يبدو أن مهمة الأجداد لا تقتصر فقط على احتضان الأطفال وتدليلهم بأطباق الحلوى والكعك، وإنما يؤدون دورًا أكبر من هذا بكثير، لأنهم يمسكون بالمفاتيح إلى تطور حضارتنا كبشر.


الأجداد هم ضمانة المستقبل المشرق للصغار

صلاح أحمد: أشار عدد من الدراسات الجديدة إلى أهمية وجود أشخاص مسنين حول الأطفال لأنهم يؤدون دورًا حيويًا في تطور الإنسان المبكر. ذلك أن بوسعهم تعليم المهارات كصناعة الأدوات، ولكن الأهم، تعليم الحكمة الضرورية المرتبطة بالعلاقات البشرية.

وأظهرت دراسات أجريت في متحف التاريخ الطبيعي في لندن أهمية الأجداد في مسائل أساسية مثل الطعام. ونقلت laquo;ديلي تليغرافraquo; عن البروفيسير كريس سترينغر، مؤلف كتاب laquo;أصل أنواعناraquo;، قوله إنهم ينقلون الى الصغار معرفتهم بالأطعمة السامة وأماكن موارد المياه والمهارات المفيدة مثل صناعة الأدوات. وتبعًا للبروفيسير، فالأهم من هذا هو معرفة الأجداد بالقبائل الأخرى، ولهذا فهم يسهّلون التفاوض معها حول مسائل مثل المنافذ إلى الموارد المائية أو الى أراض غنية بالصيد.

من جهتها أجرت كريستين هوكس، من جامعة يوتاه الأميركية، سلسلة دراسات وسط قبيلة الهادزا، التي يعملل أفرادها بالصيد في تنزانيا. وقالت إن الجدّات يؤدين دورًا مهمًا في تعليم الصغار سبل البحث عن الطعام ومختلف المهارات الأخرى، حتى يعود هذا بالنفع على القبيلة، ويساهم بشكل رئيس في بقائها.

في غضون هذا، تمكنت البروفيسيرة راشيل كاسباري، من جامعة ميشيغان المركزية من العثور على رابط بين انفجار سكاني حدث قبل 30 ألف سنة وسر العمر الطويل.

وكانت قد فحصت عظامًا من مختلف أرجاء العالم لتحليل أعمارها وقت أصبح البشر أكثر نجاحًا في تذليل مصاعب الحياة. فوجدت أن بقاء الناس على قيد الحياة فوق سن الثلاثين يسهّل توسع القبيلة.

وتقول كاسباري: laquo;للعيش حتى سنّ متقدمة تأثير عميق على عدد السكان والتفاعل الاجتماعي بينهم. وقد تُظهر دراسة المورّثات الخاصة بالجماعات التي عاشت في بدايات الحقبة البشرية الحديثة السبب في أنها صارت أكثر نجاحًا في تذليل صعوبات الحياة بالمقارنة مع الفصائل الأولى مثل النياندرتال.