باريس:بخطف فرنسيين في نيامي ومقتلهما في عملية للافراج عنهما والهجوم على سفارة فرنسا في باماكو، ينتقل خطر التطرف الاسلامي للمرة الاولى الى قلب عواصم معروفة حتى الان بانها آمنة في دول صديقة لتطرح مسالة الامن وبقاء الفرنسيين في منطقة الساحل الافريقية.
فمساء الجمعة اقدم مسلحان من ذوي quot;البشرة الفاتحة ويتحدثان العربيةquot; على خطف الفرنسيين في مطعم يرتاده الاجانب.

وقد لقي انطوان دو ليوكور الذي كان يعمل في منظمة غير حكومية وفانسان ديلوري حتفهما في نهاية المطاف اثر عملية قام بها الحرس الوطني النيجري بالتنسيق مع عسكريين فرنسيين على حدود مالي.
والاربعاء قام تونسي في الخامسة والعشرين من عمره بتفجير قنبلة يدوية امام السفارة الفرنسية في باماكو موضحا انه اراد ان يثبت لquot;رفاقه القدامىquot; في تنظيم القاعدة انه قادر على التحرك بمفرده.

وهو بحسب مصدر مقرب من التحقيق quot;يكن الكراهية لفرنساquot;.
وهي المرة الاولى التي يستهدف فيها اسلاميون الفرنسيين في عاصمتي هاتين المستعمرتين السابقتين حيث يقدر عددهم بحوالى 1550 في النيجر و4330 في مالي.

وكان الفرنسيون يتنقلون قبل ذلك في هاتين المدينتين بدون اي عقبات.
وهاتان العمليتان اللتان استهدفتا الفرنسيين في نيامي وباماكو لا يمكن الا ان تثير قلق باريس في الوقت الذي خطف فيه خمسة فرنسيين اخرين في ارليت بالنيجر ويحتجزون منذ ايلول/سبتمبر 2010 لدى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي في شمال شرق مالي.

الى ذلك فان الرسالة الصوتية الصادرة عن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي في 16 تشرين الثاني/نوفمبر تثير القلق بشكل خاص لانها تطلب من باريس التفاوض مباشرة مع زعيم القاعدة اسامة بن لادن من اجل الافراج عن الرهائن كما تطالب فرنسا بسحب قواتها من افغانستان.
ورد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بان باريس لن تسمح quot;لاحد بان يملي عليها سياستهاquot;.

وقد اسهم دعم باريس لدول المنطقة في مكافحتها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي في جعل المصالح الفرنسية من اهداف هذا التنظيم.
وبعد مشاركة عسكريين فرنسيين في تموز/يوليو الماضي في عملية للجيش الموريتاني ضد تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي، اعلن التنظيم قتل احد الرهائن الفرنسيين ميشال جرمانو الذي كان يعمل في منظمة انسانية.

ورأى بيار بوليه مدير مركز الدراسات الافريقية ان عملية الخطف في نيامي مثيرة للقلق لانه حتى وان كان الخاطفون يتحدثون العربية ومن ذوي البشرة الفاتحة فذلك لا يعني انهم ليسوا نيجريين.
واعتبر ان الاحتمال وارد ان تكون عملية كلاسيكية لمجموعة نيجرية في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي لبيع رهائن، بدون ان يستبعد نهائيا ان تكون مجموعة كومندوس تابعة لتنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي اجتازت مسافة 1500 كلم على متن سيارة رباعية الدفع للمجيء الى نيامي.

وقال ان quot;اولئك الذين يدعمون القاعدة فانهم يفعلون ذلك خصوصا لاسباب اقتصاديةquot;، لافتا الى انه quot;من النادر ان يأتي اناس من القاعدة بحثا عن الرهائنquot;.
واضاف ان التنظيم الاسلامي لا يحظى بدعم كبير في اوساط النيجريين خصوصا لدى الطوارق وان quot;النيجر لديها مصلحة في اختفاء تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلاميquot; لان وجوده يعرض استثمار اليورانيوم للخطر.

وقد شكر وزير الدفاع الفرنسي الان جوبيه النيجر لquot;تصميمها على محاربة الارهابquot;.
وقال بيار بوليه quot;اذا كانت فرنسا تعطي الانطباع بانها لا تعير انتباها لمطالب تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي في المفاوضات بشأن رهائن ارليت، من الممكن ان يكون تنظيم القاعدة سعى لتوجيه ضربة كبيرةquot;.
وبعد النتيجة المأسوية لعملية احتجاز الرهائن في نيامي فان امن الفرنسيين وعمليات اجلائهم المحتملة قد تطرح مجددا على بساط البحث لكن بمزيد من الحدة وعلى نطاق اوسع.