كانو: تعرضت مفوضية للشرطة لاطلاق نار مساء الجمعة في كانو (شمال نيجيريا) حيث الخشية من استئناف اعمال العنف لا تزال قوية بعد تهديد الزعيم المفترض لمجموعة بوكو حرام الاسلامية بشن هجمات جديدة في نيجيريا.

واطلق بضعة اشخاص النار مساء الجمعة على مفوضية للشرطة في مدينة كانو شمال نيجيريا، واصابوا اثنين من عناصر الشرطة بجروح خطرة، كما ذكر شهود.

وقال احد سكان حي مندواري القريب من قصر امير كانو الذي يمثل السلطة التقليدية الراسخة في هذه المدينة الواقعة شمال نيجيريا، ان quot;مسلحين وصلوا على متن دراجة نارية وسيارة رباعية الدفع واطلقوا النار على المفوضية. واستمر ذلك اكثر من خمس دقائق. وظهر شرطيان في بركة من الدمquot;.

وتشهد كانو منذ اسبوع موجة من اعمال العنف والهجمات التي تعلن حركة بوكو حرام الاسلامية مسؤوليتها عنها.

والجمعة كانت قوات الامن تقوم بعمليات بحث عن مهندس الماني خطف الخميس بالقرب من مدينة كانو الكبيرة في الشمال.

وفي شريط مسجل بث الجمعة على يوتيوب، اعلن ابو بكر شيكو ايضا مسؤوليته عن مجموعة من الهجمات الكبيرة التي اغرقت كانو في الفوضى في 20 كانون الثاني/يناير واسفرت عن 185 قتيلا على الاقل عندما القى مهاجمون قنابل واطلقوا النار على مراكز للشرطة.

وقال شيكو في الرسالة الصوتية التي لم تتأكد صحتها على الفور quot;نحن مسؤولونquot; عن تلك الهجمات.

واضاف الصوت الذي رافقته صورة لشيكو، quot;لقد هاجمنا مراكز الامن لان اعضاء من جماعتنا اعتقلوا وتعرضوا للتعذيبquot;.

وصعدت بوكو حرام منذ اشهر الاعتداءات التي ازدادت عنفا واستهدفت مقر الامم المتحدة وكنائس وحانات والجيش والشرطة ورموزا اخرى للسلطة. واخفقت السلطات حتى الان في انهاء دورة العنف هذه، وحذر ابو بكر شيكو من احتمال استهداف مدارس وجامعات.

واضاف الشريط ان quot;جنودا شنوا هجمات ضد مدارس اسلامية في مايدوغوري (شمال) واهانوا القرآن. يجب ان يعرفوا ان لديهم هم ايضا مدارس ابتدائية وثانوية وجامعات ايضا، ويمكننا مهاجمتها كذلكquot;.

وقالت بوكو حرام ايضا انها تريد اقامة دولة اسلامية في شمال نيجيريا الذي تقطنه اكثرية من المسلمين، فيما يشكل المسيحيون الاكثرية في الجنوب.

ورفض نائب الرئيس النيجيري نمادي سامبو الذي عقد اجتماعا طويلا مساء الخميس مع حكام الولايات الشمالية التسع عشرة للاتحاد النيجيري، ان يكون النزاع نزاعا طائفيا.

وقال في ختام اللقاء quot;من الواضح جدا انه لا يوجد مشكلة دينية وصراع ديني في شمال نيجيرياquot;.

واتهم الزعيم المفترض لمجموعة بوكو حرام السلطات ايضا بقتل مدنيين خلال اعمال العنف الاخيرة في كانو، ثاني مدن نيجيريا.

وفيما تراجعت حدة التوتر قليلا الخميس في المدينة، وفتحت المتاجر المقفلة منذ 20 كانون الثاني/يناير، وقع انفجار جديد في موقف للحافلات اسفر عن خمسة جرحى كما ذكرت وسائل اعلام محلية.

وفي اليوم نفسه، خطف مهندس الماني يعمل مع شركة بناء نيجيرية.

وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال المتحدث باسم الشرطة مغاجي ماجيا ان الخاطفين اعتقلوا ادغار راوباخ quot;وكبلوه ووضعوه في الصندوق وفروا مسرعينquot;. وبدأت الشرطة فورا عمليات البحث عنه.

وتندر عمليات خطف الاجانب في شمال نيجيريا. وتعود العملية الاخيرة الى ايار/مايو 2011 لدى خطف ايطالي وبريطاني في الشمال الغربي. ولم يفرج عنهما بعد وظهرا في اشرطة فيديو يتبين منها ان الخاطفين ينتمون الى تنظيم القاعدة او مرتبطين به.

ولم تتوافر ادلة حتى الان عن تورط بوكو حرام في خطف المهندس الالماني. ولم تعلن المجموعة التي لا تعرف عنها معلومات كثيرة، مسؤوليتها حتى الان عن خطفه.

ويقدر البعض وجود علاقات بين هؤلاء الاسلاميين وتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي. لكن كثرا يقولون ان بوكو حرام هي محصلة المشاكل النيجيرية ولاسيما السياسية.

وقال دبلوماسي غربي في نيجيريا لوكالة فرانس برس quot;اعتقد انه يوجد دليل على صلاتquot; مع مجموعات متطرفة اجنبية، لكن لا يوجد تعاون فعلي.

من جهة اخرى، اكدت وزارة الخارجية الالمانية الجمعة خطف المهندس الالماني في نيجيريا. وقال متحدث باسم الوزارة لوكالة فرانس برس ان quot;الوضع الحالي يقودنا الى الانطلاق من مبدأ خطف احد الرعايا الالمانquot;. ولم يقدم مزيدا من الايضاحات.

من جهة ثانية، قتل مسلحون يعتقد انهم من اللصوص، 15 تاجرا كانوا عائدين مساء الخميس الى قريتهم بعد يوم امضوه في السوق بولاية زمفارا شمال نيجيريا.

وقال قائد شرطة ولاية زمفارا تمبراي يابو ان quot;مسلحين يعتقد انهم من اللصوص هاجموا التجار لدى وجودهم في مؤخر شاحنة واطلقوا النار عليهم. ثم وضعوا الجثث الاربع عشرة في الشاحنة واحرقوهاquot;. وقال ان احدهم بقي على قيد الحياة وتوفي في المستشفى.