لاجئون سوريون في تركيا

أعلن معارضون سوريون الأحد أنهم شكّلوا مجلساً وطنياً بهدف إسقاط النظام، فيما يُلقي الرئيس بشار الأسد الاثنين كلمة يتناول فيها الأوضاع الراهنة، وهي ثالث كلمة يلقيها الأسد منذ بدء حركة الاحتجاج في البلاد.


خربة الجوز: ينتظر ان يصل مساء اليوم الى دمشق رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر جاكوب كيلينبرغر في زيارة ليومين بهدف المطالبة بتسهيل الوصول الى الاشخاص الذين طاولتهم اعمال العنف، فيما يواصل النظام قمع حركة الاحتجاج.

وقال المعارضون في مؤتمر صحافي عقدوه في موقع غير بعيد من الحدود التركية السورية، وتحديدا في قرية خربة الجوز في شمال سوريا quot;باسم شباب الثورة السورية الاحرار ونظرًا إلى المجازر التي ارتكبها النظام بحق شعبنا الاعزل والاساليب القمعية في مواجهة التظاهرات السلمية وعلى خلفية الصمت العربي والدولي المريب (...) نعلن عن تشكيل مجلس وطني لقيادة الثورة السورية بكل الاطياف والشخصيات والقوى والاحزاب الوطنية في الداخل والخارجquot;.

واضافوا quot;يعتبر هذا البيان بمثابة باب مفتوح لكل الاحرار في الداخل والخارجquot;، داعين الى quot;المشاركة في تفعيل هذا البيان مدنيًا واعلاميًا وسياسيًا بشرط العمل مع التنسيقيات المحلية في المدن والمحافظات السورية، بما يحقق اهداف الشارع السوري باسقاط النظام وبمحاكمة المجرمينquot;.

واوضح المتحدث جميل صعيب ان هذا quot;المجلس الوطنيquot; يضم معارضين معروفين، وخصوصًا عبدالله طراد ومأمون الحمصي والشيخ خالد الخلف وهيثم المالح وسهير الاتاسي وعارف دليله، علمًا ان المالح والاتاسي ودليله موجودون في سوريا.

واضاف صعيب quot;الثورة السورية تعاني مشكلة، في ليبيا وبعد مقتل مئتي شخص لم يعد (معمّر) القذافي يتمتع بشرعية. وهنا في سوريا، وفي حين تقول كل جمعيات الدفاع عن حقوق الانسان ان هناك 1500 قتيل والاف الجرحى او المعتقلين فإن المجتمع الدولي والعالم العربي صامتانquot;.

من جهتها، ذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية quot;ساناquot; مساء الاحد ان الرئيس السوري بشار الاسد quot;يلقي ظهر الاثنين كلمة يتناول فيها الاوضاع الراهنة في سورياquot;. وهي ثالث كلمة يلقيها الاسد منذ بدء حركة الاحتجاج في سوريا في منتصف اذار/مارس، بعد كلمة اولى امام مجلس الشعب، وثانية امام الحكومة السورية الجديدة.

ولم تقدم الوكالة الرسمية للأنباء المزيد من التفاصيل، واكتفت بالقول quot;يلقي السيد الرئيس بشار الأسد كلمة يتناول فيها الأوضاع الراهنة في سورياquot;.

وفي خطابه الأخير، وجّه الأسد كلمة إلى وزراء الحكومة الجديدة، وصفت بأنها quot;توجيهية،quot; وعد فيها برفع حالة الطوارئ خلال أيام، وأبدى أسفه لسقوط قتلى في المظاهرات، وأقرّ بأن أجهزة الأمن quot;ليست مدربة للتعامل مع المحتجينquot;، ولكنه عاد للإشارة إلى وجود quot;مؤامرةquot; ضد دمشق.

وشدد الأسد من جديد على أنه يريد الإصلاح quot;بسرعة ولكن دون تسرعquot;، وقال إنه اجتمع مع وفود من المجتمع خلال الفترة الماضية، واستمع إلى وجهة نظرها، وخرج quot;بمجموعة من النقاطquot; التي عرضها على الحكومة.

ويسعى الاميركيون والاوروبيون الى ادانة القمع الدامي في سوريا عبر مجلس الامن الدولي، لكن الصين وروسيا تصرّان على عدم التدخل في الشؤون الداخلية لسوريا. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان 1309 مدنيين و341 عنصرًا في قوات الامن قتلوا منذ اندلاع الحركة الاحتجاجية في سوريا في منتصف اذار/مارس.

وكان ممثلون للمعارضة السورية في اوروبا اجتمعوا في الخامس من حزيران/يونيو في بروكسل ودعوا المجتمع الدولي الى زيادة الضغط على الاسد واجراء تحقيق مستقل حول اعمال القمع. وعقد هذا المؤتمر غداة مؤتمر مماثل نظم في الاول من حزيران/يونيو في مدينة انطاليا التركية، وطالب المشاركون فيه بـ quot;استقالة فوريةquot; للرئيس السوري.

وفي بلدة غوفتشي التركية قرب الحدود التركية السورية، تحدث لاجئون وفدوا من قرية بداما في شمال غرب سوريا الاحد عن الرعب الذي نشره الجيش السوري في قريتهم.

وقال السوري رجا العبدو (23 عامًا) لفرانس برس quot;لقد اغلقوا المخبز الوحيد في القرية. لم يعد في امكاننا العثور على خبز (...) شاهدت جنودًا يطلقون النار على صاحب المخبز. لقد اصيب في صدره وساقهquot;. واضاف quot;الجيش يسيطر على كل مداخل القرية، ويتحقق من الهويات لاعتقال المعارضينquot;.

وكان ناشط سوري افاد السبت ان الجنود الذين وصلوا على متن ست دبابات و15 ناقلة جند، دخلوا بداما السبت، ووسعوا بذلك نطاق عمليات التمشيط في محافظة ادلب في شمال غرب سوريا. ولجأ اكثر من عشرة الاف سوري الى تركيا، فيما لا يزال آلاف آخرون عند الحدود بعدما فرّوا من قوات الامن.

وبدأت تركيا تقديم مساعدة الى السوريين الذين نزحوا هربًا من القمع، واحتشدوا على الحدود في الجانب السوري، كما اعلنت الاحد الوكالة الحكومية المكلفة الاوضاع الطارئة.

وذكرت الوكالة في بيان نشر على موقعها الالكتروني ان quot;توزيع المساعدة الانسانية بدأ لتلبية الحاجات الغذائية العاجلة للمواطنين السوريين، الذين ينتظرون في الجانب السوري للحدودquot;. وهي المرة الاولى التي تقوم فيها السلطات التركية بعملية مساعدة عبر الحدود، حيث يعاني مواطنون سوريون ظروفا معيشية صعبة، ويقيمون في خيم أعدّت على عجل.