دمشق: اعلنت الحكومة السورية انها وافقت مساء الثلاثاء على تمديد عمل المراقبين العرب quot;شهرا آخرquot; وذلك حتى 23 شباط/فبراير 2012 وذلك بعد تلقيها طلبا من الامين العام للجامعة العربية، بحسب ما اوردت وكالة الانباء السورية الرسمية.

وكان نائب الامين العام للجامعة العربية احمد بن حلي قال في وقت سابق الثلاثاء ان المراقبين العرب سيعلقون نشاطهم في سوريا الاربعاء اذا لم توافق الحكومة السورية قبل هذا الموعد على طلب التمديد شهرا لبعثة المراقبين.

وقالت الوكالة السورية نقلا عن وزارة الخارجية quot;ردا على رسالة الامين العام لجامعة الدول العربية التي تتضمن طلب موافقة الحكومة السورية على التمديد لبعثة مراقبي الجامعة العربية شهرا آخر اعتبارا من تاريخ 24/1/2012 ولغاية 23/2/2012 فقد وجه وليد المعلم وزير الخارجية والمغتربين مساء اليوم رسالة الى الامين العام للجامعة العربية يبلغه فيها بموافقة الحكومة السورية على ذلكquot;.

وكان بن حلي اكد ان بعثة المراقبين انتهت رسميا مهمتها في 19 كانون الثاني/يناير الجاري وتم التمديد لها باتفاق quot;شفهي حتى 24quot; من الشهر نفسه.

واوضح بن حلي انه quot;اذا وافقت سوريا فان المراقبين سيواصلون عملهمquot; على الرغم من قرار دول مجلس التعاون الخليجي الثلاثاء بسحب مراقبيها.

واكد بن حلي ان الجامعة quot;قادرة على تعويض نقص المراقبين فى الوقت الحالى من الدول العربيةquot; مشيرا الى عدد مراقبي دول الخليج في البعثة 55 مراقبا.

وتضم البعثة ممثلين عن 13 دولة هي: الأردن والعراق والبحرين وتونس والجزائر والسعودية والسودان وقطر والكويت ومصر والمغرب وموريتانيا والإمارات.

ونشر المراقبون في 26 كانون الاول/ديسمبر بعد موافقة دمشق على بروتوكول بشأن مهمتهم التي تنص على وقف اعمال العنف وسحب الدبابات من المدن ومنح وسائل الاعلام الاجنبية حرية التنقل.

وادى قمع الحركة الاحتجاجية في سوريا الى مقتل اكثر من 5400 شخص منذ منتصف اذار/مارس الماضي وفقا للامم المتحدة.

المعلم: لا حلول عربية بعد اليوم في سوريا

صرح وزير الخارجية السوري وليد المعلم الثلاثاء انه quot;لا حلول عربيةquot; بعد اليوم لتسوية الازمة السورية، مؤكدا ان الحل سوري وquot;يقوم على برنامج الاصلاح الشاملquot; الذي اعلنه الرئيس بشار الاسد.

وقال المعلم في مؤتمر صحافي quot;لا حلول عربية بعد الآن في سوريا (...) لا نريد الحلول العربية قلناها منذ يومين عندما رفضنا المبادرة وعندما قرر مجلس الوزراء (العرب) التوجه الى مجلس الامنquot;

واكد المعلم quot;قطعا الحل في سوريا ليس هو الحل الذي صدر بقرار الجامعة ورفضناه رفضا قاطعاquot;، مشددا على ان quot;الحل هو حل سوري ينبع من مصالح الشعب السوري يقوم اولا على انجاز برنامج الاصلاح الشامل الذي اعلنه الرئيس الاسدquot;.

فيما قال المعلم ان بلاده تدرس طلب الجامعة العربية تمديد مهمة بعثة المراقبين العرب طالبة توضيحات حول دور البعثة بوقف العنف وحق بلاده بالتصدي للquot;مجموعات المسلحةquot;.

وقال الوزير السوري في مؤتمر صحافي quot;بالامس تلقيت رسالة من امين الجامعة يطلب فيها موافقة الحكومة السورية التمديد لبعثة المراقبين شهرا اضافيا اخر وهذا الطلب موضع دراسة وحالما تاتينا التوجيهات سننقلها الى امين الجامعةquot;.

واتهم وزير الخارجية السوري بعض البلدان العربية بدون ان يسميها بالتامر على بلاده لتدويل الازمة التي تمر بها.

وقال المعلم في رد على قرار مجلس الجامعة العربية الذي عقد للبحث بتقرير بعثة المراقبين العرب quot;عندما استلمنا هذا التقرير الجمعة الماضي استنتجنا بان ما تضمنه لن يرضي بعض العرب الذين ينفذون مراحل المخطط الذي اتفقوا عليه في الخارج ضد سورياquot;.

واضاف quot;التفوا على هذا التقرير رغم انه البند الوحيد على جدول اعمال مجلس الجامعة وقدموا مشروع قرار سياسي يعرفون سلفا اننا لن نقبل به لانه قرار فاضح بالمساس في سيادة سوريا وتدخل سافر بشؤونها الداخليةquot;.

وتابع quot;لم يناقشوا بالعمق تقرير بعثة المراقبين رغم مرور شهر على وجودها بالاراضي السورية وفي كل المحافظاتquot;.

