تقرير حول استغلال اختراقات علم الأعصاب لتطوير قدرات الجنود

أشار تقرير صادر عن الجمعية الملكية البريطانية إلى إمكانية استخدام الاختراقات الحاصلة في علم الأعصاب لتطوير أداء الجيش، وربط عقول الجنود بمنظومات الأسلحة وقراءة نشاط أدمغتهم. ويدعو التقرير الى القيام بمجهود جديد لتوعية علماء الاعصاب بمثل هذه الاستعمالات المزدوجة لنتائج عملهم.


لندن: اعلنت الجمعية الملكية البريطانية في تقرير جديد أن الجيش والأجهزة الأمنية يمكن أن تستخدم الاختراقات المتحققة في علم الأعصاب لرفع أداء منتسبيها وكفاءاتهم.

ويمكن ربط عقول الجنود مباشرة بمنظومات الأسلحة وقراءة نشاط أدمغتهم عن طريق التصوير الإشعاعي، خلال عملية التجنيد وإدخالهم في دورات تعتمد المحاكاة العصبية لرفع مستواهم التعليمي، إذا ما قررت القوات المسلحة توظيف احدث التطورات في علم الأعصاب للنهوض بأداء جنودها.

وترد هذه السيناريوهات في تقرير الجمعية الملكية عن استخدامات علم الاعصاب في الجيش والأجهزة الأمنية، الذي يسلط الضوء ايضا على جملة قضايا قانونية واخلاقية يمكن ان تثيرها هذه الابتكارات.

وقال تقرير الجمعية الملكية كما تُسمى اكاديمية العلوم الوطنية البريطانية، انه من المتوقع ان يعود التقدم المتسارع في علم الأعصاب بمنافع على المجتمع عموما، وان يسهم في تطوير علاج الأمراض العقلية ولكن له تطبيقات امنية كبيرة ايضا ينبغي تحليلها بدقة وتمعن.

كما يتوقع التقرير تطوير عقاقير جديدة ترفع مستوى الأداء وتشجع الأسرى على الكلام وتُنيم جنود العدو.

ونقلت صحيفة الغارديان عن رود فلور رئيس فريق الباحثين الذين اعدوا التقرير، أن تأثير علم الأعصاب سيكون اكبر في المستقبل منه الآن، مؤكدا إمكاناته الواسعة رغم قلة التطبيقات العملية حتى الآن.

وقال فلور إن كل الطفرات الى الأمام تبدأ بهذه الطريقة حيث تتكون افكار تتراكم شيئا فشيئا وفجأة يحدث تغير جذري.

ولاحظ اصحاب التقرير ان الاستعمالات العدائية لعلم الاعصاب والتكنولوجيات، ذات العلاقة جائزة تماما، ولكن العلماء لا ينتبهون الى الاستعمالات المزدوجة لأبحاثهم. ويدعو التقرير الى القيام بمجهود جديد لتوعية علماء الاعصاب بمثل هذه الاستعمالات المزدوجة لنتائج عملهم في وقت مبكر من حياتهم المهنية.

ويقترب الجيش من استخدام بعض التقنيات الشائعة في علم الاعصاب لتحسين تدريب الجنود والطيارين وغيرهم من منتسبي القوات المسلحة.

وتشير ابحاث متزايدة الى ان استخدام التحفيز العصبي بتمرير اشارات كهربائية ضعيفة عبر الجمجمة الى مناطق معينة من الدماغ، يمكن ان يحسن أداء الشخص في بعض المهمات، واشارت احدى الدراسات التي يتضمنها التقرير الى ان علماء الأعصاب الأميركيين استخدموا هذه الطريقة لتحسين القدرة على اكتشاف العبوات المزروعة على جانب الطريق، والقناصة، وغيرهم من المخاطر غير المرئية ببرنامج تدريب، يعتمد الواقع الافتراضي للجنود الأميركيين المتوجهين الى منطقة الشرق الأوسط.

واكد عالم الاعصاب فينس كلارك الذي شارك في هذه الدراسة ان الذين أُخضعوا لتقنية التحفيز العصبي بتمرير تيار ضعيف عبر مناطق معينة من الدماغ، أصبحوا أسرع في رصد الأهداف وتحديدها واكتشافها.

ومن السيناريوهات التي يتضمنها التقرير استخدام أجهزة لربط الدماغ مباشرة بالتكنولوجيا العسكرية، بما في ذلك الطائرات بدون طيار وغيرها من منظومات الأسلحة.

ويؤكد اصحاب التقرير المخاوف القانونية والأخلاقية المرتبطة باستخدام الجيش لهذه الأجهزة التي تسمى quot;تفاعل الدماغ والآلةquot;. وتساءل رئيس فريق الباحثين الذين اعدوا التقرير رود فلور quot;إذا كان الشخص هو الذي يتحكم بالطائرة دون طيار ويقصف الهدف الخطأ أو يقصف حفلة زفاف، من يكون المسؤول عن هذا العمل؟ الشخص أم جهاز تفاعل الدماغ والآلة؟quot;

وهناك استعمالات أخرى لعلم الأعصاب مثل تحسين الأداء في لعبة الغولف والرماية بالقوس والسهم، باستخدام الأقطاب الكهربائية لتسجيل موجات الدماغ عبر الجمجمة. وعمد الجيش الأميركي الى تطبيق هذه التقنيات للمساعدة في تحديد أهداف في صور الأقمار الاصطناعية فاتت على الشخص الذي يفحصها.

واشارت دراسات أخرى الى ان علم الاعصاب يمكن ان يساعد في تمييز المستعدين للاقدام على مخاطر عن صانعي القرار الأكثر تحفظا، وكذلك المساعدة في تقييم قدرة الأشخاص على المشاركة في عمليات لحفظ السلام أو الإنخراط في القوات الخاصة.