شهدت الفنادق الموجودة في منطقة وسط القاهرة حالة من الشلل التام حيث غادرها غالبية السياح، بينما شهدت الأكشاك القريبة من منطقة الإعتصام نفاذ البضائع الموجود فيها.


تسببت التظاهرات المشتعلة في منطقة ميدان التحرير في إحداث حالة من الشلل التام في الفنادق المتاخمة للمنطقة، حيث قام عدد كبير من السياح أمس بمغادرة فندقي رمسيس هليتون وسميراميس وتوقف العمل في فندق النيل هليتون الذي يجري تجديدة في الوقت الراهن، كما تم إلغاء غالبية الحجوزات في منطقة وسط القاهرة بالكامل حيث عانى أصحابها من حالة الشلل لا سيما الفنادق الصغيرة التي تعتمد على القادمين لزيارة القاهرة لمدة يوم أو يومين.

وقال محمد قدري أحد العاملين في الفندق رمسيس هليتون أن عدداً كبيراً من السياح إتخذ القرار بمغادرة الفندق بعد الأذى الذي تعرضوا له نتيجة القنابل المسيلة للدموع التي أطلقت على المتظاهرين في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء الماضي.
وأكد على أن الحركة في الفندق هدأت كثيرا عن ما هي عليه في مثل هذا الوقت من العام، مشيرا إلى ان غالبية الحجوزات تم إلغائها أو نقلها إلى الفنادق البعيدة عن منطقة وسط القاهرة تماماً، كما ألغيت غالبية الرحلات إلى مصر وجرى تقديم مواعيد رحلات الأفواج السياحة.

من جهته، أوضح طاهر أحمد أحد العاملين في فندق سميراميس انتركونتينال ان الفندق يشهد حالة من الخمول في حركته، حيث تم إغلاق الكازينوهات الموجودة فيه مبكرا واقتصرت الحركة على رواد الفندق فقط للمرة الأولى.
وأكد ان غالبية الحجوزات ألغيت أو أجلت إلى أجل غير مسمى بسبب الحالة السيئة والوضع الراهن في ميدان التحرير، لافتاً إلى أن الغرف وصلتا تأثير القنابل المسيلة للدموع والغازات التي تم اطلاقها، كما أصيبت إحدى النزيلات بحالة إغماء الأمر الذي دفع السياح الى الشعور بالرعب من الاستمرار في الإقامة في الفندق.

وعن رأي السياح في الأحداث الجارية أكد طاهر أن عدداً كبيراً منهم أبدى تعاطفاً مع المتظاهرين بعدما وجدوا قوات الأمن تتعامل بعنف معهم، بينما أشار إلى أن عدداً منهم عبروا عن أنهم لم يروا مثل هذا العنف في حياتهم.

الشركات السياحية تعلق عملها

في سياق متصل، قال إبراهيم علي سائق حافلة رحلات سياحية ان الشركة أبلغته بإيقاف العمل إلى إشعار آخر وتسليم الحافلة التي يقودها إلى احد المرائب المؤمنة، مؤكداً ان الشركة أبلغته أن الأفواج التي كان متفق عليها ألغت الزيارة الى مصر.
وأشار إبراهيم إلى ان هذا سيوثر عليه بشدة خلال الفترة المقبلة نظراً لاعتماده بشكل مباشر على المبالغ المالية التي يحصل عليها من الأفواج التي يتعامل معها، لافتاً إلى ان الراتب الثابت الذي يحصل عليه من الشركة لا يتجاوز 750 جنية بينما يتجاوز المبلغ الذي يحصل عليه من الأفواج إلى أضعاف هذا المبلغ فيساعده على تجاوز غلاء المعيشة.

نقص السلع.. والخل خصوصا

شهدت الأكشاك الموجودة في منطقة ميدان التحرير إقبالاً كثيفاً، بسبب تواصل الاعتصام في الميدان، حيث نفذت السجائر وأوشكت المياه المعدنية والغازية على النفاذ بسبب الطلب المتزايد عليها وعدم تزويد الأكشاك بالبضائع طوال اليومين الماضيين.

وقام أصحاب المحلات الموجودة في ميدان التحرير بفتحها جزئياً تخوفاً من إمتداد أعمال الشغب إليها حيث تمكنت من تحقيق مبيعات كبيرة جداً، بينما قام عدد منهم برفع الأسعار بعد إستمرار حالة الحصار الشعبي لمنطقة وسط القاهرة.

وقال أشرف عصام أحد البائعين في ميدان التحرير إن صاحب المحل رفع أسعار السجائر المستوردة جنيهين، كما فرض زيادة جنيه على السجائر المحلية، موكدا ان المحل حقق مبيعات كبيرة، وهو بقي مفتوحاً منذ مساء الثلاثاء بشكل جزئي أمام المتظاهرين بحيث يمكن إغلاقه في حال الشعور بالخطر في أية لحظة. كما لفت عصام إلى أن واجهات المحل جميعها مغلقة ما عدا المدخل لنتمكن من غلقه في أقل من دقيقة في حالة زيادة العنف موكداً أن هذا الأمر تكرر أكثر من مرة خلال الأيام الماضية.

وعن أكثر السلع التي شهدت رواجا قال عصام ان السجائر والمياه المعدنية والغازية وزجاجات الخل التي كانت تستخدم لتخفيف آثار القنابل المسيلة للدموع هي الأكثر رواجا في المبيعات موكدا على ان هذه السلع نفذت من أماكن عدة في وسط القاهرة يوم الجمعة بعد نزول أكثر من مليون شخص إلى ميدان التحرير وارتفاع درجة الحرارة.

وحتى الآن تستمر محلات وسط القاهرة في إغلاق أبوابها أمام المواطنين لليوم الثاني على التوالي كما شهدت حركة البيع والشراء توقفاً تاماً في متاجر الملابس والأجهزة الإلكترونية الحديثة.