مازن حايك، وائل أبو فاعور، بهية الحريري، ندين أبو زكي، لوشوفاليه

بيروت: عقدت الهيئات المنظمة لـ quot;منتدى المرأة العربية والمستقبل - NAWFquot; مؤتمراً صحفياً صباح اليوم في فندق البريستول، بمشاركة وزير الشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعور، الرئيسة الفخرية للمنتدى النائب بهية الحريري، مدير المعهد الفرنسي في لبنان أورليان لوشوفالييه، مدير عام العلاقات العامة والشؤون التجارية في مجموعة mbc مازن حايك، والمؤسسة والرئيسة التنفيذية للمنتدى نادين أبو زكي.

وتم خلال المؤتمر استعراض محاور الدورة الخامسة من المنتدى الذي سينعقد تحت عنوان quot;المرأة والربيع العربيquot;، وذلك يوميّ 1 و 2 شباط (فبراير )2012 في فندق فور سيزونز ndash; بيروت، وتنظّمه مجموعة الاقتصاد والأعمال ومجلة الحسناء بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية والمعهد الفرنسي في لبنان.

حضر عدد كبير من ممثلي وسائل الإعلام، ودارت مناقشات عميقة حول ربيع المرأة اللبنانية ونظرة الإسلام إلى حقوق المرأة في ضوء وصول تيارات إسلامية إلى السلطة في أكثر من بلد عربي، إضافة إلى نقاش حول حساسية بعض البلدان العربية من مسالة حقوق المرأة، الأمر الذي حدا بالوزير أبو فاعور إلى التعليق بأننا نحمّل المؤتمر الصحافي أكثر من طاقته ولا نريد أن نفتح النقاش قبل انعقاد المنتدى.

وتتسم الدورة الخامسة من المنتدى بمشاركة نخبة من المتحدثين العرب والأجانب من وزراء ومسؤولين رسميين وسيدات أعمال وخبراء مختصين بالعلوم الإنسانية والاجتماعية وكتاب وصحفيين وفنانين وممثلي منظمات غير حكومية وناشطين حقوقيين، الذين سيناقشون على مدى يومين آمال التغيير التي أثارها quot;الربيع العربيquot; على الأصعدة السياسية والاجتماعية والثقافية، فضلاً عن فرص الأعمال للمرأة العربية، ودور الإعلام الاجتماعي، بالإضافة إلى استشراف مستقبل الإصلاحات التي طال انتظارها لناحية: الحقوق الأساسية، النساء، الشباب، علاقات الشرق والغرب، والتعبير الأدبي والفني.

كما تتميز الدورة الخامسة من quot;منتدى المرأة العربية والمستقبل ndash; NAWFquot; بمبادرتين نوعيتين: الأولى هي مسيرة quot;سوا سواquot; لنصرة المرأة العربية، والثانية الإعلان عن جائزة WOW لامرأة العام 2011.


أبو فاعور: لا تسقطوا في الفخ

اعتبر الوزير وائل أبو فاعور أن المنتدى يكتسب أهمية كبيرة نظرا للمتغيرات التي يشهدها العالم العربي. فالمرأة كانت شريكاً أساسياً في الحراك العربي، فتقدمت التظاهرات واعتصمت في الساحات، وكانت شريكا كاملا في تحقيق انجازات الثورات، ولا بد أن تكون شريكاً في المكتسبات.

وأضاف: معنا السيدة بهية الحريري التي شاركت في الربيع العربي قبل أن يبدأ الحراك في الشارع وذلك من خلال العمل السياسي والتشريعي والاجتماعي. لا يجوز أن يكون ربيع العرب خريفا للمرأة العربية. كانت شعارات الثورات رفع الظلم وتحقيق الديمقراطية. لقد وقع حكام العرب في فخ ادعاء أنهم آلهة لا يسقطون ولا يستبدلون. وبالتالي لا يجوز أن يسقط الرجل العربي في فخ التسلط والاستبداد.

وتابع: لفتني في مؤتمر وزراء الشؤون الاجتماعية العرب مؤخرا وجود 3 وزيرات من المغرب وليبيا والإمارات وهذه بادرة خير. لذلك نام لان تدرك النخب السياسية والقيادات العربية الجديدة بأنها تخطئ إذا استبدلت ظلما بظلم واستبدادا باستبداد.

الحريري: مجموعة الاقتصاد والأعمال خير من جمع العرب حول قضاياهم

بدورها، قالت الرئيسة الفخرية للمنتدى، رئيسة لجنة التربية والثقافة النيابية، النائب بهية الحريري: يسعدني أن أشارك معكم اليوم في الإعلان عن منتدى المرأة العربية والمستقبل في دورته الخامسة، الذي تنظمه مجموعة الاقتصاد والأعمال ومجلة الحسناء، وبانتظام دقيق ومسؤولية عالية، إذ يتزامن انعقاد هذا المنتدى مع يوم المرأة العربية. وكما كل عام، يتميز المنتدى في عناوينه وموضوعاته مواكبةً دقيقةً لواقعنا، واستشرافاً عميقاً للمستقبل.

