بريشتينا: دعا الاوروبيون الثلاثاء الى التهدئة لتفادي تفاقم الوضع في شمال كوسوفو بعد قرار بريشتينا نشر شرطتها للسيطرة على مركزين حدوديين مع صربيا، فيما عززت قوة الحلف الاطلسي (كفور) وجودها.

وقد ادى قرار بريشتينا الى تصاعد حدة التوتر في هذه المنطقة المأهولة بغالبية من الصرب الذين يرفضون الاعتراف بالسلطات الكوسوفية، ولا يريدون ان يكونوا تابعين سوى لبلغراد. لكنها قد تهدد ايضا الحوار الذي بدأ في اذار/مارس بين بلغراد وبريشتينا تحت اشراف الاتحاد الاوروبي.

وعبّرت ماجا كوسيانيسك المتحدثة باسم وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون عن اسفها للخطوة الكوسوفية. وقالت quot;اننا نرفضهاquot; مؤكدة ان هذا الانتشار للشرطة لم يتم بالتشاور مع الاتحاد الاوروبي او مع المجتمع الدولي. واضافت quot;نعتقد ان الحوار هو السبيل المناسب الواجب اتباعه لحل مسالة التجارةquot; بين صربيا وكوسوفو.

واشارت الى ان اشتون تحادثت مع الرئيس الصربي بوريس تاديتش ومع رئيس الوزراء الكوسوفي هاشم تاجي ودعتهما إلى quot;بذل كل ما هو ضروري من اجل تهدئة التوتراتquot;.

وبررت سلطات بريشتينا انتشار شرطتها بانها تريد تنفيذ فرض الحظر الذي اقرته على واردات المنتجات الصربية الى كوسوفو، ردا على حظر المنتجات الكوسوفية في صربيا الساري منذ اعلان استقلال كوسوفو في 2008.

اما صربيا، التي ما زالت تعتبر كوسوفو اقليمها الجنوبي، فانها ترفض استيراد اي منتجات كوسوفية مرفقة بمعلومات تشير الى كوسوفو مستقل مثل الاختام الجمركية او اي رمز للدولة. من جهتها اسرعت بعثة الحلف الاطلسي في كوسوفو الى quot;اتخاذ تدابير فورية في شمال كوسوفو بغية خفض التوتر في القطاعquot; كما صرحت متحدثة باسم الحلف كارمن روميرو للصحافيين.

وانتشرت عناصر من كفور بين الجزء الشمالي (الصربي) في كوسوفسكا ميتروفيتشا والجزء الجنوبي (الالباني). ومدينة كوسوفسكا ميتروفيتشا المقسومة بين الصرب والالبان تشهد بانتظام توترات اتنية شديدة.

واضافت روميرو quot;ان قيادة كفور بدأت الحوار مع الاطراف الرئيسيين المعنيينquot;، وذلك quot;بالتنسيق الوثيق مع بعثة الشرطة والقضاء التي ينشرها الاتحاد الاوروبي للحفاظ على الامنquot;.

وهي المرة الاولى منذ اعلان استقلال كوسوفو في 2008 تسعى بريشتينا الى فرض سيادتها على شمال كوسوفو الخارج عن سيطرتها. وصرح نائب رئيس الوزراء الكوسوفي هجر الدين كوجي للصحافيين الثلاثاء quot;سنمارس سيادتنا الكاملة في هذا الجزء من البلادquot;، موضحًا ان رئيس الوزراء الكوسوفي هاشم تاجي امر بهذه العملية. ويتوقع ان يعقد الاخير مؤتمرا صحافيا هذا المساء.

ونقلت وكالة الانباء بيتا عن بوريس تاديتش قوله من براغ ان المبادرة الكوسوفية تشكل quot;تهديدا لعملية السلام (المحادثات بين بلغراد وبريشتينا) ووقفها حتى قبل ان تثمر عن نتائج ملموسةquot;.

وتهدف المحادثات بين بلغراد وبريشتينا الى حل مختلف المسائل العملية لسكان كوسوفو من كل الاطياف، لكن الجولة الاخيرة ارجئت الى شهر ايلول/سبتمبر المقبل. وقد اصيب شرطي كوسوفي بجروح خطرة اثناء مواجهات مع متظاهرين صرب ونقل على اثرها الى المستشفى كما افاد مصدر طبي.