جاء دور الانعقاد الجديد الذي أقيم يوم أمس للكونغرس الأميركي في ظل المواجهات المالية التي تلوح بالأفق ليجعل الأعضاء الجدد يجهزون أنفسهم لنوعية المعارك نفسها والخلافات المثيرة للانقسام التي كانت حاصلة في آخر دور انعقاد للكونغرس.


أشرف أبوجلالة من القاهرة: بدت بوادر الخلاف واضحة في صفوف الحزب الجمهوري في الوقت الذي صوّت فيه 9 جمهوريين لمصلحة شخص آخر غير النائب جون بوينر ليكون رئيساً لمجلس النواب.

وهي الخطوة التي جاءت لتلقي الضوء على التحديات التي تنتظر بوينر بعد أيام من اختلاف 151 زميلا له في الحزب بخصوص تشريع لمنع زيادة الضرائب لمعظم الأميركيين.

رأت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية أن نضال بوينر المتواصل لتوحيد حزبه يشكل أحد خطوط المؤامرة التي يواجهها الكونغرس رقم 113 في وقت سيخوض فيه النواب ما يتوقع أن تكون مناوشة شرسة أخرى بشأن تكلفة وحجم الحكومة الاتحادية.

وسيشهد دور الانعقاد الجديد للكونغرس مواجهات صعبة بخصوص التصويت على حد الاقتراض الحكومي، وكذلك التدابير الخاصة بالتعامل مع تخفيضات الإنفاق، المقررة أن تدخل حيز التنفيذ في الأول من آذار/ مارس المقبل، ومشروع قانون إنفاق موقت لتمويل الحكومة الفيدرالية، التي ستنقضي في أواخر شهر آذار/ مارس المقبل.

نوهت الصحيفة بوجود 82 عضواً جديداً في مجلس النواب و13 عضواً جديداً في مجلس الشيوخ من بين الذين أقسموا اليمين بعد ظهر يوم أمس الخميس. وسبق للرئيس أوباما أن أكد أنه لن يتفاوض مع الكونغرس بشأن حدّ الاقتراض القانوني للبلاد، لكن الجمهوريين يعتقدون أن بمقدورهم أن يطلبوا ويفوزوا بتخفيضات الإنفاق.

وقال النائب الجمهوري بول ريان في مقابلة إذاعية أجريت معه قبل أيام quot;لدينا عدد محدود للغاية من مواطن النفوذ التي يمكننا استغلالها لكوننا أقلية الحكومة المنقسمةquot;.

ومضت صحيفة وول ستريت جورنال تقول إن الكونغرس المقبل سوف يشهد على الأرجح الانقسامات نفسها التي تركت الكونغرس الأخير في حالة من الجمود. وعلق النائب الجمهوري، مات سالمون، على العلاقة بين الكونغرس الأخير والبيت الأبيض بقوله quot;يشبه الأمر أكثر العائلات اختلالاً التي شاهدتها. وكم هو أمر محبط للغاية ألا نتمكن في ما بين بعضنا البعض من تنحية بعض من خلافاتنا الحزبية جانباًquot;.

في الوقت نفسه، أشارت الصحيفة إلى أن أولويات سالمون، المتمثلة في التعهد بعدم رفع الضرائب على سبيل المثال، سوف تصعب من احتمالات التوصل إلى تسوية.

وإلى جانب احتمالات المعارك السياسية، أوضحت الصحيفة أن دور الانعقاد الذي أقيم يوم أمس شهد كذلك حفلاً تم تخصيصه للترحيب بمجموعة من النواب الجدد. كما رحّبت زعيمة الأقلية في مجلس النواب، نانسي بيلوسي، بالنائبات الديمقراطيات في مجلس النواب.

وبادر بعض النواب الجمهوريين بتجاوز معارك الميزانية التي تلوح بالأفق، وصبّوا تركيزهم بدلاً من ذلك على التصدي لإصلاح الضرائب وغيرها من الأولويات التشريعية.