وسيكون عنوان هذا العام quot;المرأة والربيع العربيquot;. هذا الربيع الذي يتطلب منا التعامل مع طموحاته وتضحياته بمسؤولية عالية تتعدى التفكير بإعادة تكوين السلطة بمن يحل مكان مَنْ في مواقع القرار ومؤسساته، لأن هذا الربيع في جوهره هو العودة للمجتمعات العربية بكل مكوناتها من جماعات وأفراد، التواقين لحرية التعبير والاعتقاد من أجل بناء مجتمع ودولة تكون السلطة في خدمتها، بعد زمن طويل جعلت خلاله السلطة من المجتمع والدولة في خدمة أغراضها ومصالحها.

وأضافت الحريري: إنني أنوّه بالجهد الاستثنائي الذي بذلته إدارة المنتدى في وضع العناوين، ونوعية المدعوات والمدعوين، لإقامة منتدى يليق بالمرأة العربية والربيع العربي. وهذا عهدنا بمجموعة الاقتصاد والأعمال التي هي وبدون أدنى شك خير من جمع العرب حول قضاياهم الاقتصادية والمهنية والمالية والإنمائية. كما أننا لن ننسى بأن مجلة الحسناء هي أول مطبوعة عربية متخصصة بقضايا المرأة. وأتمنى لمنتدى المرأة العربية والمستقبل ربيعاً بمستوى طموحاتهم وجهودهم.

أبو زكي: المرأة قلب الربيع العربي

استهلت المؤتمر الصحفي المؤسسة والرئيسة التنفيذية للمنتدى نادين أبوزكي بالقول: تحمل الدورة الخامسة للمنتدى عنوان quot;المرأة والربيع العربيquot; الذي يتزامن مع مرحلة التحوّلات الحاصلة من حولنا، حيث نرى أنظمة تسقط وإصلاحات تحدث معبّرة عن توق إلى الديمقراطية والحرية والمساواة الاجتماعية، وهي قيم تقع في صلب قضايا المرأة.

ولا غرابة أن يتبنّى المنتدى هذا العنوان، حيث نرى أن للمرأة العربية دوراً بارزاً في هذا الربيع سواء كانت في الخطوط الأمامية أم الخلفية، حتى في المجتمعات الأكثر محافظة.

وهذه المشاركة التي تساهم فيها المرأة العربية تضعها في قلب التحوّلات التي تشكّل منعطفاً مفصليّاً، فإما أن تجني المرأة ثمار هذا الربيع وتنخرط في مسؤولية المرحلة المقبلة، وإما تنقلب هذه التحوّلات لتعيد المرأة إلى الوراء وهو أمر مستبعد.

وعليه، فإن المنتدى في دورته الخامسة، يفتح النقاش، كما في كلّ دورة، حول آمال التغيير التي ينطوي عليها هذا الربيع سياسياً واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا. كما يحاول أن يستشرف المرحلة المقبلة ويتوقف عند تحدياتها.

وأضافت أبو زكي: ينعقد NAWF على مدى يومين وببرنامج حافل بالمناقشات والحوارات المفتوحة وورش العمل. وسيشهد المنتدى ولأول مرة إطلاق جائزة WOW للمرأة العربية التي يتم اختيارها نتيجة تصويت عبر الموقع الإلكتروني للمنتدى، بدأ في شهر أيلول 2011 ويستمرّ حتى انعقاد المنتدى، حيث سيتم الإعلان عن الفائزات.

وسينظم المنتدى مسيرة سلمية للمرأة العربية تحت شعار quot;سوا، سواquot; تنطلق من فندق فورسيزونز إلى ساحة النجمة وذلك عند الساعة الثانية والنصف من بعد ظهر يوم الخميس في الثاني من شباط/فبراير المقبل.

لوشوفالييه : دعم فرنسي للمنتدى

وقال أورليان لوشوفالييه: يَسرّ المعهد الفرنسي في لبنان أن يكون شريكاً لمنتدى quot;المرأة العربية والمستقبلquot; الذي ندعمه لأوّل مرّةٍ هذه السنة والذي لم تنفكّ أصداؤه تتردّد على المسامع منذ خمس سنوات. فيمثّل هذا الحدث اليومَ موعداً سنوياً مهمّاً وساحةَ جدلٍ حول الأسئلة المتعلّقة بحقوق المرأة وتطوّر دورها في مجتمعنا المعاصر.

