سراييفو: اكد وزير خارجية تركيا الدكتور أحمد داود اوغلو اهمية ايجاد منظومة تعاون اقليمي بين الدول خاصة تلك التي شهدت صراعات في تاريخها وذلك لبناء مستقبل مشترك يسوده الاحترام المتبادل بهدف خلق مستقبل امن للاجيال المقبلة.

وشدد اوغلو في محاضرة نظمتها مؤسسات اكاديمية بوسنية هنا اليوم على ضرورة التحرر من التاريخ والماضي والاستفادة منه في شق طريق الحوار والتعاون المتكافىء لخلق بؤر تعاون اقليمي تعتمد على اكتشاف الارضية المشتركة في تبادل المنافع السياسية والاقتصادية.

وعبر الوزير التركي في المحاضرة التي حضرها وزير الخارجية البوسني سفين الكلاي سفراء الدول المعتمدين في العاصمة البوسنية وشخصيات اكاديمية وسياسية عن رغبة تركيا في رؤية منطقة البلقان quot;منطقة تعاون وانسجامquot; بعد ان كانت بؤرة توتر وصراع على مدى المئة عام الاخيرة.

واضاف ان تركيا رغم علاقاتها المتميزة مع البوسنة فانها تحرص على مد جسور التعاون مع بقية دول البلقان دون استثناء مشددا على quot;ان الاجيال المقبلة تطالبنا كمسؤولين اليوم ببناء مستقبل امن مشترك لهم وغرس بذرة التعاون والتفاهم والتسامح بدل بذرة الصراع والخلاف والتباين.

واعتبر ان الحروب التي شهدتها اوروبا خلال القرنين الماضيين كانت درسا مفيدا للدول الاوروبية كي تبني مجتمعا مشتركا تعزز من خلال كيان سياسي واقتصادي موحد هو اليوم الاتحاد الاوروبي مشيرا الى ان تاريخ الصراعات الدموية القاسية بين فرنسا والمانيا خلال المئتي عام الاخيرة كان دافعا ليعملا بشكل مشترك لبناء اوروبا الموحدة الحديثة.

وتساءل لماذا تظل دول البلقان حبيسة الماضي والتاريخ الدامي بين شعوبها ولا تنطلق لبناء مستقبل مشترك وتعاون اقليمي يجلب الخير لابنائها.

ورأى ان الامبراطورية العثمانية هي quot;ارث مشتركquot; ليس لتركيا الحديثة فقط بل لجميع الشعوب التي دخلت في الامبراطورية وساهمت في بنائها معتبرا ان التعددية كانت سائده في ذات الامبراطورية التي اعتبر انها جزء من التاريخ وليست اساسا للمستقبل.

وعبر اوغلو عن اهتمام بلاده بتخفيف حدة التوتر ونزع فتيل الخلافات بين دول البلقان الحالية مشيرا الى ضرورة معالجة القضايا العالقة بين صربيا وكوسوفو وبين القوميات البوسنية فيما بينها وبين الدول المجاورة الاخرى بالوسائل السلمية والحوار معتبرا ان دور تركيا هو لتقريب وجهات النظر والوساطة من اجل المستقبل المشترك وليس للتنافس في توزيع الاتهامات والعودة للتاريخ.

واختتم اوغلو محاضرته quot;بضرورة التمسك بالقيم وليس بالاديولوجياتquot; لان القيم هي ملكية انسانية واخلاقية مشتركه بينما الايولوجيات هي مؤشر على الانغلاق والتشدد والخصومه مع الاخر.

وكان الوزير التركي تباحث في وقت سابق اليوم مع اعضاء الرئاسة البوسنية حول القضايا الراهنة في المنطقة وضرورة معالجتها بالوسائل السلمية والحوار.