فجّرت الإعلامية المصرية ميار الببلاوي قنبلة بقولها إنها كانت إخوانية، وإن محاولة اغتيالها الأخيرة كانت انتقامًا من عمها رئيس الحكومة حازم الببلاوي، مشيرة إلى اختبائها في مكان سري لحين اعتقال الإرهابي الذي بتر إصبع يدها.


القاهرة: خرجت الإعلامية المصرية ميار الببلاوي عن صمتها، فخصت quot;إيلافquot; بحديث أزاحت فيه الستار عن كواليس علاقتها بالإخوان المسلمين، وانشقاقها عن الجماعة بعد مقتل عدد من جنود القوات المسلحة بشمال سيناء في رمضان قبل الماضي. وتحدثت الببلاوي بإسهاب عن مسرح أحداث محاولة اغتيالها من قبل شخص محسوب على الإخوان المسلمين بجوار مسكنها بمنطقة حدائق الأهرام في الجيزة، وقالت إنها أصيبت بجرح غائر في الحاجب، فضلًا عن بتر احد أصابع يدها، وإنها تعتزم السفر إلى ألمانيا لتلقي العلاج.

ولم ترفض الببلاوي تحديد طبيعة علاقتها الأسرية برئيس الوزراء المصري الدكتور حازم الببلاوي، مشيرة في حديثها لـ quot;إيلافquot; الى أنه كان سببًا في هجوم الشاب الاخواني عليها، لا سيما أن الإرهابي المعتدي قال لها خلال قيامه بفعلته: quot;هذا رد على ما فعله عمك مع الإخوة في رابعةquot;، في إشارة إلى عملية فض اعتصام ميداني رابعة العدوية والنهضة، اللذين كانت جماعة الإخوان المسلمين تعتصم فيهما، من أجل إعادة الرئيس المعزول محمد مرسي إلى سدة الحكم.

وألقت الإعلامية المصرية الببلاوي الضوء كذلك على تفاصيل أخرى، عندما قالت إن طفلها الذي كان إلى جوارها في سيارتها وقت الحادث، تعرض هو الآخر لإصابات بالغة، إذ أصيب بارتجاج في المخ إثر محاولته الدفاع عن والدته.

وفي ما يأتي نص الحوار:

أين أنت، ولماذا ترفضين التحاور بشكل مباشر وتفضلين الحوار الهاتفي؟

اختبئ في مكان سري للغاية لا يعلمه احد، وذلك بناءً على توصيات دوائر أمنية في وزارة الداخلية، إذ هناك شكوك تصل إلى درجة اليقين بأن عملية استهدافي ستتكرر من قبل الإخوان. فالمنشقون عن الجماعة الذين يرفضون ممارساتها هم اخطر على الإخوان من شخص ينتقدهم دون أن تكون له علاقة سابقة بهم. ولا أخفي سرًا بأن الجهات الأمنية تعتقد بأن الشخص الذي اعتدى عليّ وعلى ابني لا يزال مختبئًا في منطقة حدائق الأهرام، كما أن تلك المنطقة تحوي عددًا هائلًا من الإرهابيين والخارجين عن القانون، ولابد من اعتقالهم لتأمين المكان. والمنطقة تحتاج إلى عملية شرطية أو عسكرية لتطهيرها، فهي اخطر من كرداسة، إذ أن كميات الأسلحة التي توجد في حدائق الأهرام ضخمة، فضلًا عن أنها تحوي العشرات وربما المئات من العناصر المتطرفة، وفي مقدمهم أولئك المحسوبون على الإخوان المسلمين. ولا اشك في أن الجماعة تعتزم المساس بشريحة كبيرة من الإعلاميين والصحافيين.

