باريس: يقيم المعارض السوري جورج صبرا، الذي مارس ناشطا سياسيا سريا في بلاده لمدة 42 عاما، في باريس حيث يفترض ان يقوم بدور متقدم في صفوف المعارضة السورية.

وانتقل صبرا الى فرنسا بعدما خرج في منتصف كانون الاول/ديسمبر الماضي من سوريا مجتازا الحدود مع الاردن سيرا على الاقدام، لينضم الى اعداد كبيرة من المعارضين السوريين الذين خرجوا من بلادهم بحثا عن ملجأ في تركيا او لبنان او احدى الدول الاوروبية ولا سيما فرنسا.

ويقول صبرا لوكالة فرانس برس في بيته في باريس الذي حط فيه رحاله بعد رحلة الهروب من سوريا quot;في بعض الاحيان يبدو المجلس الوطني السوري مصابا بالشلل، انه يخطو ببطء مقارنة مع مسار الاحداث في سورياquot;.

ويضيف quot;نحن بحاجة الى مزيد من السرعة في ردات الفعل، والى دعم للمجلس الوطنيquot;، مشيرا الى حاجة الشعب السوري الماسة الى quot;الغذاء والدواءquot;.

ويرأس المجلس الوطني السوري الاكاديمي برهان غليون الذي تنتهي ولايته في منتصف شباط/فبراير المقبل، ويعتبر جورج صبرا من ابرز الشخصيات المرشحة لخلافته في رئاسة هذا المجلس الذي يضم غالبية اطراف المعارضة السورية.

ويأسف صبرا لغياب التنسيق وتنافر الاصوات الذي يعتري المجلس احيانا، ويقول quot;هناك الكثير من الاشخاص (في المجلس) يدلون بتصريحاتquot;، معتبرا ان quot;مسؤولية الادلاء بتصريحات يجب ان تكون من اختصاص اشخاص محددينquot;.

وهو يرى ان المجلس الوطني نجح على المستوى السياسي، لكن quot;في ما يختص بالمال، ومساعدة المدنيين، هناك فشلquot;.

وفيما يصر المتظاهرون المعارضون في سوريا على طلب الحماية الدولية، يحرص المجلس الوطني السوري منذ تأسيسه في الخريف الماضي، على عدم التطرق الى مسألة طلب تدخل اجنبي في البلاد.

ويقول صبرا quot;علينا ان نأخذ قرارا واضحا، السوريون يحتاجون الى حماية من القصف، ومن اعمال القتل اليوميةquot;.

وبحسب تقديرات الامم المتحدة، قتل في سوريا اكثر من خمسة الاف شخص منذ انطلاق الحركة الاحتجاجية ضد نظام الرئيس بشار الاسد في اذار/مارس 2011.

ويقول صبرا quot;واجبنا ان نجد الوسائل والطرقquot; الكفيلة بحماية المدنيين.

ويضيف quot;الامم المتحدة هي مكان جيد لمناقشة هذا الامر، لا سيما بعدما قررت جامعة الدول العربية رفع خطتها الاخيرة الى مجلس الامنquot;.

وصرح الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي الخميس انه سيتوجه مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم الى نيويورك السبت لعقد اجتماع مع اعضاء مجلس الامن وطلب quot;مصادقتهquot; على المبادرة العربية الجديدة لانهاء الازمة السورية.

ويشير صبرا الى وجود تباينات بين المجلس الوطني وquot;الجيش السوري الحرquot; المنشق عن الجيش السوري النظامي والذي يكتسب قوة متنامية على الارض.

ويقول quot;ينبغي القيام بمزيد من التنسيقquot; بين الطرفين، داعيا الى انشاء quot;مجلس عسكريquot; لهذا الغرض.

وصبرا، وهو معارض شيوعي من عائلة سورية مسيحية، دخل الى السجن مرات عدة، كان اولها في عهد الرئيس الراحل حافظ الاسد وامضى حينها ثمانية اعوام وراء القضبان على خلفية نشاطه السياسي.

وبعد اندلاع الاحتجاجات في سوريا في منتصف اذار/مارس الماضي دخل صبرا الى السجن مرتين بسبب مشاركته في التظاهرات، فامضى في المرة الاولى شهرا واحدا في السجن وفي المرة الثانية شهرين، قبل ان يفرج عنه في التاسع عشر من ايلول/سبتمبر الماضي ليعود بعد ذلك الى حياة النشاط السياسي السري على غرار الايام التي امضاها في شبابه في عهد حافظ الاسد.

ويقول quot;كان النشاط السري اصعب في العام 1985، هذه المرة لم اغير مخبئي سوى مرتين خلال شهرين، حتى اني اقمت في مكان لا يبعد اكثر من خمسين مترا عن احد المراكز الامنيةquot;.

ويوضح ان quot;هذه هي المرة الاولى التي اغادر فيها البلاد منذ رحلتي الى الولايات المتحدة في العام 1978quot;، مشيرا الى ان السلطات عمدت الى مصادرة جواز السفر الخاص به.

وحول ترشحه الى منصب رئاسة المجلس الوطني يقول quot;+كل الناس+ سيرشحون انفسهم، لكن الاوفر حظا هو من يقدر على التوفيق بين كل الاتجاهاتquot;.

ويضيف quot;اعتقد ان الاخوان المسلمين قد يوافقون علي، ولا اظن ان هناك مشكلة بسبب كوني مسيحياquot;.