارة المصنع والجهات الأمنية خلال البلاغ الرسمي الذي تقدم به إلى مركز شرطة غرب الشارقة، وأوضح خلاله اختفاء شقيقة تماما بعد اندلاع الحريق سالف الذكر، غير أنه لم يجد ردًّا شافيًا من إدارة المصنع أو الجهات الأمنية علي مدار الشهريين الماضيين، رغم أن عمل شقيقه بالمصنع طيلة الثلاثة أعوام الماضية كان مرتبط بنظام الأمان ضد الحرائق ومن الطبيعي أن يكون توفي أثناء القيام بمهام عمله، وعلى الرغم من ذلك فقد أعلنتا إدارتى البحث الجنائي والدفاع المدني بالشارقة، إضافة إلى إدارة المصنع أكثر من مرة عن عدم وجود ضحايا بموقع الحريق سوي جثة واحدة لعامل تم التعرف عليها وتحويلها للمختبر الجنائي الذي أمر بتسليمها لذويها بعد اندلاع الحريق بأيام.

وأمام تلك الواقعة التي كشفت الأداء المتراجع لشرطة الشارقة وتحديدًا إدارة البحث الجنائي بحسب متابعين، أكد مصدر أمني سابق بدولة الإمارات فضل عدم الإفصاح عن اسمه أن من بديهيات العمل الأمني في التعامل مع مثل هذا الحوادث، هو التمشيط الشامل والدقيق لموقع الحادث الذي من خلاله يتم التعرف علي أدق التفاصيل المتعلقة بالحادث، متسائلاً عن دور اللجنة التي تم تشكيلها للتحقيق في الواقعة وأين كانت من المؤشرات والبلاغ الذي تقدم به شقيق المتوفي على الرغم من أنّ كل الدلائل تشير الى انه توفي في موقع الحادث نظرًا لطبيعة عمله.

وطالب بضرورة تنظيم دورات تدريبية موسعة للعاملين بإدارتي البحث الجنائي والدفاع المدني سواء داخل او خارج الدولة في محاولة لتمكينهم من الوقوف علي احدث المستجدات الدولة حول كل ما يخص أعمالهم.

يذكر أن حريق مصنع quot;أصباغ الناشيونالquot; بالشارقة تسبب في خسائر تقدر بنحو 20 مليون درهم بعدما أتى على ما يقارب من 25 % من مساحة المصنع، إضافة إلى إلحاق أضرار جسيمة بسته خطوط إنتاجية متنوعة وعدد من ماكينات الطباعة الجديد التى تعطلت بالكامل، وكذلك إحتراق مصنع الألمنيوم المجاور بالكامل، وعدد من السيارات والصهاريج،

ولضخامة الحريق شارك في إطفائه ما يقرب من 300 رجل إطفائي متخصص وتمت الاستعانة بجميع إدارات الدفاع المدني في الدولة.