تحت عنوان quot;نحنا والاعتدال أكثريةquot;، احتفلت حركة الاستقلال بالذكرى 24 لاغتيال الرئيس رينيه معوض، بمهرجان اتسم بانسحاب ممثل السفارة الإيرانية، بسبب استعادة كلام قديم لحسن نصرالله عن لبنان جمهورية إسلامية.


لوانا خوري من بيروت: في الذكرى الرابعة والعشرين لاستشهاد الرئيس رينيه معوض ورفاقه، نظمت حركة الاستقلال مهرجانًا مركزيًا، دعت إليه طيفًا واسعًا من الشخصيات الرسمية والحزبية والشعبية، وسط حضور حاشد لقوى 14 آذار، ولقوى 8 آذار أيضًا، وخصوصًا حضور ممثل عن العماد ميشال عون، رئيس التيار الوطني الحر، حليف حزب الله.

قبل إلقاء الكلمات، تم عرض فيلم وثائقي سياسي، يستعيد كلمات وخطابات قديمة لحسن نصرالله، أمين عام حزب الله، يتكلم فيها عن عقيدة الحزب، وعن اعتبار لبنان ليس فقط جمهورية إسلامية، بل جزء من الجمهورية الإسلامية الكبرى التي يحكمها صاحب الزمان، أي الإمام المهدي المنتظر، ونائبه حينها الإمام آية الله الخميني. وقد لقي عرض هذا الفيلم استهجانًا كبيرًا من قبل الجمهور المحتشد في قصر المؤتمرات في ضبيه، مكان المهرجان.

اعتراضًا على هذا العرض المستعاد، الذي أريد منه التذكير بمواقف قديمة لنصرالله، تتعارض تمامًا مع مواقفه الحالية، انسحب من الاحتفال ممثل السفارة الإيرانية، وكان صاحب منصب رفيع في الخارجية الإيرانية.

في آخر أيامه
وفي كلمة ألقاها ميشال معوض، قال: quot;يخيروننا بين دكتاتورية متوحشة وتطرف إلغائي، فلا فرق بين الشبيحة وداعش وأبو الفضل العباسquot;، مؤكدًا أن لا تطرف بسمنة وتطرف بزيت، والإجرام لا يقاس بمكيالين، quot;ويكفي جرّنا إلى هذه المعادلةquot;.

وتساءل معوض: quot;هل من المعقول العودة إلى عباءة بشار الأسد، وهو في آخر أيامه، تحت حجة حماية المسيحيين من التكفيريين؟quot;. وأضاف أن القوى الظلامية تتقاطع مصالحها وتتبادل الخدمات، فهل صدفة عدم حصول ضربة كف واحدة في الجولان؟
لا يستطيع معوض أن يفهم كيف يخطف حزب مفترض أن يكون لبنانياً قرار اللبنانيين كي يؤمن مصلحة ايران ومصلحة بشار الاسد، وقال: quot;لن نقبل بأن يتحول حزب الله من شريك في الوطن إلى قوة احتلالquot;، لافتًا إلى أن عقيدة حزب الله بقيت هي هي، أي لبنان بلد إسلامي تابع لولاية الفقيه في إيران.

ننتصر أو ننتصر
وتوجّه معوض إلى نصرالله بالقول: quot;منطق الهيمنة لن يسير، ومنطق لا نريد غطاءً من أحد لا ينفع في لبنان، والعيش المشترك لا يكون بالإذعان، والطريق الذي يسلكه حزب الله يؤدي إلى الدمار الشامل، فحتى الطلاق الحبي يمسي مستحيلًاquot;.

ودعا معوض قوى 14 آذار إلى أن تكون الركيزة الأساسية لإنشاء جبهة الاعتدال في لبنان، quot;فالمواجهة على الأبواب، وكي نربحها يجب ألا نخوضها بالمفرق، لا حزبيًا ولا طائفيًا ولا مذهبيًا ولا 14 آذاريًا بالمعنى الضيق، لا يمكن خوض المواجهة إلا يدًا بيدquot;.
وأضاف: quot;لسنا كمسيحيين بحاجة إلى حماية، لا من أقليات ولا من أكثريات، ونحن استشهدنا دفاعًا عن قيم الاعتدال والانفتاح والحرية، ويجب أن نواجه ثنائية الطغيان والتطرفquot;.

كما توجّه معوض إلى النائب ميشال عون، الممثل في الاحتفال، وقال: quot;أدعو عون إلى تخطي الحساسيات والاصطفافات قبل فوات الأوان، والانضمام إلى جبهة الاعتدال والدفاع عن الشرعية والجمهورية وموقع الرئاسةquot;. ووضع معوض خيارين أمام جبهة الاعتدال، quot;إما أن ننتصر أو ننتصر، ولا يكفي أن نكون أكثرية، بل يجب أن نحقق مشروعناquot;.