أحبّ المعهد الفرنسي هذه السنة أن يشارك بفاعليةٍ في تنظيم هذا المنتدى، على أنّ موضوعه الأساسيّ quot;المرأة والربيع العربيquot; يعد بمداخلاتٍ قيّمةٍ مثيرةٍ للاهتمام. وتسمح المسائل المتناولة بدراسة الدور الذي لعبته المرأة في الأحداث الإقليميّة الأخيرة. كما سيشهد المنتدى مناقشةً حول موقع المرأة الحالي في المجتمعات العربية وتطورّه في ضوء التوصّل إلى الإصلاحات اللازمة. ويخصَّص قسمٌ واسعٌ من المنتدى للصناعة الأدبية والفنية، مجالٌ للمرأة العربية فيه موقعها ومكانتها.

وأشار إلى دور السفارة الفرنسية في دعم المنظمات اللبنانية المؤيّدة للمرأة، ففي العامين 2009 و 2010، تمّ تمويل عددٍ كبيرٍ من المشاريع الداعمة للمرأة اللبنانية في إطار برنامج quot;الصندوق الاجتماعي للتنميةquot; التابع للسفارة. وقد قامت المشاريع على تطوير إحدى الجمعيات التعاونية النسائية للزراعة في جنوب لبنان، ودعم النساء والأطفال في مجالات العمل والصحة في ضاحية بيروت الجنوبية، وتنظيم استشاراتٍ طبيةٍ للنساء في السجون. أمّا في تموز 2010، فعرض المعهد الفرنسي بالتعاون مع جمعية quot;كفىquot; مجموعةَ أعمالٍ أنجزتها نساء لبنانيّات من ضحايا العنف
.
وعبر لوشوفالييه عن سعادته بان يبدأ المعهد السنة الجديدة مع انطلاق quot;منتدى المرأة العربية والمستقبلquot;.

حايك: التحدّي الأكبر تفعيل دور المرأة في بناء الدول والمؤسسات

من جانبه، اعتبر مدير عام العلاقات العامة والشؤون التجارية في مجموعة mbc مازن حايك أن السنوات الخمس التي مرّت على انطلاقة هذا المنتدى الجامع لقضايا المرأة العربية، حملت في طياتها الكثير من الرؤى والأهداف والتطلّعات، قليلُها أُنجز، وجُلُّها ما زال قيد الإنجاز. ولعلّ النوايا الطيّبة كفيلة بتحويل الرؤى إلى مبادرات، والأهداف إلى وقائع، والتطلّعات إلى نتائج ملموسة تحصد المرأة العربية ثمارها على المدى المنظور، وهي الغاية من وراء انعقاد quot;منتدى المرأة العربية والمستقبلquot; بدوراته المتعاقبة. وبدورنا في quot;مجموعة mbcquot;، لطالما آمنا بالطاقات الكامنة لدى المرأة العربية، وسعينا من أجل ترجمة تلك الطاقات وتحويلها إلى مبادرات خلاّقة تنعكس في المزيد من أشكال المشاركة النسائية الفاعلة في الحياة العامة والخاصة، والاقتصاد والأعمال، والتواصل والإعلام، والتنمية المستدامة، والتعليم، وغيرها من الحقول والميادين.

وأضاف: لقد أدركت المرأة العربية أخيراً أن الانتصار لقضاياها المُحقّة لا ينفصل بأي حالٍ من الأحوال عن العملية الإصلاحية الشاملة التي تطال مختلف مفاصل المجتمع، وتنتفض في وجه الممارسات التي حالت وتحول دون نيل الإنسان العربي حقوقه كاملة. من هنا، هبّت المرأة إلى جانب الرجل، لتحتل الساحات وتقتحم غمار العمل النهضوي.

وختم قائلاً: ويبقى السؤال المطروح حالياً مرتبطاً بالتحدي الأكبر الذي يواجه المرأة في مرحلة ما بعد الحراك الشعبي. فما هي إذاً الأَدوار التي يُنتَظر من المرأة العربية أن تلعبها اليوم وغداً؟ وكيف ستوجد لنفسها موطئ قدم في مرحلة بناء الدول والمؤسسات، وتعزيز مفهوم المواطَنة والمساواة، بعد أن كانت فعالةً في إنضاج الثورات وإنجاحها؟ وهل ستتمكن المرأة من الحفاظ على دورها الريادي في مرحلة ما بعد الثورات، أم أنها ستخسره مجدداً لصالح قوى ولاعبين جدد على الساحة، قد لا يكونون بالضرورة من أنصار فكرة الشراكة الكاملة بين المرأة والرجل؟ على أمل أن نجد الإجابات الشافية لهذه التساؤلات من خلال فعاليات المنتدى للارتقاء بدور المرأة العربية إلى مصاف الريادة التي تستحقها في بلداننا ومجتمعاتنا.