تعتقد ناشطات مغربيات تحدثن إلى quot;ايلافquot; أن المرأة التونسية لن تفرط في حقوقها ومكتسباتها التي عملت لأجلها طوال عقود مضت، وأشرن إلى أن المرأة ستكون حاضرة في بناء الديمقراطية، بالمشاركة في تشكيل حكومة حقيقة.


الدار البيضاء: رغم مساهمتها الفعالة في quot;ثورة الياسمينquot;، التي قادت إلى الإطاحة بالرئيس السابق، زين العابدين بن علي، إلا أن المرأة التونسية اليوم تشكو من تهميشها على المستويين السياسي، والإعلامي. وأثار غياب المرأة عن الساحة في تونس، الكثير من الأقاويل والتكهنات التي تتحدث عن إمكانية فقدانها للمكتسبات التي حققتها، في السنوات السابقة. غير أن كل هذه الآراء لا تعني شيئا بالنسبة للمرأة المغربية، التي ترى بأن quot;المرأة التونسية لا خوف عليها، لأنها لا يمكن أن تفرط في حقوقها ومكتسباتهاquot;.

وقالت زهور الشقافي، الأمينة العامة لحزب المجمتع الديمقراطي المغربي، إن quot;الشعب التونسي، الذي لديه رجال ونساء من هذا النوع، لا يمكن إلا أن يحافظ على حقوق ومكتسبات نصف مجتمعهquot;. وأوضحت زهور الشقافي، في تصريح لـ quot;إيلافquot;، أن quot;هذه المكتسبات التي دامت أكثر من نصف قرن لن يجري التفريط بها بسهولةquot;، مشيرة إلى أن quot;المرأة التونسية لا يخاف عليها، إذ أعتقد أن من تشبعت بالحقوق والمكتسبات، لا يمكنها أن تفرط فيهاquot;.

وأضافت المناضلة السياسية quot;ربما المستقبل يكون أفضل، بالنسبة للمرأة التونسية، في إطار الديمقراطية والتحرر، لأنهم في تونس كانوا يعيشون ديكتاتورية وظروف صعبة، رغم أن المرأة كان لها الحق، من جهة، لكن مأخوذ منها، من جهة أخرى، في ظل انعدام الديمقراطيةquot;.

فمثلاً في المغرب، تشرح زهور الشقافي quot;لم تكن لدينا الحقوق نفسها التي كانت قبل المدونة، ولكن لدينا حرية وديمقراطية أكثر بكثير من تلك التي كانت عند المرأة التونسيةquot;. وخلصت إلى القول quot;أظن أن المرأة التي تعاملت مع هذه الحرية، لا يمكن أن تفرط فيهاquot;، مؤكدة أن quot;ثورة الياسمين شارك فيها النساء من أجل أن تحقيق هذا المكتسب، وطرد الدكتاتور الذي سيطر عليهم عدة عقودquot;.

من جهتها، قالت خديجة الرياضي، مناضلة سياسية وحقوقية، إن quot;الحكومة التي كانت ليست مقياس، ولم تأت من ثورة، وهي لا تعبر عن رغبات الشعب التونسي، الذي قام بهذه الانتفاضةquot;، مشيرة إلى أن quot;المرأة التونسية، قبل الثورة، كان لديها دور في النضال ضد الدكتاتورية، بالإضافة إلى مساهمتها في المظاهراتquot;.

وبالتالي، تضيف خديجة الرياضي، في تصريح لـ quot;إيلافquot;، إن quot;المرأة التونسية، كانت حاضرة في هذه الفترات، وهي أصلا كانت لديها مكاسب بالمقارنة مع المرأة العربية بشكل عام، من خلال حقوقها المدنية بالأساس، وأيضا حضورها المستمر، سواء على المستويين السياسي والنقابي، ولا حتى على المستويين الحقوقي والجمعوي، في إطار جمعيات نسائية معروفة، والتي ظلت مشتغلة حتى تحت مرحلة الدكتاتورية، ونساء حقوقيات معروفات في إطار الرابطة التونسية لحقوق الإنسان، التي كانت من بين الهيآت المستهدفة من طرف الدكتاتورية في تونس، في فترة زين العابدين بن عليquot;.

وأوضحت المناضلة السياسية والحقوقية أنه quot;لا يمكن للمرأة التونسية إلا أن تكون حذرة وتعرف كيف تقف على حقوقها، حتى تصل إلى مبتغاها. وأعتقد أنها كانت دائما حاضرة في صلب الحداثة والنضال، سواء سابقا أو خلال المرحلة الحاليةquot;.

وأبرزت أن quot;المرأة ستكون حاضرة في بناء الديمقراطية، بالمشاركة في تشكيل حكومة حقيقة، غير تلك التي توجد حاليا، نابعة من القوى السياسية الحقيقة، في إطار دستور حقيقي يبلوره الشعب التونسيquot;.

يشار إلى أن الحكومة الانتقالية التونسية بدأت، اليوم الخميس، أول اجتماع لها، في وقت تتواصل فيه الاحتجاجات على ضمها وجوها من النظام السابق.