امتنعت سارة بيلين، حاكمة الاسكا السابقة ومرشحة الجمهوريين الأميركيين لنائب الرئيس في الانتخابات الرئاسة الأخيرة، عن التعاون مع منتجي فيلم عن صعودها السياسي السريع لأنه يظهر، بين أشياء أخرى، جهلها التام بما يدور حولها في العالم.


الممثلة جوليان مور (اليمين) تؤدي دور سارة بيلين

لندن: سارة بيلين، حاكمة ألاسكا ومرشحة الجمهوريين لمنصب نائب الرئيس مع جون ماكين في الانتخابات الأميركية السابقة، كانت تعتقد أن الملكة اليزابيث الثانية، هي التي أمرت بإرسال القوات البريطانية الى العراق، وليس رئيس الوزراء (توني بلير وقتها).

هذا أحد الجوانب التي يكشف عنها فيلم وثائقي - درامي عن سيرة حياتها وصعودها الصاروخي الى بعض أعلى قمم السياسة الأميركية (وهبوطها الذي لا يقل سرعة عنه).

ووفقاً للفيلم، كان جهلها بالشؤون الدولية عامة مصدر قلق عظيم لجون ماكين الذي أمر معاونيه في حملته الرئاسية بإخضاعها لفترة تدريبية مكثفة تعالج هذا النقص المريع والعواقب المحرجة في حال فوزه ودخولها معه البيت الأبيض كنائب له.

وخلال هذه الفترة التدريبية، التي أشرف عليها ستيف شميت وهو أحد أقرب مستشاري ماكين، سئلت بيلين عما يمكن أن تفعله إذا بدأت بريطانيا تتزحزح عن موقفها الصلب إزاء المشاركة في حرب العراق.

فردت quot;سأكثف الحوار مع الملكة بغرض إقناعها بمواصلة الوقوف الى جانبناquot;.

وكشف هذا جهلها بأن الملكة لا تحكم ولا تتدخل في السياسة البريطانية بكبيرة أو صغيرة وأن القرار كله بيد مجلس الوزراء ورئيسه.

ويذكر أن بيلين كانت مجهولة تماما على الساحة الدولية ومجهولة في معظم أنحاء الولايات المتحدة نفسها قبل أن يختارها ماكين لتخوض الحملة الرئاسية معه.

وكان سبب اختياره لها هو أنها quot;ذات شعبية كبيرة (في ألاسكا) ومثال السياسي الشعبوي المرشح لتعبئة اليمين الجمهوري الأميركيquot; وراء مطامحه الرئاسية.

وتكشف جهل بيلين المريع بالشؤون الدولية اثناء إجراء البحوث السابقة لكتابة سيناريو الفيلم التوثيقي - الدرامي عن حياتها السياسية، وهو بعنوان Game Change quot;تغيير أصول اللعبةquot; ومن انتاج شبكة التلفزيون الأميركية HBO quot;إتش بي اوquot;، ويبني الفيلم أحداثه على كتاب أصدره صحافيان اميركيان عن حملات الانتخابات الرئاسية في 2008.

والفيلم سرد درامي لوقائع الكتاب الحقيقية وتقوم بدور بيلين فيه الممثلة جوليان مور.

و قام منتجوه ببحوث إضافية واسعة النطاق شملت لقاءات مع اولئك الذين ساهموا بشكل أو آخر في حملة ماكين وغيرهم.

وقالت quot;لوس انجليس تايمزquot; إن بيلين نفسها رفضت التعاون مع منتجي الفيلم quot;بسبب الأشياء المحرجة التي ترد فيهquot;.

لكن متحدثا باسم حاكمة ألاسكا السابقة (2006 - 2009) وأول امرأة تنال شرف ترشيح الحزب الجمهوري لها الى منصب نائب الرئيس، قال للصحيفة نفسها إن الفيلم quot;لوى عنق الحقيقة وذراعيها ليقدم قصة مختلقة في العديد من أجزائها سعيا لاجتذاب المشاهدينquot;.

على أن المعروف أن بيلين ارتكبت أخطاء محرجة عديدة في فترة الأشهر الثلاثة التي أمضتتها في الحملة الانتخابية تلك، ومعروف أيضاً أن هذا حدا بفريق ماكين لإخضاعها لدروس في التاريخ بدءً من الحرب الأهلية الاسبانية إلى الأبعاد الدولية للهجوم على الولايات المتحدة في 9/11.

وقال هذا الفريق إنها بدأت هذا المشوار بحماسة عالية لكنها سرعان ما ابدت ضجرها وبدت كمن لا تهمه الأمور إذا صارت على مبعدة شبر واحد من الحدود الأميركية.

ورغم ان طموح بيلين الى المكتب العالي انتهى مع هزيمة ماكين على يد باراك اوباما، تجددت حظوظها مع ظهور جناح quot;حفلة الشايquot; الجمهوري المتشدد.

وساد اعتقاد في فترة ما أنها قد تسعى لترشيح الجمهوريين الى الرئاسة نفسها،لكنها اعلنت انسحابها من المعترك السياسي ولا ترى هذه الأيام الا معلقة سياسية على شاشة تلفريون quot;فوكس نيوزquot; الإخباري.