بيروت: شن الطيران الحربي السوري غارة جوية على مطار عسكري في شمال غرب سوريا كان مقاتلو المعارضة سيطروا على اجزاء واسعة منه الاربعاء وواصلوا تقدمهم فيه اليوم الخميس، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال المرصد في بيان اليوم quot;نفذت طائرة حربية غارة جوية على مطار تفتناز العسكري في محافظة ادلب الذي اقتحمه مقاتلون من جبهة النصرة واحرار الشام والطليعة الاسلامية وكتائب اخرى امس الاربعاءquot; بعد حصار استمر اياما.

واوضح المرصد ان quot;اشتباكات عنيفةquot; تدور بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب المذكورة داخل المطار quot;الذي سيطر المقاتلون يوم امس على اكثر من نصف مساحتهquot;. وتتركز الاشتباكات quot;في محيط المباني الرئيسة ومستودع الاسلحةquot;، تزامنا مع قصف للطيران الحربي والمروحي quot;يستهدف المطار والمناطق المحيطة وبلدة تفتنازquot;.

وافاد المرصد ان المقاتلين quot;سيطروا اليوم على مستودع للاسلحة واسروا 13 عنصرا من القوات النظامية بينهم ضابط (...) ومعلومات عن وجود 11 اسيرا من المسلحين الموالين للنظامquot;.

واشار المرصد الى ان المطار يحوي quot;ما بين 16 الى 20 طائرة حوامة غير صالحة للطيران، اذ ان قسما منها اصيب خلال الاشتباكات قبل ايام، والقسم الآخر معطلquot;. وفي ريف دمشق، اغار الطيران الحربي على بلدة المليحة والغوطة الشرقية، في حين دارت اشتباكات في منطقة السيدة زينب، في ضاحية دمشق.

وتشن القوات النظامية منذ فترة عمليات واسعة في محيط دمشق للسيطرة على معاقل للمقاتلين المعارضين. وافادت صحيفة quot;الوطنquot; المقربة من النظام اليوم ان الجيش quot;واصل تقدمه على محاور دمشق كافة، مكثفا عملياته العسكرية على جميع الجبهات رغم الظروف المناخية الصعبةquot;.

وكان مصدر عسكري سوري افاد فرانس برس الاربعاء ان نحو 4500 مقاتل ما زالوا متواجدين في محيط دمشق، منهم 150 من quot;جبهة النصرةquot; الاسلامية في مدينة داريا.

من جهة اخرى، افاد المرصد عن quot;انباء عن العثور على جثامين 12 رجلا في منطقة البحوث العلمية في ريف حلبquot;، كما quot;ابلغت السلطات السورية ذوي 16 مواطنا بالقدوم الى مشفى حمص (وسط) العسكري من اجل استلام جثامينهمquot;.

واوضح المرصد انه تم العثور على الجثث quot;في الاراضي الواقعة بين بلدة الشين وقرية المتعارض في ريف حمص الغربيquot;. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع فرانس برس ان المنطقة quot;تشهد باستمرار عمليات خطفquot;.

وادت اعمال العنف الى مقتل 57 شخصا الاربعاء، بحسب المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له ويقول انه يعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في مختلف المناطق السورية. وقتل اكثر من 60 الف شخص جراء النزاع السوري المستمر منذ 21 شهرا، بحسب ارقام الامم المتحدة.

اطباء بلا حدود quot;لاحظت كثافة عمليات القصفquot; في سوريا
سيسيل اصلانيان مسؤولة مشروع منظمة اطباء بلا حدود والتي امضت لحسابها ثلاثة اشهر في العمل على اقامة مستشفى ميداني ثالث في شمال سوريا حيث لا يزال نظام الرئيس السوري بشار الاسد يرفض اي مساعدة انسانية للسكان.

س: ما هو الوضع العام في المنطقة التي قمت بزيارتها في شمال ادلب؟

ج: quot;هناك تضامن محلي حقيقي بين السكان، لا يمكننا الكلام عن مجاعة. لكن عددا كبيرا من العائلات لاجئون، وفقدوا منازلهم في عمليات القصف او فقدوا المعيل العائلي عندما قتل الاب. وهناك عدد لا يحصى من مشاكل الامدادات بالمنتجات الاساسية من مياه وغذاء ووقود التدفئة، الامر معقد جدا. القليل من الاشخاص ينامون في الشارع وفي هذا ايضا اشارة الى التضامن المحليquot;.

س: ماذا عن المعارك؟

ج: quot;ذهبنا الى عدة بلدات ومدن وقرى. وعمليات قصف الجيش عشوائية بالكامل. في بعض الاماكن، هناك اطلاق قذائف الهاون بشكل يومي واحيانا في ساعات محددة. هذا امر يومي، من دون تمييز بالكامل، تسقط هذه القذائف على مدارس ومخابز ومساكن وفي الشارع... ان ما لاحظناه اخيرا هو ايضا كثافة عمليات القصف ولا سيما خلال الايام التي تشهد طقسا جميلا (...) نسمع انطلاق قذيفة الهاون وبعد ثوان تسقط. حصل ان سقطت عشرون قذيفة هاون في عشر ساعات بعض الايام. القذيفة تصدر صوتا ثم استراحة من ثلاثين دقيقة الى ساعة ثم تعود فتسقط قذيفة اخرى. (...) نشعر ان الناس ترهن حياتها وفقا لذلكquot;.


س: هل اجريتم في منظمة اطباء بلا حدود فحوصا لاشخاص اصيبوا باسلحة كيميائية؟

ج: لم نلاحظ حالات مشبوهة في منطقتنا. المرضى الذين نستقبلهم مصابون فعلا بجروح حرب وجروح نتيجة شظايا (قذائف) والرصاص واشخاص سحقتهم جدران منهارة والكثير من الكسور... (...) ليس هناك اساسا اي تنظيم، والوقت الذي يتطلبه نقل المرضى الى مستشفى مجهز طويل جدا. وفي المناطق الاكثر خطورة، هناك استهداف محدد لمستشفيات بالقصف. فقد اخليت كلها تقريبا لتعيد استقبال المرضى في طوابق تحت الارض (بعيدا عن القنابل)، وتقوم بتغيير مكانها باستمرار. هناك مدارس تؤوي لاجئين، باختصار حيث يمكن الحاق اكبر قدر ممكن من الاضرارquot;.