القاهرة: قالت وزيرة الخارجية الفرنسية ميشال اليو ماري اليوم ان الحماية من الارهاب مسؤولية وطنية داخل حدود كل دولة فيما التأمل والتفكير يمكن أن يكون على صعيد عابر لحدود الأمة.
وأشادت اليو ماري خلال مؤتمر صحافي مع نظيرها المصري احمد ابوالغيط بعد لقائها بالرئيس المصري هنا بالمشاعر القوية الجياشة والاندفاع التلقائي الذي أبداه المصريون في تضامنهم ضد الارهاب عقب حادث كنيسة القديسين الارهابي في الاسكندرية.

وأضافت quot;ان مثل هذه الحوادث التي تستهدف المسلمين أو المسيحيين أو اليهود تحدث في فرنسا مثلما تحدث في مصر وجميعها تستهدف الوحدة الوطنية ولكن دولنا قوية بوحدتها ووحدة شعوبهاquot;.
وأبدت رغبة بلادها في الاستفادة من خبرات مصر بمكافحة الارهاب ومنها كيفية التعامل مع المواقع التي تنادي بالكراهية ضد هذا الدين أو ذاك.

وأكدت quot;ان مصر الدولة الديمقراطية ودولة التسامح هي التي تعرضت للهجوم وهذا ما شاهده الجميعquot; مشيرة الى أن قيم التاريخ والسياسة تدفع جميع دول العالم للعمل معا في مواجهة الارهابيين.

وأوضحت انها اتفقت مع نظيرها ابوالغيط على ضرورة استمرار الحوار بين البلدين من أجل التوصل لأفضل الحلول لمواجهة هذه الظاهرة لافتة الى ان المسؤولين المصريين هم أفضل من يفهم دقائق الأمور والأوضاع في المنطقة وكذلك سيكولوجيات الأفراد وهذا من التاريخ القديم وحتى الآن.
واشارت الى انها تناولت في المباحثات مع الرئيس مبارك التطورات على الساحة اللبنانية حيث اتفقت وجهتا النظر على ضرورة أن تقوم السلطات الدستورية اللبنانية بعملية اعادة البناء واحلال الاستقرار في لبنان وأن يسمح اللبنانيون بقيام المحكمة الدولية بدورها من أجل ضمان وحدة واستقرار اللبنانيين.


وأكدت الوزيرة على ضرورة استئناف عملية السلام في الشرق الأوسط والتوصل الى حل نهائي للقضية الفلسطينية والدفع بالاقتراح الفرنسي الذي طرح منذ عدة سنوات باامة دولة فلسطينية مع ضمان أمن اسرائيل وأن تكون القدس عاصمة للدولتين لافتة الى أن هذا الاقتراح أصبح أمرا ملحا في الوقت الراهن.
ولفتت الى استضافة فرنسا مؤتمر الأطراف المانحة للفلسطينيين مؤكدة ان فرنسا ستستضيف قريبا اجتماعا لمتابعة هذا المؤتمر quot;ويسعدنا أن تشارك فيه مصرquot;.

وأعربت عن قلقها من تطورات الأوضاع في ايران في وقت دانت عمليات الارهاب بفصة عامة مؤكدة ضرورة العمل المشترك للتوصل الى سبل تعزيز آليات مكافحة الارهاب والارهابيين.
من جانبه قال أبوالغيط انه قدم شرحا للوزيرة الفرنسية عن حادث الأسكندرية حيث عبرت عن تفهمها لهذا الحادث وان الهدف منه هو ضرب الوحدة الوطنية وان الشعب المصري كله التف حول الكنيسة.
من جهته أكد ابوالغيط على النسيج القومي والوطني القوي للشعب المصري مشيرا الى ان الوزيرة الفرنسية عبرت عن تفهمها لهذا الموقف وايمانها بقوة النسيج المصري.

واوضح ان مباحثات اليو ماري مع الرئيس مبارك تناولت الأوضاع في الشرق الأوسط في اطاره العام وتم التركيز على القضية الفلسطينية وسبل دفع عملية السلام والوضع في لبنان وضرورة التمسك بالشرعية للحكم في لبنان التنفيذ الكامل لاتفاق الطائف.
واضاف انه تمت مناقشة مسألة علاقة ايران بالعالم الغربي والوضع الايراني بصفة عامة والملف النووي الايراني اضافة الى اجتماعات الاتحاد من أجل المتوسط وتفعيل الاجتماعات القطاعية على المستوى الوزاري وأعمال كبار المسؤولين.
وقال ابو الغيط انه تم الاتفاق على الحاجة الى تكثيف حوار الثقافات والحضارات واصفا اللقاء بأنه اتسم بالصراحة في ضوء العلاقة المصرية الفرنسية الوثيقة منوها بأن هناك اجتماعات ستعقد في باريس قريبا وسيشارك فيها بصفته وزيرا للخارجية