من غير الممكن سرد التاريخ الأميركي السياسي بدون ذكر أشهر أسرة توالت على أبوابه، وهي آل كنيدي. وعندما توفي آخر عمالقتها إدوارد في 2009، قيل إن الستار ربما أسدل نهائيًا على عملها في السياسة. لكن شابًا من جيلها الجديد ينوي الآن إعادتها الى واشنطن.


جوزيف كنيدي

صلاح أحمد: ظلت أميركا تعجّ بتكهنات قوية في الآونة الأخيرة تفيد أن جوزيف كنيدي (الثالث)، وهو حفيد روبرت كنيدي، ينظر في الترشح للكونغرس في العام الحالي، في محاولة منه لنفخ الروح السياسية في أوصال أشهر أسرة في تاريخ البلاد، وإحدى أشهر الأسر على مستوى العالم نفسه.

وفعلاً، تبعًا للصحافة البريطانية نقلاً عن الأميركية، فقد أعلن جوزيف (33 عامًا)، الذي يعمل مدعيًا عامًا في مسشوسيتس، عن ترشحه إلى الكونغرس خلفًا لبارني فرانك، النائب الديمقراطي، الذي قرر التقاعد بنهاية الدورة الحالية.

وقالت هذه الصحف إنه في حال فاز جوزيف بمقعد في مجلس النواب، فسيكون قد أعاد آل كنيدي إلى دنيا السياسة للمرة الأولى بعد غياب طويل، ويصبح أول فرد ينفرد بهذا الوضع من جيله من الأسرة الشهيرة. ويكفي حاليًا أنه أعاد الاسم الفريد إلى دائرة الضوء الإعلامي، الذي لازمها لحوالى نصف قرن من الزمان.

جوزيف كنيدي (الثالث) هو ابن جوزيف كنيدي (الثاني)، الذي كان أيضًا نائبًا في الكونغرس. وظل جوزيف يعمل، بعيد نيله دراساته العليا، مساعدًا للمدعي العام في مقاطعة ميديلسيكس. وتبعًا لمختصر سيرة حياته على موقع المدعي العام الإلكتروني، فقد درس درس القانون في جامعتي ستانفورد وهارفارد، ومن مواهبه أنه يتحدث الإسبانية بطلاقة.

في بيان له أصدره إلى وسائل الإعلام الخميس قال جوزيف: laquo;أعلن اليوم عن نيتي السعي إلى الترشح إلى الكونغرس الأميركي عن الدائرة الانتخابية الرابعة في مسشوسيتس. ويأتي قراري هذا انطلاقًا من قناعة عميقة بضرورة خدمة الجمهور استنادًا إلى الخبرة التي اكتسبتها، سواء على المستوى الشخصي أو تلك التي استقيتها من أسرتي الكبيرة. وهي الخبرة الآتية من البحث عن الحلول العادلة والعملية للتحديات الماثلة أمامنا اليوم، بعيدًا عن التعصب الحزبيraquo;.

بالطبع فإن شهرة أسرة كنيدي تقوم أساسًا على وصول جون إف كنيدي إلى البيت الأبيض، ليصبح الرئيس الخامس والثلاثين للولايات المتحدة منذ العام 1961 وصولاً إلى اغتياله العام 1963 في دالاس في إحدى أشهر الحوادث من نوعها في تاريخ العالم. وكان جون قد بدأ مشواره السياسي نائبًا في الكونغرس في 1946 من الدائرة نفسها التي يسعى إليها جوزيف الآن.

وكان اغتيال جون كنيدي بداية سلسلة من الحوادث المأساوية، التي ألمّت بهذه الأسرة الشهيرة، التي صار اسمها بين الأبرز في واشنطن حتى ممات السناتور إدوارد كنيدي في 2009. واعتبرت هذه الوفاة علامة فارقة، لأن إدوارد كان آخر كبار الساسة الكنيديين في العاصمة.

كما إن استمرارية السيطرة الهائلة، التي تمتعت بها هذه العائلة الديمقراطية (الليبرالية بالمقاييس الأميركية) على دنيا السياسة الأميركية، أتت إلى انقطاع غير مسبوق، بعد وفاة إدوارد، وإجراء انتخابات خاصة لملء مقعده الشاغر، فاز به الجمهوري سكوت براون.