صحافيون يطلعون على سير الاستعدادات لمؤتمر القمة العربية. في الإطار: السفير قيس العزاوي

أكد مندوب العراق الدائم لدى الجامعة العربية في حديث مع quot;إيلافquot; أن جميع الدول العربية ستشارك في قمة بغداد المقبلة وأن 13 زعيماً عربياً سيحضر أعمالها فيما سينيب الاخرون من يمثلهم مشيراً إلى أن دعوة الرئيس الاسد مرهونة بقرار من الجامعة التي أكد التزام بلاده بقراراتها بتعليق عضوية سوريا فيها وقال إن القمة ستعيد العراق الى دوره العربي المحوري في المنطقة.


قال مندوب العراق الدائم لدى الجامعة العربية السفير قيس العزاوي في حديث مع quot;إيلافquot; من مقر الجامعة في القاهرة إن حجم المشاركة العربية في قمة بغداد التي ستعقد في 29 من الشهر المقبل وعلى الرغم من الاحداث الاستثنائية التي يمر بها العالم العربي ستكون كبيرة فهناك اكثر من 13 دولة عربية ستحضر بقادتها.

واوضح ان هذه مشاركة مهمة لأن قمة دمشق عام 2008 انعقدت بحضور تسعة قادة فقط.. واشار الى ان الدول الخليجية التي سيمثلها قادتها هي الكويت وقطر والامارات فيما ستحضر بقية الدول الخليجية بتمثيل تقرره هذه الدول استنادا الى اولوياتها.

وحول دعوة الرئيس السوري بشار الاسد للمشاركة في القمة أوضح ان العراق ملتزم بجميع قرارات مجلس الجامعة العربية ولن يخرج عن الاجماع العربي باي شكل في اشارة الى تعليق الجامعة لعضوية سوريا فيها.

وعن معلومات اشارت الى ان مكوث القادة العرب في بغداد لن يستغرق اكثر من ثلاث ساعات في يوم انعقاد القمة قال العزاوي ان القمة ستستمر لمدة ثلاثة ايام وليس ثلاث ساعات ففي السابع والعشرين من شهر آذار (مارس) المقبل سيعقد وزراء الاقتصاد والتجارة العرب اجتماعا في بغداد وفي اليوم التالي سيعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعا تحضيريا للقمة في بغداد ايضا فيما سيجتمع القادة العرب في التاسع والعشرين من الشهر نفسه.

واضاف quot;اما القول إن القادة العرب سيمكثون ثلاث ساعات لحضور الجلسة الافتتاحية والختامية للقمة فقط فهو ما يفعله القادة في كل مؤتمرات القمة وقد حضرت شخصيا خلال فترة عملي ثلاث قمم كان حضور القادة العرب فيها لمدة ساعات تغطي بالفعل الجلسة الافتتاحية والجلسة العملية والختامية فاين هي الغرابة في ذلك؟quot;.

وفي ما يخص مهمة البعثة الفنية للجامعة العربية التي يترأسها سمير سيف اليزن الامين العام المساعد للجامعة وتجري حاليا مباحثات مع المسؤولين العراقيين في بغداد فقد اشار السفير العزاوي الى انها ستقف على الترتيبات النهائية لانعقاد القمة وإكمال تجارب التحضيرات لها.

وتضم اللجنة 10 مسؤولين آخرين يتقدمهم السفير محمد الخمليشى الأمين العام المساعد للشؤون الإعلامية في مهمة للوقوف على آخر الترتيبات الإدارية والفنية والتنظيمية لعقد القمة العربية الثالثة والعشرين في بغداد. كما سيطلع الوفد خلال زيارته الحالية التي بدأت أمس الاثنين والتي تستمر ثلاثة أيام على الترتيبات التي أعدها العراق لتأمين إقامة الرؤساء والملوك والقادة العرب والصحافيين وغيرها من الترتيبات التنظيمية النهائية.. كما سيقدم طلبات الجامعة العربية الخاصة بالأمور اللوجيستية والترتيبات الفنية الأخرى.

وقال العزاوي ان مهمة هذه البعثة ستكون مكملة لتلك التي قامت بها بعثة اخرى تضم 13 عضوا برئاسة احمد بن حلي الامين العام المساعد للجامعة والتي زارت العراق نهاية الشهر الماضي واطلعت على الاستعدادات العراقية لاحتضان هذه القمة التي ستكون الثالثة والعشرين في سلسلة القمم التي تعقدها الجامعة.

واوضح ان بن حلي اكد في تقرير قدمه الى وزراء الخارجية العرب لدى اجتماعهم في القاهرة في الحادي عشر من الشهر الحالي أن العراق قد اكمل نهائيا كل الاستعدادات لاستقبال القمة التي ستكون من افضل القمم تحضيرا واعدادا بحسب تقريره.

وعمّا يعول عليه العراق من انعقاد القمة العربية على اراضيه اشار العزاوي الى ان لاحتضان العراق لهذه القمة أهمية كبرى وخاصة ان كان قد جرى تهميشه عن الساحة العربية منذ احتلال الرئيس السابق صدام حسين للكويت عام 1990 حيث استمر هذا التهميش لاكثر من عقد ونصف العقد من الزمان ولذلك فإن عودة العراق لرئاسة القمة ستؤكد استرجاع مكانته العربية المرموقة على الساحتين العربية والدولية ليكون العضو الفاعل في الجامعة والقادر على تطويرها وجعلها الاطار المؤسسي لتكامل الدول العربية والموجه الاساس للعمل العربي المشترك باعتباره أحد المؤسسين لها.

