ثمة أخبار لا تدخل العقل سواء من الباب أو النافذة... مثل أن مايك (الحديدي) تايسون صار امرأة... ومثل أن النساء اخترن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ ndash; اون laquo;الرجل الأكثر جاذبية جنسية في العالمraquo;... لكن بعض المحررين لا يتنبّهون!


لندن: laquo;لا، لم أتحول الى امرأة ولا رغبة لي في الانضمام الى صفوف الجنس اللطيفraquo;!
هذا ما صرح به الرجل الحديدي مايك تايسون بعد إشاعات سرت كالنار في الهشيم عبر مختلف مواقع الإنترنت في الآونة الأخيرة وقالت إنه أجرى عملية جراحية حولته الى امرأة. وقالت الصحف الغربية التي تداولت النبأ بنهم واضح ومبرر إنه يعود إلى موقع NewsBiscuit laquo;نيوز بيسكيتraquo; البريطاني الساخر والشهير بإطلاقه هذا النوع من الإشاعات المدهشة في شطحها. وكان هذا الموقع قد خرج على قرائه بالخبر الزائف تحت عنوان laquo;مايك تايسون يجري عملية جراحية لتغيير جنسهraquo;.

وقال الموقع إن الأطباء laquo;أكدوا أن العملية كانت ناجحة 100 في المائةraquo;. ومضى لينقل عن تايسون نفسه قوله: laquo;قد يعتقد العديد من الناس أن من الغرابة أن اتحول الى امرأة. ولكن، حتى في أوج شهرتي على الحلبة عندما كنت أفضل ملاكم في العالم بلا منازع، فلم أفقد اتصالي بالجانب الانثوي في وجداني... وكنت أعلم أن سأصبح في يوم من الأيام امرأة كاملة بثديين وفرجraquo;!

ودخل الموقع الفكاهي في تفاصيل أخرى مثل أن تايسون (46 عاما) أعلن بعد العملية الجراحية التي استغرقت 16 ساعة تغيير اسمه من laquo;مايكلraquo; الى laquo;ميشيلraquo;، وأيضا لقبه من laquo;مايك الحديديraquo; الى laquo;البتول الحديديةraquo;... وهكذا دواليك من تفاصيل أخرى عن مشاعر شخص نام رجلا واستيقظ امرأة.

ومع أن متصفحي الإنترنت العارفين يزورون موقع laquo;نيوز بيسكيتraquo; من أجل الترويح والابتسامة بسبب laquo;الأخبار البديلةraquo; التي يقدمها، وكلها من نسج الخيال بالطبع، فقد خُدعت صحف ومجلات مواقع إخبارية أخرى بالأمر كله ونقلت كما هو باعتباره laquo;قنبلة العام الإخباريةraquo;.

ومن هذه موقع laquo;سباي غاناraquo; الإخباري وصحيفة laquo;ذي ستانداردraquo; الزيمبابوية. وكان هذا بحد نفسه كافيا لنشر النبأ في عدد غير صغير من دول أفريقيا السوداء. وكان هذا رغم أن موقع laquo;زامبيا ووتش دوغraquo; الإخباري سارع الى سحب الخبر الذي نشره بعدما اتضح أنه مجرد نكتة أطلقها ذلك الموقع البريطاني الساخر.

ثم بلغ المدى الذي تداولت به مواقع الإنترنت في مختلف أنحاء العالم هذا الخبر حد أن تايسون نفسه اضطر لإصدار بيان نفى فيه أن يكون قد أصبح البتول الحديدية ميشيل. وقال فيه: laquo;مازلت رجلا ولم أتحول الى امرأة ولا نيّة لي في السير على هذا الطريق. هذه المزاعم تفتقر الى أي أساس من الصحة وتتسم بالغباء أيضا. فقد كنت حاضرا خلال لقاء باكوياو ndash; ماركيز على حلبة الملاكمة أمسية السبت، واعتقد أن الشك في رجولتي لم يخالط أي شخص عاقل رآني خلال تلك المناسبة سواء شخصيا أو على شاشات التلفزيونraquo;.

والذي لا شك فيه الآن هو أن قصة تحول مايك تايسون الى امرأة لن تكون الأخيرة في مجال الأخبار الكاذبة الشاطحة. ويبدو أن المنافسة وسط الصحف والمجلات والمواقع الإلكترونية من أجل اجتذاب الزبائن صارت تعمي بصر القائمين على شؤونها بالكامل أحيانا فيتراخون في توخي صحة النبأ من أساسه.

وربما كا المثال الأشهر في هذا الصدد هو ما نشره موقع laquo;ذي أونيونraquo; الأميركي الساخر في منتصف الشهر الماضي ويفيد أن الأميركيين - في أكبر استطلاع للرأي من نوعه - اختاروا الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ ndash; اون laquo;الرجل الأكثر جاذبية جنسية في العالمraquo;.
على أن صحيفة laquo;الشعبraquo;، لسان حال الحزب الشيوعي الصيني، خرجت على قرائها بالخبر نفسه وكأنه حقيقة فعلا. وخصصت للنبأ 55 صفحة بأكملها ونقلت كلمات laquo;ذي اونيونraquo; التي تقول: laquo;بوجهه المستدير ذي الوسامة القاتلة، وحسن طلعته الصبيانية، وقوام جسده القوي الصلد، فإن كيم جونغ - اون، رجل بيونغ يانغ القوي، هو الحلم الذي يراود جميلات العالم بأسرهraquo;.

وكما أوردت laquo;إيلافraquo; وقتها فعندما تنبّهت الصحيفة الصينية الى أن خبر laquo;ذي اونيونraquo; لم يكن أكثر من مزحة ساخرة، كانت أعدادها قد وصلت الى مئات الملايين من قرائها.