المصريون بانتظار ذكرى الثورة

ينتظر المصريون يوم 25 يناير للاحتفال بذكرى الثورة التي أطاحت بنظام الرئيس السابق حسني مبارك، وسط تحذيرات من استغلال المندسين لهذا اليوم لإثارة البلبلة والفوضى، كما يخيم جو من التفاؤل على السياسيين، ودعا البعض إلى استبعاد رجال الأمن من الميدان في هذا التاريخ.


القاهرة: أثارت التحذيرات التي أطلقها المجلس العسكري من وجود قوى تسعى لتحويل يوم 25 يناير- يوم الاحتفال بثورة يناير - إلى ساحة للعنف والإرهاب ودعوة لثورة جديدة، والكثير من الجدل في الشارع المصري، حيث انتابت بعض المخاوف من تحول يوم 25 يناير إلى بحر من الدماء سعيا من بعض المندسين لإثارة البلبلة، في حين انتاب البعض الآخر شعورا بالتفاؤل وأكدوا أن 25 يناير سيكون احتفالية كبيرة للشعب المصري بثورته العظيمة،وطالبوا الجيش والشرطة عدم استخدام العنف ضد المتظاهرين أو المحتفلين، محذرين من محاولات إثارة الفوضى.

وعن رؤية التيارات السياسية لاحتفالات ثورة 25 يناير يقول جمال أسعد عبد الملاك المفكر القبطي لـquot;إيلافquot;: quot;إن 25 يناير القادم سيشهد تظاهرات مليونية في جميع ميادين مصر التي انطلقت منها الشرارة الأولى للثورة، بمشاركة كافة طوائف المجتمع المصري من أجل المساهمة في احتفال هذا اليوم المجيدquot;

وأضاف أنه سيكون هناك صراع بين الشرعية الدستورية، والشرعية الثورية في هذا اليوم، متوقعا أن تمر الأمور بسلام وبلا عنف أو خسائر.

أما الدكتور عبد الله الأشعل المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، فتمنى أن يمر هذا اليوم بسلام، وأن يحتفل المصريون بثورتهم المجيدة، وأن يقوموا بتقييم مسار الثورة.

واستبعد الأشعل في تصريحاته لـquot;إيلافquot; احتمال حدوث ثورة جديدة، إلا في حالة عدم قيام المجلس العسكري بتسليم السلطة للمدنيين أو عدم احترامه مواعيد انتخابات الرئاسة.

متوقعاقيام قوى كثيرة بمحاولة استغلال هذا اليوم لتحقيق مصالح شخصية، وهذه رسالة هامة لا بد من الشباب أخذ الحيطة ، والحذر، والابتعاد عن مساعدتهم بشكل عفوي بل على الشباب كشف تلك القوى، وفضح أمرها للرأي العام، وطردها من الميدان .

وطالب المجلس العسكري والشرطة بالامتناع عن إهانة المواطنين أو ضربهم بالرصاص الحي أو إراقة الدماء، وتكرار أحداث مجلس الوزراء، وشارع محمد محمود حتى يمر هذا اليوم بسلام.

ويتكلم الدكتور محمد حبيب نائب المرشد العام السابق وأحد مؤسسي حزب النهضة لـquot;إيلافquot;، عن محاولات لتهدئة الأجواء، حيث تسعى الحكومة، والمجلس العسكري إلى تطييب الخواطر، فالحكومة تسعى إلى تعيين (30) من شباب الثورة والمصابين، والعمل على صرف الأموال المستحقة لأهالي الشهداء قبل يوم 25 يناير، ولكني أرى أن الجميع مشحونون بسبب عدم وجود رؤية واضحة تشفي غليل الشارع والثوار، من أهمها عدم صدور أحكام نائية ضد القتلى، ورموز الفساد في النظام السابق، واستمرار التميز بين المواطنين في سيادة العدل والقانون، فنحن لا نستطيع السيطرة على حالة الشحن الموجودة ومعرفة إن كانت ستنفجر يوم 25 يناير؟

وأكد المهندس محمد الأشقر منسق حركة كفاية لـquot;إيلافquot;، على مشاركة حركة كفاية في ذكرى 25 يناير، حيث سيتم تحويل هذا اليوم إلى مليونية جديدة من أجل تحقيق مطالب الثورة التي سرقت، ولم نر شيئا تحقق مما طالبنا به منذ قيامها وسقوط نظام مبارك، فمطالب المتظاهرين في التظاهرات لن تخرج برفض المحاكمات الحالية لرموز الفساد، ولا بد من تشكيل (محكمة ثورة)، كما سنطالب بالتحقيق مع quot;اللهو الخفيquot; الذي بسببه يرتكب المجلس العسكري جرائم ضد المواطنين وأحداث البلبلة في الدولة.

وأضاف quot;الأشقرquot; أنه تم الاتفاق مع القوى السياسية على التمسك بمطالب الثورة السابقة، والمتمثلة في ضرورة تشكيل مجلس رئاسي يدير البلاد لحين صياغة دستور جديد، كذلك عودة الجيش لثكناته، وعدم الاعتراف بالبرلمان المفصّل والذي لم يشارك فيه شباب الثورة، بل استفاد منه من ركب على الثورة وادعى المشاركة فيها.

