يسعى رجال الدين للحفاظ على الأديان التي يتبعونها من خلال انجاب الأطفال بشكل كبير.


أشارت الأبحاث الأخيرة الى عاملين يضمنان بقاء الأديان وانتشارها: الأول هو أن المتدينين ينحون الى إنجاب عدد كبير من الأبناء، والثاني وجود ميل وراثي طبيعي لدى العدد الأكبر من الناس الى الإيمان بوجود إله للكون.

وكتب بروفيسير الاقتصاد، روبرت روثورن، في الجورنال Proceeding of the Royal Society B laquo;بروسيدينغز اوف ذي رويال سوسايتي بيraquo; إن أبحاثه في هذا المجال أظهرت أن المتدينين على مستوى العالم أميل الى الإنجاب المتعدد من غيرهم.

ومصداقل لهذا فقد أظهرت دراسة The World Values Survey laquo;ذي ويرلد فاليوز سيرفايraquo;، التي سلطت الضوء على المعايير والقيم في 82 من أمم العالم خلال الفترة 1981 - 2004، أن معدل المواليد لدى المتدينين الذين يمارسون شعائر دينهم بانتظام يبلغ 2.5 طفل، بينما يبلغ وسط اولئك الذين لا يؤدونها بانتظام او لا يؤدونها على الإطلاق 1.67 طفل.
وقال البروفيسير روثورن إن معدلات الخصوبة وسط بعض الطوائف الدينية يبلغ ثلاثة أو أربعة أضعاف المعدل وسط العدد الإجمالي للسكان. وأضاف قوله إنه في حال اقتصرت زيجات هؤلاء على أفراد الطائفة نفسها فستنمو هذه الطائفة بمر السنين لتصبح في وقت ما الفئة الرئيسية في الأمة.

وعلى سبيل المثال فقد تزايد عدد أفراد طائفة الآميش المسيحية الأميركية من 123 ألفا في العام 1991 إلى 249 ألفا في 2010. وفي حال استمرار هذا المعدل كما هو فيتوقع لعدد أفرادها أن يبلغ 44 مليونا بحلول العام 2150.

لكن البروفيسير يشير الى أن أعدادا لا يستهان بها من أفراد هذه الطوائف يكسرون القاعدة عبر laquo;انشقاقهمraquo; عن طوائفهم بالزواج خارج أطرها وينجبون بالتالي عددا أقل من الأطفال. على أنه سارع الى القول إن أثر هذا هو laquo;إبطاء انتشار مورّثات المتدينين فقط وليس وقفه نهائيا.
وبالإضافة الى هذا ، تبعا لروثورن، فإن ما يحدثه انشقاق المتدينين عن طوائفهم هو المساهمة في نشر مورثاتهم عبر شرائح أخرى من المجتمع. أما الأثر النهائي لهذا فهو ارتفاع في عدد الناس من أصحاب الميل الوراثي الطبيعي للإيمان بالدين ممن يختارون، في الوقت نفسه، العيش حياة علمانية.