تكشف تقارير جديدة أن ملايين الدولارات أنفقت لإنشاء مقرات ومطارات وخدمات لوجستية وقواعد تدريب في منطقة الخليج، وكلها تقع على مسافة قريبة من إيران، وهو ما قد يخدم الولايات المتحدة حال اتخاذها قرارًا بضرب مواقع طهران النووية.


إحدى حاملات الطائرات الأميركية في مياه الخليج

تحتفظ الولايات المتحدة الأميركية بقوة برية وجوية وبحرية كبيرة في منطقة الخليج، في تأكيد على الحاجة لحماية الدول المنتجة للنفط بعد إسقاط نظام الرئيس العراق صدام حسين وتأسيس كيان ديمقراطي هناك في كانون الأول/ ديسمبر الماضي.

ولا تكشف القيادة المركزية للقوات الأميركية، التي تشرف على الالتزام العسكري الأميركي تجاه المنطقة، عن أية تفاصيل متعلقة بقوة القوات ووضعيتها أو عدد طائرات سلاح الجو الهجومية أو سفن سلاح البحرية الحربية المنتشرة في منطقة الخليج.

ولفتت من جانبها في هذا السياق اليوم صحيفة واشنطن تايمز الأميركية إلى أن هناك حوالى 50 ألف موظف عسكري أميركي يخدمون داخل وحول الخليج، وأن معظمهم متواجد على متن سفن أو في الكويت. وتشير تقارير إخبارية واردة من المنطقة إلى أن 15 ألف جندي أميركي يتمركزون في الكويت لمراقبة الأوضاع غير المستقرة في العراق بالإضافة إلى التهديدات بشن عدوان من جانب الجمهورية الإيرانية.

وكانت مجموعة ضاربة من سفن البحرية الأميركية، بقيادة حاملة الطائرات quot;أبراهام لنكولنquot;، قد وصلت مؤخراً إلى منطقة الخليج. وبات هناك الآن أكثر من 30 سفينة أميركية وما يقرب من 22 ألف بحار. وكانت الولايات المتحدة قد نجحت في الاحتفاظ بقوة مماثلة في الخليج بعد حرب الخليج عام 1991. وأقامت دوريات جوية لفرض منطقة يحظر فيها سير الطائرات والدبابات في جنوب العراق، جنباً إلى جنب مع إشرافها على دوريات بحرية من أجل الإبقاء على مضيق هرمز مفتوحاً.

ثم مضت الصحيفة تشير إلى تلك التوقعات التي تحدثت عن احتمالية الاحتياج إلى قوة أصغر، لاسيما بعد التخلص من نظام صدام حسين وبدء نمو الديمقراطية في العراق وعدم وجود حاجة لفرض منطقة حظر طيران. لكن بعد أن بدأت تهدد إيران بإغلاق مضيق هرمز، الذي يعتبر بوابة الخليج الغني بالنفط إلى بقية دول العالم، وفي وقت يمر فيه العراق بمرحلة انتقالية، مازال يحتفظ البنتاغون الآن quot;بزيادة طفيفة من القواتquot; في المنطقة أكثر مما كانت عليه أثناء فترة حكم صدام قبل الغزو الأميركي للعراق، وفقاً لما صرح به مصدر عسكري لم يفصح عن هويته للصحيفة.

فيما قال جيمس راسل، معلم في كلية الدراسات العليا البحرية في مونتيري في كاليفورنيا: quot;لدينا مصالح استراتيجية من وراء الاحتفاظ بالاستقرار في المنطقة. ويساعد استمرار تواجد القوات الأميركية على ذلك. فنحن لدينا مصلحة من وراء نجاح جهودنا في احتواء ايران، وتعزيز التواجد الدفاعي يساعد على تحقيق تلك الغايةquot;.

وأضاف راسل: quot;بالنظر إلى التوقعات التي تتحدث عن كميات النفط التي سيستهلكها العالم خلال العشرين عاماً المقبلة، سيتم إخراج الجزء الاكبر من هذا النفط من منطقة الخليج، سواء أحببنا ذلك أم لا. وتعتبر تلك المنطقة جزءاً مهماً من العالم لهذا السبب فقط، ناهيك عن شواغل أخرى بشأن الإرهاب وانتشار الأسلحة النوويةquot;.

بعدها، لفتت واشنطن تايمز إلى أن البنتاغون والدول المضيفة أنفقا ملايين الدولارات لإنشاء مقرات ومطارات وخدمات لوجستية وقواعد تدريب في منطقة الخليج. وتوجد قواعد الآن في جبل علي والظفرة في دولة الإمارات العربية المتحدة وعريفجان في الكويت والعديد في قطر، وكلها تقع على مسافة قريبة من إيران، وهو ما قد يخدم الولايات المتحدة حال اتخاذها قرارا بضرب مواقع إيران النووية.