وصرح المعلم ان العقوبات تؤثر على المواطنين ولا تؤثر على الوضع السياسي، وذلك ردا على سؤال عن العقوبات التي فرضها الاتحاد الاوروبي على سوريا امس.

وقال المعلم ان quot;اكثر من نصف ازمتنا الاقتصادية ومعاناة المواطنين بسبب هذه العقوبات الاقتصادية وكلها عقوبات تتخذ منهم حرصا على الديموقراطية ومصلحة الشعب السوريquot;، مشددا على مواصلة quot;برنامج الاصلاحات السياسيةquot; الذي اعلنه الرئيس بشار الاسد.

كما أوضح المعلم انه من واجب الحكومة السورية ان quot;تتخذ ما تراه مناسباquot; لمعالجة quot;العصابات المسلحةquot; في بعض المحافظات وquot;التعامل بحزمquot; معها.

وقال المعلم ان quot;من واجب الحكومة السورية ان تتخذ ما تراه مناسبا لمعالجة هؤلاء المسلحين الذين يعيثون فسادا في بعض المحافظات (...) والتعامل بحزمquot; معهم.

واكد المعلم ان الحل الامني للوضع الذي تشهده سوريا منذ اكثر من عشرة اشهر quot;مطلب جماهيري للشعب السوريquot;.

وقال ان quot;الحل الامني مطلب جماهيري للشعب السوري (...) انهم يريدون الخلاصquot;، مؤكدا ان quot;هذا ليس الحل الوحيد هناك مسار اصلاحي سياسي واقتصادي لكن المسار الامني تفرضه الضرورة على الارضquot;.

واكد انه quot;من واجب الحكومة السورية الاسراع في حسم هذه الامور صونا لامن مواطنيها ولامن واستقرار سورياquot;.

كما أكد ان روسيا لا يمكن ان توافق على تدخل خارجي في شؤون سوريا.

وقال الوزير ان العلاقات بين سوريا وروسيا quot;متجذرةquot;، مؤكدا ان روسيا quot;لا يمكن ان توافق على تدخل خارجيquot; في شؤون دمشق.

علما ان روسيا انتقدت اليوم العقوبات التي فرضها الاتحاد الاوروبي ضد سوريا على اساس انها لا تساعد على اطلاق الحوار بين السلطة والمعارضة هناك.

وقال نائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف في تصريح نقلته وكالة انباء انترفاكس quot;نحن لا نعتقد ان العقوبات ستساهم في ايجاد قاسم مشترك بين السوريين وتطلعاتهم لبناء دولة ديموقراطية وحرة وذات سيادةquot;.

ووصف محاولة جر روسيا وغيرها للعقوبات المفروضة ضد سوريا بانها امر غير مقبول.

وكان مجلس العلاقات الدولية في الاتحاد الاوروبي قرر امس فرض عقوبات اضافية ضد سوريا شملت 22 مسؤولا و8 هيئات متهمة بتقديم الدعم المالي للنظام السوري.

واشنطن: انسحاب دول الخليج قد يؤثر على مهمة الجامعة
من جهتها، أكدت الولايات المتحدة اليوم ان قرار سحب دول مجلس التعاون الخليجي لمراقبيها من بعثة مراقبي الجامعة العربية في سوريا قد يؤثر على فعالية عمل المراقبين العرب في سوريا.

واشارت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند في إيجاز صحافي الى قرار الجامعة العربية الاخير حول سوريا، لافتة الى انه يمدد عمل المراقبين، ويقترح نقل السلطة من الرئيس السوري بشار الاسد الى نائبه مع حوار وطني حول المرحلة الانتقالية.

وقالت نولاند في هذا السياق فإن quot;رفض الأسد الجزء الثانيquot; من الاقتراح، ووفق فهمنا ان دول مجلس التعاون quot;ابدت عدم الاهتمامquot; باستمرار مشاركتها في هذه المهمة quot;سيقوّض في نهاية المطاف جهود الجامعة العربية في سوريا، ونعتقد انها ستكون بطبيعة الحال عديمة الجدوىquot;.

واضافت ان quot;دول مجلس التعاون توفر الجزء الاكبر من المراقبين ومعظم الدعم المالي لهذه المهمة.. لذلك فان انسحابها سيكون له تأثير واضح وسيترك فراغا كبيراquot;، مشيرة بالقول quot;ولكننا لن نحكم مسبقا على ماذا ستفعله الجامعة العربية في هذا الاطارquot;.

تعليقا على زيارة مساعد وزيرة الخارجية جيفري فيلتمان الى موسكو، وصفت نولاند اجتماعاته مع المسؤولين الروس بانها quot;بناءة جداquot;، لكنها لم تشهد quot;تطورا فعلياquot;، مشيرة الى ان الاجتماعات ركزت على quot;تفهم وجهة النظر الروسية ازاء الاوضاع في سوريا، والاشادة بالعمل الشاق الذي تبذله الجامعة العربية في هذا الصدد، والكيفية التي يمكننا من خلالها تعزيز وتعميق حوارنا حول توجه مجلس الامن الدولي لحلحلة هذه الازمةquot;.

وقالت ان فيلتمان اثار في موسكو قضية صفقة الاسلحة الروسية الى سوريا، واوضح quot;مدى خطورة هذا الامرquot;. واضافت نولاند quot;لقد ابدينا لهم هواجسنا حيال هذا الموضوع.. بيد انه من الواضح ان تحقيقاتهم لاتزال جارية للكشف عن ملابسات هذه العمليةquot;.