شكوى المبتعثين السعوديين توجّهت إلى الملك عبدالله بن عبدالعزيز

بعد صمت طويل من الطلاب المبتعثين السعوديين إزاء اتهامات ضدهم، وخصوصاً من شخصيات دينية بارزة، وجّه مبتعثون سعوديون خطاباً إلى العاهل السعودي والجهات المختصة، يعبّرون من خلاله عن استيائهم من وابل الاتهامات، ومطالبين بوضع حد لها.


الرياض: في خطاب نشره مبتعثون سعوديون على موقع التواصل الاجتماعي quot;فايسبوكquot;، بثوا شكواهم للعاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز ووزارة التعليم العالي وملحقيات بلادهم، إضافة إلى المهتمين بشؤونهم، بينوا فيه استياءهم من الحملات التي تطالهم، وخصوصاً في الجانب الأخلاقي.

وجاء في البيان، الذي وقع عليه مئات الطلاب، ويتزايد عددهم في كل دقيقة من مختلف أنحاء العالم، وموجّهاً إلى من يهمّه الأمر rdquo;نثقُ بكم بعد الله بأن تمدّوا يد العون لنا للخلاص من هذه الأزمة، التي لاتزال تحاول زعزعة الكثير فينا، وكأن العلم كفر نحارب عليه، رغم أننا بخطواتنا نسلكُ طرقَ الجنة، فرسول الله صلّى الله عليهِ وعلى آله وصحبه وسلم قال: من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهل الله له به طريقًا إلى الجنةrdquo;.

مشيرين إلى العقبات التي يواجهونها في سبيل تحقيق هدفهم، خاصة في دول تختلف أنظمتها عن الأنظمة التي تعودوا عليها في بلادهم. ومؤكدين أن التضحيات التي قدموها من أجل إتمام تعليمهم بعيدًا عن ذويهم، quot;لم تكن في سبيل الانحطاط الأخلاقي، وإنما لرفع رايةِ العلم في كل زاوية في الوطنquot;.

وأوردوا نقاطًا عدة،موضحين من خلالها أمورًا قد يغفل عنها بعضهم، منها أن وزارة التعليم العالي تنتقي الطلاب بعد فرز دقيق وبعد تحقيق شروط لا تتوافر لدى جميع المتقدمين بطلب الإبتعاث quot;فغالبيتنا طلبةٌ، كنا ومازلنا مجتهدين، نطلبُ العلم لأجل بناء الوطن، لا لأجل العبث فيه، كما يدّعي البعضquot;، وأن الموقع الجغرافي لا يؤثر على المستويات العقلية والثقافية والدينية بحسبهم.

مشيرين إلى عدم تخليهم عن أخلاقهم وقيمهم quot;لأنّ تربيتنا وثّقت فينا الإسلام كعمادٍ نستندُ إليهِ في وقت الصعاب، ولن نتخلى عن أخلاقنا وقيمنا الإسلامية مهما كلفنا الأمر، وهذا الميثاق وقعنا عليهِ منذُ ولادتنا في دولةٍ إسلامية، لم تقم فيها كنيسة ولامعبدquot;.

واستشهدوا من خلال النقاط التي سردوها بحكايات النجاحات التي يحققها الكثير منهم وتزخر بها الصحف، وأوضحوا أن وجودهم في جامعات عريقة من شأنه أن quot;يعكس صورة إيجابية في تاريخ الوطنquot;، ويدرس أكثر من 120 ألف طالب سعودي في بلاد مختلفة حول العالم، وخصوصاً في دول أوروبا والولايات المتحدة الأميركية، ضمن برنامج ابتعاث دشَّنه العاهل السعودي، يشمل دراسات جامعية وعليا في تخصصات شتى.

وعدّ الطلاب التعميم بالحكم من الجهل، وأن القلة الذين انحرفوا عن المسار الصحيح لا يعبّرون عن جميع المبتعثين، وقالوا:rdquo;اتهامنا بالانحراف وتأليب الرأي العام حول الابتعاث والمبتعثين والمبتعثات يعني أنّ الغالبية تعيش الفساد، وهذا غير مقبول البتة، نحنُ نعيشُ تفاصيل تغربنا، ونستطيعُ أن نحكم عمّا نرى ونعيش لا عمّا نسمع!، إضافة إلى هذا.. فمستوياتنا العقلية لن تسمح لنا بالمكوث ساعاتٍ نكتبُ مقالاً حتى نؤكد حقيقة هي بارزة للجميع، إلا من شاء أن يظللها بأكاذيب باطلة أو تعاميم لا صلة لها بالواقعrdquo;.

فيما ختم الطلاب خطابهم بالمطالبة بالتعجيل في وضع حدّ لما يقال عنهم، مؤكدين أن ثقتهم بأنفسهم كانت سبب صمتهم، وأنهم على قدر كاف من المسؤولية، وعدّوا الميزانية التي تصرفها حكومة بلادهم أمانة في رقابهم، لا يمكنهم التهاون فيها.

جاء هذا الخطاب بعد كثير من الاتهامات التي طالت المبتعثين تحديدًا، واتهمتهم بالفساد الأخلاقي، كان آخرها ما نقله الداعية السعودي محمد العريفي عبر صفحته الاجتماعية قائلاً إنها رسالة من طالب مبتعث، ونشرت مواقع إخبارية بأن العريفي يطالب بإجراء تحليل دم المبتعثين في المطار، وهو ما نفاه العريفي، وقال إنه افتراء، وسبقه ما قاله الداعية حسن القعود إن مايقارب 80% من الطلاب المبتعثين في بريطانيا يتعاطون الخمور، وبعد إثارة جدل، اعتذر القعود، ونسب المعلومات التي وصلته إلى عدد من رؤساء الأندية الطلابية السعودية الذين نفوا ذلك.

ودافعت أوساط سعودية، وخصوصاً كتاب الصحف، عن الطلبة المبتعثين، معتبرين أن الهجوم عليهم يمثل محاولة لتقويض مشروع الابتعاث.