يمكن وصف نصف الرجال السويسريين بأنهم laquo;أبناء المومياءraquo; لأن شجرة عائلاتهم ترجعهم إلى مصر الفرعونية قبل ثلاثة آلاف سنة.


قناع توت عنخ آمون

صلاح أحمد: أعلن فريق من علماء المورّثات توصله إلى أن حوالي 50 % من الذكور السويسريين يتحدرون من فرعون مصر العظيم توت عنخ امون الذي حكم امبراطوريته قبل 3 آلاف سنة.

وقال الفريق، الذي أجرى أبحاثه في زيوريخ، إنه قارن الحمض النووي laquo;دي إن ايهraquo; المأخوذ من مومياء الفرعون، وذلك التي يتمتع به الذكور السويسريين اليوم، فاكتشف أن نصف هؤلاء يحملون دم توت عنخ امون في عروقهم.

فقد وجد أن حمض هذا الأخير ينتمي لمجموعة تسمّى R1b1a2، وهي المجموعة نفسها التي ينتمي إليها نصف الذكور في سويسرا الحديثة. ويذكر أن لتوت عنخ آمون سلالة عاشت في القوقاز، ولهذا فقد فتح العلماء الباب الآن لكل سويسري يريد معرفة ما إن كان يحمل في عروقه دمًا ملكيًا بتلقي فحص الحمض الننوي بالمجان.

لكن صحيفة laquo;تايمزraquo; التي أوردت الخبر تشير إلى أن البعض قد يتفادى الانتماء إلى الفرعون البافع الذي حكم مصر وهو في سن التاسعة وقتل وهو في التاسعة عشرة. فقد ولد مشقوق الحنك، وكان يشكو أيضًا بروز صف أسنانه الأعلى، إضافة الى العديد من العلل الصحية الأخرى، مثل فقر الدم المنجلي، على سبيل المثال وليس الحصر. ويرجع علماء آخرون ذلك التشوه الخلقي وتلك الأمراض إلى أن والديه كانا أخًا وأختًا، وهذا ترتيب لم يكن محرّمًا وسط فراعنة مصر.

في الوقت نفسه فقد تنصرف فئة أخرى من الرجال السويسريين عن الرغبة في الارتباط بهذا الفرعون بسبب laquo;لعنتهraquo; الشهيرة. فاللورد كارنارفون، وكان مموّل البعثة البريطانية التي ترأسها عالم الآثار هوارد كارتر في 1922، توفي بعد سبعة أسابيع من فتحه مقبرة الفرعون للمرة الأولى.

وفي انكلترا قيل إن سوزي، كلبة اللورد، نبحت بشدة غير مألوفة قبل أن تنفق في الوقت نفسه الذي توفي فيه صاحبها في مشارف القاهرة. وبالطبع فقد شهد العالم سلسلة من الأحداث ndash; وربما الصدفة البحتة ndash; التي فسرت على أنها laquo;لعنة توت عنخ امونraquo;، بحيث صارت إحدى القضايا المثيرة للجدل. لكنها غذّت خيال الروائيين والسينمائيين، على أية حال، وكادت صناعة فنيّة بكاملها تقوم على هذا الأمر من ثمرات المطابع واستوديوهات هوليوود.