الرئيس الأميركي باراك أوباما

بعد فوزه بالانتخابات التمهيدية لاختيار مرشح للحزب الجمهوري لخوض انتخابات الرئاسة، تستمر التساؤلات حول ما إن كان ميت رومني سيتمكن من إلحاق الهزيمة بأوباما.


القاهرة: بعد نجاح ميت رومني، حاكم ماساشوسيتس السابق، في الفوز بالانتخابات التمهيدية لاختيار مرشح للحزب الجمهوري لخوض انتخابات الرئاسة في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، بعد تفوقه على منافسيه ريك سانتورم، بطل القضايا الاجتماعية المحافظة التي لم تكن تشغل أهمية من المفترض، في سباق الرئاسة المركزي، ورون بول، الذي يسير عكس اتجاه الحزب الجمهوري بزاوية تقترب من 180 درجة، قالت صحيفة واشنطن بوست الأميركية إن نتيجة السباق بين الثلاثي السابق ذكره ضمنت أن المنافسات الأولية سيتم خوضها بقوة على مدار أسابيع أو أشهر إضافية.

وأضافت الصحيفة أن ولاية أيوا تعتبر بوابة انطلاق لا يمكن التنبؤ بها لشؤون السياسة الرئاسية، وأن رومني يحتفظ بالعديد من نقاط القوة، بما في ذلك الوضعية القوية التي يحظى بها في نيوهامبشاير، حيث سبق له التقدم بأريحية في صناديق الاقتراع طوال العام.

غير أن العملية الانتخابية التي شهدتها أيوا أظهرت استمرار الانقسامات الأيديولوجية العميقة بين الجمهوريين في تعقيد جهودهم المبذولة للتركيز كليا على محاولات إلحاق الهزيمة بالرئيس الحالي باراك أوباما، وإعاقة الجهود المبذولة من جانب رومني للتغلب على الضغوط الداخلية والظفر بالقبول بعيداً عن محور الحزب.

وأعقبت الصحيفة بقولها إن رومني ربما يمتلك القدر الأكبر من المال وأفضل تنظيم وأفضل أرقام خاصة باستطلاعات الرأي في المناظرات الافتراضية ضد أوباما، لكنه لم يتمكن حتى الآن من الاستفادة من الحماسة الشعبية المناهضة للحكومة في الحزب أو إقناع المحافظين الأكثر تقليدية بأنه حامل لواء مقبول في انتخابات لا يمكن فيها لجزء كبير من الآمال أن تطيح فقط بأوباما، وإنما تحول بشكل دائم قيم واتجاهات الأمة.

وقد يجبر الأداء القوي الذي قدمه سانتورم منافس رومني على التفاعل مع قضايا اجتماعية يمكن أن تكون حاسمة لدرجة كان بمقدوره إلى حد بعيد أن يتجنبها هذا العام. كما جاء المركز الثالث الذي احتله رون بول ليؤكد أن أجندته المكونة من مكافحة التدخل الأجنبي والتشريع المؤيد للمخدرات ومنصة التحرر ستواصل البقاء على الساحة في الوقت الذي سيود فيه رومني المضي قدماً صوب الناخبين في الانتخابات العامة.

وربما لا تزال شدة الرغبة في الإطاحة بأوباما هي الحليف الأكثر أهمية بالنسبة لرومني في تلك المرحلة. وأظهرت الدراسات المسحية التي أجريت بين سكان أيوا الذين دخلوا مواقع التجمع مساء يوم أمس الثلاثاء، أن قدراً متزايداً من الناس على نحو ضئيل يعتقد أن الشيء الأكثر أهمية في تلك المرحلة هو اختيار مرشح يمكنه إلحاق الهزيمة بالرئيس باراك أوباما وليس اختيار شخص يتسم بكونه quot;محافظ حقيقيquot;.

وقال ريتشارد لاند، رئيس لجنة الأخلاقيات بالمؤتمر المعمداني الجنوبي quot; الشيء المهم ليس ما إن كان بمقدور رومني توحيد الحزب، بل بما إن كان بمقدور أوباما توحيد الحزب. والإجابة على ذلك هي نعم مدويةquot;. وأعقبت الصحيفة بلفتها إلى أن رومني سيكون بحاجة لتوحيد صفوف حزب يبحث عن هوية بطرق لم تشاهد منذ أعقاب فضيحة ووترغيت، وذلك في الوقت الذي يسعى فيه للسيطرة على حزب ما زال يبحث عن هوية له في مرحلة ما بعد الرئيس جورج بوش ومنقسم إلى فصائل.

وفي وقت انتعش فيه الجمهوريون بفضل ظهور حركة حزب الشاي عام 2010، إلا أن تأثير الحركة على الجمهوريين بالكونغرس تسبب أيضاً في ظهور حركة مضادة من اليسار، تركز على عدم المساواة في الدخول، وقدمت لأوباما فرصة أخرى للسيطرة على الوسط.

والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو ما إن كان رومني سيتمكن من استغلال السباقات الثلاثة المقبلة للتغلب على كل هذا، وإقناع حزبه بالوقوف خلفه، والمضي قدماً في مساعي إلحاق الهزيمة بأوباما.