نظريات يوم القيامة متأتيّة من لوحة حجرية اكتشفت في ستينات القرن الماضي في موقع quot;تورتوغويروquot; الأثري في ولاية تاباسكو في خليج المكسيك، نقش عليها وصف لعودة إله ماياني في نهاية الفترة الـ 13.

يفصلنا عام كامل عن تاريخ 21 كانون الأول (ديسمبر) 2012، وهو التاريخ الذي يزعم، وفقاً للتقويم الماياني، أنه يمثل نهاية عصر، ويعيد تصفير التاريخ، ويؤشر إلى نهاية الإنسانية. لكن هل سيحصل ذلك فعلاً؟.


بيروت: ساد خلال الأعوام الماضية العديد من التكهنات حول نهاية العالم، وواجه المقدم الشهير في إذاعة quot;كريستيانquot; هارولد كامبينغ، سخرية واسعة عندما تنبأ مرتين خلال العام الحالي بأن العالم سينتهي ndash; المرة الأولى في 21 أيار/مايو، والثانية في 21 تشرين الأول/أكتوبر- ولم تصدق تنبؤاته.

لكن في فورة التكهنات بنهاية العالم ndash; كانت هناك تحذيرات مشابهة صدرت من العديد من الثقافات المختلفة في العالم، بمن فيهم الأميركيون الأصليون، الصينيون، المصريون وحتى الأيرلنديون- يبدو أن الخرافة المايانية المفترضة حصلت على أكبر قدر من المؤمنين.

بلغت الحضارة المايانية ذروتها بين العام 300 قبل الميلاد و900 قبل الميلاد، وكانت تملك صيتاً ذائعاً في خبرتها في علم الفلك، كما ازدهرت في مجال الرياضيات المتقدمة وعلوم الفلك البدائية، وأسست ما أطلق عليه كثر اسم quot;أدق روزنامة في العالمquot;.

توقع المايان حدثاَ أخيراً تضمن انتقالاً شمسياً، وعبور لكوكب فينوس (الزهرة) وزلازل عنيفة.

ويبدأ تقويمهم الطويل في العام 3114 قبل الميلاد، ويسجل الوقت على فترات تقارب 394 عاماً لكل فترة عرقت باسم quot;باكتونquot;. والرقم 13 كان مهماَ ومقدساً بالنسبة إلى المايان، وهم كتبوا أن الباكتون 13 ينتهي في 21 كانون الأول (ديسمبر) 2012.

تأتي نظريات يوم القيامة من لوحة حجرية اكتشفت في ستينات القرن الماضي في موقع quot;تورتوغويروquot; الأثري في ولاية تاباسكو في خليج المكسيك، نقش عليها وصف لعودة إله ماياني في نهاية الفترة الـ 13.

ويقول الباحث في الشؤون المايانية سفين غرونماير quot;ينظر معظم الغربيون إلى المايان على أنهم شعب غريب يفترض أنهم كانوا يملكون نوعاً من المعرفة الخاصة السرية. وما يحصل هو أن توقعاتنا ومخاوفنا تبدو متوقعة وفقاً للروزنامة المايانيةquot;.

يقارن غرونماير الأستاذ في جامعة quot;لا تروبquot; في أستراليا، النبؤات المايانية المفترضة بالضجيج الذي ساد العالم عشية الألفية الثانية، عندما خشي العالم من توقف عملكل أجهزة الكومبيوتر عند بدء الألفية الثانية في الأول من كانون الثاني (يناير) 2000.

ويقول غرونماير إنه لسبب ما، تجاهل العالم الدليل بأن التواريخ ما بعد العام 2012 كانت مسجلة.

وانفجر عالم المدونات بالمزيد من التكهنات عندما اعترف معهد مكسيكو للآثار في 24 تشرين الثاني (نوفمبر) باكتشافه إشارة ثانية إلى تاريخ 21 كانون الأول (ديسمبر) 2012 مدونة على حجر قرميد وجد في موقع أثري آخر.

وأضاف غرونماير quot;يبدو أن البشر ينجذبون نحو أفكار القيامة، ويفترضون دائماً الأسوأquot;.