وحول تأثير التدخلات الخارجية على اوضاع العراق الحالية شدد السفير العراقي لدى الجامعة العربية على ان معظم مشاكل العراق الامنية والسياسية نابعة من هذه التدخلات بالفعل.. لكنه قال ان العراق بدأ يتعافى من هذه التدخلات وتمكن بإرادة وطنية كبرى ان يفرض مصالحه الوطنية على كل المصالح الاخرى بحيث اصبحت قرارات العراق الوطنية والعربية حرة اكثر من اي وقت مضى لانها تنبع من سيادية عالية ومتحررة من كل القيود التي يمكن ان يفرضها الاخرون.

وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قد اعرب السبت الماضي عن امله في ان يحضر الرئيس السوري بشار الاسد او من يمثله القمة العربية المقبلة في بغداد الا انه شدد على ان العراق سيلتزم بقرار الجامعة العربية حيال مسألة الحضور هذه. وقال في مقابلة مسجلة مع قناة quot;الرشيدquot; العراقية quot;نحن نسأل الجامعة العربية هل قرارها بتعليق مشاركة سوريا هو فقط في اجتماعات الجامعة ام على مستوى القمة ايضاquot;. واضاف quot;اذا كان فقط على مستوى المندوبين في الجامعة فنأمل حضور سوريا القمة سواء اكان على مستوى رئيس الجمهورية او من يمثلهquot;.

واستدرك المالكي قائلا quot;اما اذا كان القرار يقضي بتعليق كل المشاركات فنحن جزء من الجامعة العربيةquot;. واضاف quot;نفضل ان تكون هناك مشاركة لانها تفتح صفحة للحوار بعيدا عن التدخل وعن اثارة اجواء طائفية وحيث ان لا مصلحة لاحد في ان يتدهور الوضع اكثر في سورياquot;.

وكانت الجامعة العربية علقت مشاركة سوريا في اجتماعاتها على خلفية قمع الحركة الاحتجاجية المستمرة في سوريا منذ منتصف اذار (مارس) الماضي والتي قتل فيها لحد الان اكثر من ستة الاف شخص بحسب ناشطين.

وسبق ان تحفظ العراق الذي يتقاسم مع سوريا حدودا بطول 600 كلم عن قرار تعليق المشاركة السورية في اجتماعات الجامعة العربية، وعن قرار فرض عقوبات اقتصادية عليها. ومع ذلك، فان العراق لم يبد تحفظا عن القرارات الاخيرة للجامعة المتصلة بتشكيل قوة عربية دولية مشتركة يتم نشرها في سوريا وتقديم الدعم quot;السياسي والماديquot; للمعارضة السورية. وتحدث المالكي خلال المقابلة عن مستوى المشاركة في القمة العربية في بغداد وقال ان quot;كل الدول العربية اكدت الحضور كدول ولكننا سمعنا من الجامعة العربية ان 13 زعيم دولة سيحضرون فيما ان باقي الدول ستكون ممثلة على مستوى رئاسة الوزراء او وزراء الخارجيةquot;.

وتابع quot;نتمنى ان يحضر اكبر عدد من القادة، ونتمنى ان تجري مناقشة العقد في العالم العربيquot;. واعتبر ان التركيز يجب ان يكون على quot;الربيع العربي والى اين تمضي هذه المجموعة العربية في ظل ازدحام الشارع الدوليquot; مضيفا quot;علينا تحديد موقف العرب والى اين يتجهون لان العرب لا يدرون الى اينquot;. وحذر المالكي من ان العرب يتجهون نحو quot;مراحل صعبة جدا وتحديات كبيرة جدا، وبالذات في هذه المنطقة لانها اصبحت منطقة للاستقطابات الطائفيةquot;. واعتبر ان quot;الطموح ليس ان يلتقي الناس ويقولوا مرحبا، بل اننا نحتاح لان نناقش وجهتنا فنحن نسير نحو انظمة جديدة اكثر انفتاحا الا انه يخشى الا يستقر الربيع العربي وتبقى ازمات في هذه الدولquot;.

وقال المالكي quot;نخشى ان تضعفquot; الكيانات العربية quot;الى الحد الذي تتحكم بها ارادات دول اخرى وما اخشاه وأراه قد يحصل لا سمح الله هو الاستقطاب الطائفي فهناك بوادر له واحذر منهquot;. وشدد على ان العراق الذي شهد بين العامين 2005 و2007 حربا طائفية بين السنة والشيعة قتل فيها الآلاف quot;يرفض ان يكون جزءا من هذا الاستقطاب لكن بعض الجماعات قد تجبر على ذلك لان الحريق لا يقف عند حدquot;.

يذكر أن العراق استضاف القمة العربية لمرتين الاولى بدورتها التاسعة عام 1978 والتي تقرر خلالها مقاطعة الشركات والمؤسسات العاملة في مصر التي تتعامل مباشرة مع إسرائيل وعدم الموافقة على اتفاقية كامب ديفيد... والثانية بدورتها الثانية عشرة عام 1990 والتي شهدت خلافات كبيرة بين العراق ودولتي الكويت والإمارات العربية المتحدة وتبعها احتلال العراق للكويت واندلاع حرب الخليج الثانية عام 1991.

وكانت القمة العربية الاخيرة التي انعقدت في ليبيا في اذار (مارس) عام 2010 قد اتخذت قرارا بعقد القمة المقبلة في العراق على الرغم من ان البروتوكول المعمول به في الجامعة العربية يقر باستضافة مؤتمرات القمة بحسب الترتيب الابجدي حيث كان من المفترض عقد القمة السابقة في بغداد طبقا لهذه القاعدة الا انها عقدت في مدينة سرت الليبية بسبب المخاوف الامنية في العراق الذي تنازل عن استضافة تلك القمة لليبيا.