75 جنيهًا

حدثينا عن ملابسات الاعتداء عليك؟

تعرضت للحادث فور عودتي للقاهرة من بروكسل. وصلت القاهرة ليلًا واتجهت إلى شقتي بمنطقة حدائق الأهرام، وتوجد في نفس الشارع على بعد أمتار من الشقة فيلا تعود ملكيتها لي، لكنني آثرت الإقامة في الشقة. وفي صباح اليوم التالي، توجهت إلى محطة وقود لغسل سيارتي، وشراء بعض الأغراض المنزلية التقليدية، إلا أنه حال استقلالي السيارة يرافقني ابني، فوجئت بشخص غريب الملامح يتجه نحوي بعنف ويقول بصوت عالٍ: quot;أين مبلغ 75 جنيهًا الذي كان عليك تسديده منذ فترة طويلة؟quot;، فأجبته باستفسار مشوب بالدهشة: quot;أي مبلغ؟ ومن أنت؟ فأنا لا أعرفكquot;. رد الشخص المجهول بصوت حاد: quot;أنا حارس العمارة الجديد، وأريد نقود الصيانة وقدرها 75 جنيهًاquot;. فأجبته بأنني سددت جميع تكاليف الصيانة من كانون الثاني (يناير) حتى آخر شهر في السنة، وقلت له ايضًا: quot;السيد محمود يعلم ذلكquot;. سألني عن محمود، فتضاعفت الشكوك في رأسي، لا سيما أن محمود هو رئيس اتحاد ملاك البناية التي أقيم فيها، فكيف لا يعرفه هذا الشخص إن كان هو حقًا الحارس الجديد؟!

وكيف قام بالاعتداء عليك؟

اقترب من الزجاج الأمامي للسيارة، وصرخ في وجهي بصوت مرتفع، وصفعني على وجهي، فكسر العظمة بأعلى حاجبي، ثم انهال باللكمات على وجهي حتى غطته الدماء، ثم سحلني من السيارة ونزع حجابي وقال لي: quot;سأقتلك انتقامًا من عمّك الببلاوي، الذي قتل الأخوة في رابعةquot;. فهاجمه أبني الصغير محاولًا الدفاع عني وإنقاذي، لكن الإرهابي ضربه على وجهه بعصا غليظة في يده، فأصيب بارتجاج بالمخ وسقط على الأرض مغشيًا عليه. بعدها دخل المجرم إلى غرفة حارس البناية فأحضر سكينًا وجاء مسرعاً باتجاه ابني، فوقفت أمامه حتى لا يطعنه، لكنه ضربني في كف يدي وبتر اصبعي، ثم لاذ بالفرار. توجهت بصحبة ابني إلى مخفر شرطة الهرم، وحررت محضراً بالواقعة، ثم اصطحبني إلى مكان الحادث عدد كبير من ضباط الشرطة، وقاموا بتمشيط المنطقة، وإلقاء القبض على المشتبه فيهم.

ما حقيقة علاقتك الأسرية برئيس الوزراء حازم الببلاوي؟

الدكتور حازم الببلاوي رئيس الحكومة الموقتة هو ابن عم والدي وليس عمي بشكل مباشر، لكنه فخر لكل مصري. وأنا على قناعة بصدق جميع وعوده لي بأن مصر ستعود آمنة كما كانت. وأنا من هنا أثمن غاليًا قلقه وانزعاجه لما تعرضت له من اعتداء، وسؤاله عني أكثر من مرة حينما كنت أتلقى علاجي في المستشفى.

هويات وأسلحة ومخدرات

هل تم القبض على الفاعل أو التوصل لأية معلومات ترشد عن مكانه؟ وما أهم ملامحه؟

للأسف ما زال هاربًا، لكن هناك الكثير من الدلالات التي تؤكد أنه احد أفراد جماعة الإخوان المسلمين، وأنة ينفذ مخططًا مطلوبًا منه، إذ عُثر في الحجرة التي كان يقيم بها على قائمة تضم أسماء أشهر الشخصيات الإعلامية التي وضعت تحت بند الاغتيالات، وعلى أكثر من عشر بطاقات هوية له بأوصاف وطبيعة عمل مختلفة، منها أنه ممرض وأخرى حارس عقار، ومهن أخرى. كما كان بحوزته مسدس خرطوشquot; جاهز للاستخدام، وعدد كبير من الأسلحة البيضاء، وأقراص مخدرة، وجهاز آيباد، وأغراض وأوراق أخرى لا استطيع الحديث عنها بتعليمات من الأجهزة الأمنية ضمانًا لسرية عملهم، فضلًا عن أن التحريات حوله أثبتت أنه مسجل خطر ومطلوب لتورطه في أحداث القتل والتخريب، التي شهدتها مصر خلال الآونة الأخيرة.

