العلماء يرون مستقبل البشرية قاتمًا، بسبب تراجع الأمل بتنفيذ المعاهدات الدولية للحد من أسلحة الدمار الشامل، وبسبب الاحتباس الحراري المتزايد. وثبتوا عقارب ساعة الدينونة على خمس دقائق قبل منتصف الليل.
لندن: أكد لفيف من العلماء أن عقارب ساعة الدينونة سيئة الصيت ثابتة في مكانها، خمس دقائق قبل منتصف الليل، ايذانًا بقيام الساعة في العام 2013. كما وجّه هؤلاء العلماء، مصرّين على تنبؤهم بمستقبل قاتم للبشرية، رسالة مفتوحة إلى الرئيس الاميركي باراك اوباما، يحثونه فيها على التعاون مع زعماء العالم الآخرين للتحرك سريعًا بشأن الاحتباس الحراري.
ترمز ساعة الدينونة إلى الخطر الذي يهدد البشرية بدمار محدق، جراء الأسلحة النووية أو البيولوجية والتغيّر المناخي وكوارث أخرى من صنع الانسان.
وفي اطار عمل العلماء لتحديث ساعة الدينونة، درست نشرة العلماء الذريين تجميد الترسانات النووية في انحاء العالم، في عملية بطيئة وباهظة التكاليف لمعالجة الآثار الناجمة عن حوادث، كتسرب الإشعاع من مفاعل فوكوشيما في اليابان والتقلبات الجوية الحادة المرتبطة بارتفاع حرارة الأرض.
عام حار
قال العلماء في رسالتهم لأوباما: quot;كان العام 2012 أشد الأعوام حرارة في الولايات المتحدة، مصحوبًا بجفاف مدمر وعواصف ضارية، وهذه الحوادث التي اتسمت بأقصى درجات القسوة هي ما تتوقعه النماذج المناخية التي أعدها العلماء لأنواء مثقلة بالغازات المترتبة على ظاهرة الاحتباس الحراريquot;.
لكن الرسالة نوهت ببعض التقدم واثنت على اوباما لاتخاذه خطوات هدفها دفع البلاد على طريق أكثر عقلانية في قطاع الطاقةquot; ودعمه استخدام قوة الريح وغيرها من مصادر الطاقة المتجددة.
ونقلت قناة فوكس نيوز عن روبرت سوكولو، رئيس المجلس الذي يحدد موقع عقارب الساعة، قوله: quot;نحن نعلق آمالًا عريضة على الولاية الثانية للرئيس اوباما، كما فعلنا في العام 2012 عندما أعدنا عقارب الساعة إلى الوراء بعد السنة الأولى من ولايتهquot;.
أضاف: quot;على الولايات المتحدة أن تتقدم في العام 2013 إلى موقع الصدارة في الجهود الرامية إلى الحد من التغيّر المناخي ورسم معالم الطريق إلى عالم بلا أسلحة نوويةquot;.
منتصف الليل إلا..
كان علماء ذريون استحدثوا ساعة يوم الدينونة في العام 1947، لتحذير العالم من أخطار الأسلحة النووية. وحددت نشرة العلماء وقتذاك قيام الساعة بسبع دقائق قبل منتصف الليل، متخذة من منتصف الليل رمزًا لدمار البشرية.
وبحلول العام 1949، اقتربت ساعة الدينونة إلى ثلاث دقائق قبل منتصف الليل، بسبب تردي العلاقات بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي السابق. وفي العام 1953، بعد تجربة أول قنبلة هيدروجينية، اقتربت الساعة إلى دقيقتين قبل منتصف الليل.
بلغ تفاؤل نشرة العلماء الذريين ذروته في العام 1991 مع انتهاء الحرب الباردة وشروع الولايات المتحدة وروسيا في خفض ترسانتيهما، فأُعيدت عقارب الساعة في ذلك العام إلى 17 دقيقة قبل منتصف الليل.
لكن، ابتداء من ذلك التاريخ، أخذت عقارب الساعة تزحف حثيثًا باتجاه دمار العالم، مع تبدد الآمال من نزع السلاح النووي الشامل، وظهور خطر الارهاب النووي والتغيّر المناخي.
في العام 2010، وجدت نشرة العلماء بعض الأمل في معاهدات خفض الأسلحة والمحادثات الدولية بشأن التغيّر المناخي، وأعادت عقرب الدقائق على ساعة الدينونة إلى ست دقائق قبل منتصف الليل.
ولكن بحلول عام 2012 دُفع عقرب الدقائق دقيقة أخرى نحو ساعة الدينونة.
التعليقات