شارك عبد المنعم زين الدين في المظاهرات الاحتجاجية السورية منذ انطلاقتها في ريف دمشق، من قطنا وقدسيا، وانتقل إلى مدينة حلب، ليجول على كبار علمائها في بداية الثورة، يحثهم على الانخراط في الثورة.


شكّل مع علماء جبل الزاوية quot;تجمع علماء الثورة السورية - جبل الزاويةquot;، وهو يترأس حاليًا هذا التجمع الذي يعمل على الأرض بمكاتب للدعوة والإغاثة والفتوى والقضاء وغير ذلك. يؤكد زين الدين أن الثوار والأهالي في المناطق المحررة دفعوا ثمنًا غاليًا لثورتهم، وما زالوا، لافتًا إلى أن التجمع أقام محكمة في جبل الزاوية، تعهد قادة ألوية الثوار بالاحتكام إليها والتسليم بأحكامها، لكف الأذى عن أي إنسان.

في ما يأتي نص الحوار:

ما كان نشاطك في ظل الثورة منذ بدايتها؟

بدأ نشاطي في الثورة السورية منذ انطلاقتها، في مرحلتها السلمية. شاركت في العديد من المظاهرات في قطنا وقدسيا بريف دمشق، وفي حلب وغيرها. قمت بزيارة إلى مجموعة من علماء مدينة حلب وحاورتهم في قضايا الثورة، وبينت لهم خطر تخاذلهم عن مواكبتها، وعاقبة تثبيطهم لهمم الناس. كما استثمرت وظيفتي خطيبًا في أحد مساجد ريف دمشق لفضح جرائم النظام وتحذير الناس من موالاته ومناصرته، وإن أخذ ذلك في كثير من الأحيان طابع التعريض لا التصريح. وشاركت في الأعمال الإغاثية، ما جعلني شخصًا غير مرغوب به عند أزلام النظام، وعرضني للتحقيق والاستجواب من جهات عدة، من وزارة الأوقاف ومن فرع أمن المنطقة بدمشق، ومن الفرقة الرابعة. آخر تهديد تعرضت له هو محاولة الفرقة الرابعة اغتيالي، فغادرت إلى المناطق المحررة بريف إدلب، واخترت منها منطقة جبل الزاوية، حيث شكلنا تجمعًا لعلماء الثورة السورية.

ما هي أهداف هذا التجمع؟ من يضم؟ وما دوره على الأرض؟

يضم تجمع علماء الثورة السورية مجموعة من الأئمة والخطباء والدعاة، موزعين على أكثر من أربعين قرية من قرى جبل الزاوية، إضافة إلى عدد من المثقفين. يهدف إلى مواكبة الحراك الثوري ودعمه، وتنظيم شؤون الناس في المنطقة المحررة من الناحية القضائية والدعوية والإغاثية. لا ينتمي هذا التجمع لأي حزب سياسي أو فصيل عسكري، يعمل أعضاؤه في مكتب الفتوى والقضاء الذي انبثقت عنه المحكمة الشرعية العليا في جبل الزاوية، ومكتب الدعوة والإرشاد الذي يوجه الناس ويوعيهم بأحكام الشرع الحنيف، ومكتب الإغاثة الذي ينظم شؤون استلام المعونات وتوزيعها على المحتاجين، ومكتب الإعلام والعلاقات العامة الذي يقوم بمهمة التواصل مع شرائح المجتمع المختلفة في هذه المنطقة.

الضريبة باهظة والعزيمة صلبة

كيف تصف الوضع الميداني في جبل الزاوية، هل نال القصف المتكرر من عزيمة الثوار ؟

الوضع الميداني في هذه المنطقة لا يختلف عن أي منطقة ثائرة، فهو ينال حظه من وحشية النظام وجرائمه. القصف لا يهدأ على البلدات والقرى، وغارات الطيران لا تتوقف. دفع الأهالي ضريبة ثورتهم باهظة، تمثلت في هدم منازلهم ومتاجرهم، وتشريد الكثير من الأسر، غير أن ذلك لم ينل من عزيمة الثوار، بل ازدادوا تصميمًا على التضحية، يسطرون يوميًا أروع الأمثلة في الصمود الأسطوري.

نصح وإرشاد

ما هو دوركم في ضبط تصرفات الثوار، وهل تلقون استجابة لما تقدمونه من إرشادات في هذا المجال؟

شكلنا مكتبًا للدعوة والإرشاد لتوعية المدنيين والعسكريين بأحكام الشرع، وتنبيههم من المخالفات التي قد تحصل. نلقى تعاونًا واستجابة كبيرة من الثوار في تقبل ما نطرحه عليهم، لأنهم يمتلكون قاعدة أخلاقية أهلتهم ليكونوا الطليعة المقاتلة في وجه الظلم والطغيان. ولا شك في أن قيام المحكمة العليا يحد إلى درجة كبيرة من تجاوزات المدنيين والعسكريين.

ملتزمون بأحكام المحكمة

سمعنا عن محكمة شرعية أنشأها التجمع، كيف تمارس عملها، وما مدى الدعم الذي تحظى به من قبل الثوار؟

هذه المحكمة مستقلة عن التبعية لأي فصيل عسكري، تقوم عليها كوادر شرعية مختصة، كلهم من حملة الشهادات العليا في الشريعة. وقد نالت دعم كل الثوار في هذه المنطقة، حيث وقع على الالتزام بأحكامها ودعمها كل قادة الأولوية والكتائب الموجودة في جبل الزاوية، وهي تمارس عملها مستعينة بطرق منهجية في توثيق أقوال الخصوم، كما يعمل فيها عدد من المحامين المنشقين عن النظام.