كيف يتم تأمينك الآن؟

الآن أنا موجودة بمكان سري لا استطيع الإفصاح عنه، ومعي تأمين من قوات الشرطة والمباحث، وما زال البحث جاريًا عن هذا الإرهابي، والتخوف السائد حاليًا هو ارتفاع مؤشرات عودته لتكرار محاولة اغتيالي، لذلك لن أغادر مكان اختبائي حتى يتم اعتقال المجرم.

وماذا عن علاجك؟

بعد استعانتي بالشرطة في أعقاب الحادث، توجهت إلى مستشفى أم المصرين بالجيزة لاستخراج تقرير طبي بالحالة، ومن هناك توجهت إلى مستشفى قصر العيني بالقاهرة. وبعد تأكيد الأطباء هناك استحالة عودة إصبعي المبتور إلى مكانه، اعتزم السفر إلى ألمانيا لإجراء ست عمليات جراحية لتركيب عظام جديدة مكان اصبعي، وكسوتها بغلاف بلاستيكي طبي، ليكون اقرب لشكل الإصبع الحقيقي الذي فقدته.

عائلة إخوانية

ما مدى صحة عضويتك السابقة في الإخوان؟

بالفعل كنت احد أفراد جماعة الإخوان المسلمين، كما أن أفراد أسرة والدتي ينتسبون جميعًا إلى الجماعة. لكن نشاط الجميع كان مقتصرًا على العمل الاجتماعي وليس السياسي، وكان ذلك قبل انشقاقي عن الجماعة.

صفي لنا نشاطك داخل الجماعة؟

كما قلت، كانت جميعها أنشطة اجتماعية بعيدة كل البعد عن العمل السياسي. وكانت في معظمها إبان إقامتي في السعودية، إذ كنا نقوم بجمع التبرعات من الحرم الشريف بمشاركة الأخوات، وكنا نقوم بالإفطار برفقة الأخوات وحضور اجتماعاتهم، والذهاب إلى الفقراء وتوزيع الأموال عليهم.

ومتى اتخذت قرار الانشقاق عن الجماعة؟

كان ذلك قبل ثورة كانون الثاني (يناير) بوقت طويل. فبعد عودتي إلى مصر كنت مقلة جدًا من حضور اجتماعاتهم الخاصة، والتي كان يدعوني إليها مكتب الإرشاد، وزاد ابتعادي عن الجماعة بعد حادث رفح في رمضان قبل الماضي، الذي راح ضحيته عدد كبير من الجنود المصريين، لا سيما أن والدي كان ضابطًا في القوات المسلحة، وشارك في حرب تشرين الأول (أكتوبر)، وعلمت منه أن انهيار الجيش هو انهيار للدولة.

هل تفكرين في الاستعانة بحارس شخصي بعدما تعودين إلى منزلك وبعد القبض على الإرهابي؟

لم اتخيّل لمرة واحدة أنني سأكون في حاجة لحارس شخصي. فانا شخصية مسالمة، ولم أتصور أن أتعرض لحادث مثل ذلك في بلدي مصر، لكنني بعد ما حدث أفكر في الأمر بجدية.

هل عملك متوقف بسبب الحادث؟

أنا احضر لبرنامج على الهواء مباشرة اسمه quot;وجوهquot; على قناة الضياء، ولا اعتقد أنني استطيع الظهور قريبًا فما زال وجهي يحمل آثار الكدمات، بالإضافة إلى كسر في عظمة الحاجب، يؤثر على العين وعلى الرؤية، فضلًا عن الدواعي الأمنية التي اجبرتني على الاختباء في مكان آمن بعيد عن بيتي. كما أن ابني بات عاجزًا عن الذهاب إلى المدرسة وأصبحت حياتي بالغة التعقيد والارتباك.