أدخل المؤمنون مخاوفهم من نهاية العالم إلى الأنترنت من خلال مئات آلاف المواقع والمدونات. غير أن آخرين يرسملون على المصالح المتزايدة.

تساهم الأفلام التي تصوّر نهاية العالم ndash; بما فيها فيلم quot;2012quot;، الذي أنتج في العام 2009- في تصاعد الضجيج، كما في ترويج المعلومات الخاطئة، وفقاً للخبراء.

وتم التخطيط لاحتفال طوال العام الحالي في جنوب المكسيك، قلب الأرض المايانية.

وتتوقع وكالة السياحة المكسيكية وصول أكثر من 52 مليون زائر خلال العام المقبل إلى مناطق quot;شياباسquot;، وquot;يوكاتانquot;، وquot;كوينتا روquot;، وquot;تاباسكوquot; وquot;وكامبيشيquot;. وتستقطب المكسيك بكاملها حوالى 22 مليون زائرًا وسائحًا أجنبيًا سنوياً.

ويقول العديد من علماء الآثار إن الإشارة إلى العام 2012 على اللوحة الحجرية التي تعود إلى 1300 عامًا لا تشكل سوى مرحلة في الروزنامة المايانية.

وقالت الناطقة السياحية في ولاية quot;كوينتانا روquot; الكاريبية، موطن الكانكون quot;العالم لن ينتهي. إنه عصر. بالنسبة إلينا، إنها رسالة أملquot;.

وبالنسبة إلى أولئك الذين يفكرون كيف يقضون ما قد يكون آخر عام لهم على الأرض، فهذه رسالة أمل أخرى: فاستناداً إلى بحث حديث، فإن التاريخ الأسطوري عن quot;نهاية الأيامquot; قبل يكون بعيداً ما بين 50 إلى 100 عامًا.

ولتحويل الروزنامة الماينية القديمة إلى الروزنامة الجورجية (أو الحديثة) يستعمل العلماء قيمة رقمية تدعى (جي أم تي). غير أن جيراردو ألدانا، الأستاذ في جامعة سانتا باربرة في ولاية كاليفورنيا، قال إن المعلومات التي تدعم العامل التحويلي الواسع الانتشار قد تكون غير صحيحة.

وألدانا ليس المخالف الوحيد، فوكالة إدارة الفضاء الوطنية ndash;الناسا- قد أثرت في هذه المسألة، إذ أجاب علماء الناسا على أكثر الأسئلة الشعبية حول نظرية موعد نهاية الزمن المرتبطة بالنبوءة.

وورد على موقع الوكالة في العام 2009 الرد الآتي quot;أتذكرون الخوف من الألفية الثانية؟. لقد جاءت وذهبت من دون همس بسبب التخطيط الملائم وتحليل الوضع. ضع المؤثرات الخاصة للأفلام جانباً، فإن 21 كانون الأول (ديسمبر) 2012 لن يكون نهاية العالم كما نعرفهquot;.

تناولت الردود الأسئلة المتعلقة بما إذا كانت هناك أية أخطار معروفة تواجهها الكرة الأرضية والحقيقة حول الروزنامة.

أحد الأجوبة المنشورة كانت على سؤال حول احتمال اقتراب quot;نيبيروquot; (أو الكوكب أكس أو أيريس)، وهو كوكب ضال، يقال إنه قد يشكل خطراً على كوكب الأرض. والجواب كان رفضاً قاطعاً لهذه الفكرة.

كتب العلماء quot;نيبيرو وغيرها من القصص حول الكواكب الضالة هي من خدع الإنترنتquot;. وأضافوا quot;لا توجد هناك أسس واقعية لهذه المزاعم. إذا كان نيبيرو أو الكوكب أكس حقيقياً، ويسير نحو مواجهة مع الأرض في العام 2012، لكان العلماء يرصدونه على الأقل منذ عقد من الزمن، وكان ليصبح مشاهداً اليوم بالعين المجردة.

من الواضح أنه غير موجود. أيريس حقيقي، لكنه كوكب قزم شبيه بكوكب بلوتو، الذي سيبقى خارج النظام الشمسي الخارجي: وأقرب مسافة يمكنه أن يصل فيها من الأرض هي حوالى 4 مليار ميلquot;.