الناشط السياسي مايكل نبيل سند

باتت التهم الموجهة إلى الناشط السياسي المصري المفرج عنه مؤخرا أقل إثارة للجدل، وقوبل قرار الافراج بحفاوة من جانب الناشطين المصريين، بعكس الثوار.


القاهرة: بعيداً عن المعتقدات التي يؤمن بها المدون والناشط السياسي المصري المفرج عنه مؤخراً، مايكل نبيل سند، على صعيد السياسة الداخلية والخارجية والشواذ وأمور أخرى، إلا أن التهم التي وجهت له، ودخل بموجبها السجن، باتت أقل إثارةً للجدل بشكل مطرد.

ففي الأيام الأولى لثورة الخامس والعشرين من كانون الثاني (يناير) التي أدت لإنهاء نظام حكم الرئيس السابق حسني مبارك، انتقد نبيل الهيمنة السياسية التي يحظي بها الجيش في القاهرة. فبينما كان يغني معظم المصريين وقتها quot;الجيش والشعب يد واحدةquot;، حذر نبيل من أن الجيش ليس حليفاً للمتظاهرين، وهو التحذير الذي اتضح أنه نافذ للبصيرة بعد مرور عام شهد جموداً في المرحلة الانتقالية ومحاكمة أكثر من 1200 مصري أمام محاكم عسكرية، وفقاً لمجلة فورين بوليسي الأميركية.

وأعقبت المجلة بقولها إن الهجمات التي شنها نبيل على المجلس الأعلى للقوات المسلحة أدت لإلقاء القبض عليه في الثامن والعشرين من شهر آذار (مارس) الماضي بعد اتهامه بإهانة الجيش. وطوال مدة احتجازه التي استمرت على مدار أكثر من 130 يوماً، أضرب نبيل عن الطعام للاعتراض على المعاملة التي يلقاها ndash; وظل يعيش خلال تلك الفترة على العصائر والألبان، وكان على وشك الموت في بعض الأحيان.

ثم نوهت المجلة إلى أنه تعرض للحبس الانفرادي بضعة أشهر داخل زنزانة متر في متر، وحتى بعد أن تم نقله إلى زنزانة جماعية بسجن طرة في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، كانت لا تزال الأوضاع صعبة وغير صحية، بحسب شقيقه الأصغر مارك.

وأصدر السبت الماضي المشير محمد حسين طنطاوي، رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، قراراً بالعفو عن نبيل إلى جانب 1959 سجيناً آخر مثلوا للمحاكمات العسكرية. وقال عادل المرسي، رئيس النيابة العسكرية، إن قرار العفو جاء للاحتفاء بذكرى الثورة. وأُفرِج عن نبيل أمس وهو يشير بعلامات النصر للمصورين أثناء خروجه من السجن. وبينما قوبل قرار الإفراج بحفاوة من جانب الناشطين المصريين، فإن الوضع لم يكن كذلك مع للثوار، ناهيك عن الشعب المصري.

وتابعت المجلة بإشارتها إلى الموقف المناقض الذي تبناه نبيل وقت الثورة، رغم تأييد معظم المصريين للجيش، خاصة بعد النزول للشارع يوم الثامن والعشرين من شهر كانون الثاني (يناير) عام 2011، لدرجة أنه ذهب إلى ميدان التحرير يوم الثلاثين من الشهر ذاته وهو يحمل لافتة تقول quot;نرفض السماح للجيش بسرقة ثورة الشعبquot;.

ولفتت فورين بوليسي كذلك إلى أن موقف نبيل المناهض للجيش يعود لمرحلة ما قبل الثورة، حيث سبق له أن كتب في تشرين الأول (أكتوبر) عام 2010 :quot;آمل أن يأتي اليوم الذي يعود فيه الجيش المصري إلى ثكناته، ويتوقف عن التدخل في السياسة، لكي تتحول مصر إلى دولة مدنية لا يحظي فيها العسكريون بسلطات على المدنيينquot;.

وأوضحت المجلة أن الأحداث التي وقعت العام الماضي دفعت بكثير من المصريين للالتفاف حول وجهة نظر نبيل. إلى جانب الاستخدام الشائع للمحاكمات العسكرية وإقدام قوات الجيش على قتل العشرات من المدنيين وإصابة المئات منذ شباط (فبراير) الماضي.

ثم أبرزت المجلة حقيقة تحمس كثير من الناشطين لقضية نبيل مع مرور الوقت، خاصة بعد تصعيده لإضرابه عن الطعام في كانون الأول (ديسمبر) الماضي. وقال أحد أصدقائه quot; مايكل شجاع لتمكنه من التعبير عن أفكاره غير المقبولة للمتشددينquot;. وفي الختام، نقلت المجلة عن مارينا كامل، 25 عاماً، أثناء وقوفها خارج السجن بانتظار نبيل، رغم أنها لم يسبق أن قابلته من قبل، قولها: quot;عندما كنا نقول إن الجيش والشعب يد واحدة، كتب مايكل العكس. وجئت إلى هنا لأشكره على المعلوماتquot;.