وقال إن الحديث عن وجود مخاوف من أحداث تخريب في البلاد في هذا اليوم، ما هي إلا إشاعات لتخويف الناس من الذهاب إلى ميدان التحرير، ورفع مطالبهم، وإلصاق التهم بالحركات الثورية، وهذه الإشاعات كان وراءها الأمن والمجلس العسكري، حيث لم نر حتى الآن quot;اللهو الخفيquot;، الذي يردده العسكري منذ الثورة.

وطالب قوات الشرطة والجيش بتأمين الميدان، حيث إن وجودهم قد يستفز الثوار، ونحن قادرون على حماية تظاهرات 25 يناير.

وقال الدكتور محمد حمزة عضو ائتلاف الثورة لـquot;إيلافquot;: quot;نحتاج لثورة ثانية، ولا بد من ان يستغل المواطنون في ميدان التحرير يوم 25 يناير هذا اليوم لكي تتحقق مطالبهم التي التفّ عليها المجلس العسكري.

مشيرا إلى: أن هناك اتفاقا بين حركاتوائتلافات الثورة على أن تكون التظاهرة سلمية تامة كما كان الأمر في بداية الثورة ،ولكن سيكون هناك شعارات سيتم رفعها أهمها quot;يسقط حكم العسكرquot;.

مضيفا أنه سيتم إطلاق عدة حملات للدعوة للنزول يوم 25 يناير منها حملات quot;طرق الأبوابquot; يتم خلالها توزيع منشورات، وأسطونات على المواطنين تكشف انتهاكات المجلس العسكري ضد الثورة، إلى جانب المطالبة بضرورة نزولهم للمشاركة في المليونية.

أما بالنسبة إلى رؤية التيارات الإسلامية لاحتفالية الثورة، يقول الدكتور عماد عبد الغفور رئيس حزب النور لـquot;إيلافquot; إن حزبه قرر المشاركة في الذكرى الأولى للثورة، لكونها واحدة من الثورات التي كانت سببا في تحرير المواطن لأول مرة منذ 60 عاما .

وتوقع مرور هذا اليوم بسلام، وسيكون كرنفالا جميلا بعد إعلان القوات المسلحة تنظيم حفل فني ورياضي، ولن يسمح المشاركون بقيام المندسين بتخريب البلاد في هذا اليوم، فالشباب قادرون على حماية الميدان، وكذلك قوات الأمن القادرة على تأمين المنشآت الحكومية، حيث وضعت الحكومة خطة محكمة لهذا اليوم.

مشيرا إلى أن حزب النور سوف يشارك بلافتات تدعو إلى الاستقرار، وتسليم السلطة للمدنيين في موعدها، وترك الشرعية - المتمثلة في البرلمان - لممارسة مهام عملها حتى تكتمل مطالب الثورة .

كما قال المهندس عاصم عبد الماجد المتحدث الرسمي باسم الجماعة الإسلامية إن مشاركة الإسلاميين تأتي في إطار الحرص على خروج احتفال 25 يناير بسلام، ومواجهة دعوات التخريب.

ونفى عبد الماجد وقوع صدام بين الإسلاميين وقوى أخرى في الميدان، فمن حق كل فصيل سياسي رفع لافتات تعبر عن مطالبه وفكره في إطار السلمية.

مشيرا إلى أنه لا بد أن يكون هذا اليوم بداية حقيقية نحو مصر الجديدة والمستقرة والآمنة، وهو ما سوف نؤكد عليه في هذا اليوم، ولن نسمح لأحد باستغلاله لمصلحته.

مؤكدا قدرة وزارة الداخلية والجيش على توفير الأمن في هذا اليوم، وأن الجهات الخارجية أو الفلول لن تتطرق من الإندساس بين الثوار، وتكرار ما حدث في مجلس الوزراء .

كما أكد صبحي صالح عضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة لـquot;إيلافquot;مشاركة الإخوان في احتفال الثورة، لكون الإخوان مشاركين أساسيين فيها منذ اليوم الأول.

متوقعا تحول يوم 25 يناير إلى عيد لكل المصريين، ولن يكون هناك سبب لدعاوى البعض بتحولها لتظاهرة ثانية أو مليونية مطالب غير مقبولة الآن، كالدعوة إلى مجلس رئاسي، خاصة بعد وجود مجلس الشعب وقرب انتهاء الفترة الانتقالية.

وقال إنه لا توجد تعليمات بشأن مشاركة الإخوان في الاحتفالية من قبل المجلس العسكري كما تردد، وسيترك الأمر للإخوان للتعبير عن فرحتهم بالثورة كيفما يشاؤون، في إطار الحفاظ على مظهر هذا اليوم واستقرار البلاد.

كما أكد اللواء فؤاد علام الخبير الأمني لـquot;إيلافquot;قدرة الشرطة على تأمين احتفالية الذكرى الأولى للثورة، بعد استعادة الكثير من ثقتها بنفسها واحترام المواطن لرجل الأمن، خاصة أن وزير الداخلية الجديد اللواء محمد إبراهيم استطاع أن يعيد الأمن إلى الشارع المصري، ومطاردة العديد من البلطجية، واعتقالهم مؤخرا.

وقال إن وزارة الداخلية وضعت خطة محكمة لتأمين الإحتفال بالثورة والمنشآت الحكومية، ولن يحدث تصادم بين الأمن والثوار مرة أخرى.

مطالبا بإبعاد قوات الأمن عن ميدان التحرير، وترك تأمينه للجان الشعبية من الشباب، والحركات السياسية.