laquo;مبادرة الدفاع عن الحرية الأميركيةraquo; جماعة آلت على نفسها الهجوم الدعائي على الإسلام والمسلمين خلال حملة بدأتها خريف العام الماضي. وها هي تعود مجددا لتغرق شبكة الأنفاق في نيويورك في بحر آخر من ملصقات الكراهية الدينية.


تشهد شبكة أنفاق المترو في نيويورك هذه الأيام تجدد حملة ملصقات إعلامية معادية للإسلام اشتدّ عودها منذ بداية هذا العام الجديد. الحملة تقف وراءها جماعة laquo;مبادرة الدفاع عن الحرية الأميركيةraquo; المحافظة التي آلت على نفسها مهاجمة الإسلام وأتباعه وأثارت عاصفة سياسية وقانونية عندما بدأت حملتها الأولى في سبتمبر / ايلول من العام الماضي.

ووفقا للتقارير التي أوردتها الصحافة الأميركية فقد اشترت هذه الجماعة مساحات إعلانية في 39 محطة في شبكة مترو الأنفاق المنتشرة على طول المدينة وعرضها. وأبرز هذه ما يلاقيه المسافرون وهم يتطلعون الى الساعات الحائطية، وعددها 228. فيرون صورا فوتوغرافية للنيران وهي تلتهم برجي مركز التجارة العالمي خلال هجمات 9/11. وتحمل هذه الصور الآية القرآنية laquo;سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعبraquo;.

ووجدت جماعة مبادرة الدفاع الشهرة خصوصا عبر حملاتها الدعائية المعادية للإسلام والمسلمين. وكانت حملتها السابقة في سبتمبر الماضي ترتكز على مفهوم أن المسلم الأصولي laquo;إنسان متوحشraquo;. وعلقت ملصقات تقول: laquo;في أي حرب بين الإنسان المتحضر والمتوحش، قف الى جانب المتحضرraquo;.

ورغم أن سلطات المواصلات في نيويورك رفضت الملصقات من حيث المبدأ باعتبارها تحريضية، فقد نجحت جماعة مبادرة الدفاع في استخراج أمر قضائي يجبر السلطات على قبولها، بعدما استندت في دعواها الى مبدأ laquo;حرية التعبيرraquo;. ووقتها علقت الجماعة ملصقاتها في 10 محطات في شبكة المترو. لكن الناطقة باسمها، باميلا جيلير، شكت من أن هذه الملصقات تعرضت للتشويه والتمزيق خلال ساعة واحدة من تعليقها. واعتقلت الشرطة أميركيا مصريا بينما كان يرش أحدها بطلاء بخّاخ.

ولم تقتصر تلك الحملة على مترو الأنفاق في نيويورك لأن ملصقات مبادرة الدفاع شوهدت أيضا في مواقف الحافلات العامة في واشنطن دي سي وشيكاغو وسان فرانسيسكو وبعض أجزاء فلوريدا. وفي واشنطن، على سبيل المثال، دعت الجماعة الجمهور إلى laquo;تأييد إسرائيل وإلحاق الهزيمة بالجهادraquo;.

وفي اكتوبر / تشرين الأول وجّهت شعبة الأمن الداخلي في وزارة الداخلية سلطات المواصلات في واشنطن بإزالة الملصقات laquo;لدواع أمنيةraquo;. لكن باميلا جيلير سارعت الى رفع دعوى قضائية قائلة إن كل هذه الإجراءات المضادة تنتهك حريتها في التعبير كما ينص عليها التعديل الأول في الدستور الأميركي.

ورغم ان القاضي وافق على أن الملصقات ربما حرّضت على الكراهية الدينية، فقد أمر بعدم إزالتها عملا بنصوص القانون. وفعلا علقت الملصقات لكن بعض أفراد الجمهور ردّوا عليها بتعليق الوريقات اللاصقة laquo;ستيكرزraquo; على الكلمات التي يعتبرونها جارحة.

ومن جهة أخرى واصلت جيلير حملتها فقالت في لقاء مع إذاعة laquo;دبليو سي بي إسraquo; إن انتصارات جماعة مبادرة الدفاع القضائية إنما هي انتصارات لحرية التعبير في أميركا. وقالت: laquo;لا أفهم السبب الذي يحدو بأي شخص للغضب إزاء الحقيقة. لكن، للأسف، هذا هو الزمان الذي نعيش فيه... هذا هو الزمان الذي صارت فيه الحقيقة تحريضا على الكراهية، وأصبح فيه قول الحقيقة عملا راديكالياraquo;.

وقالت سلطات المواصلات في نيويورك إن حملة ملصقات مترو الأنفاق مبادرة الدفاع ستستمر شهرا. لكنها سارعت - تحسبا لأي ردات فعل غاضبة ndash; الى طمأنة الجمهور الى أن هذا الإجراء يقتضيه القانون، وأن الآراء الواردة في أي من تلك الملصقات لا تعبّر عنها بأي شكل كان.