يزداد غضب المعارضة السورية على الولايات المتحدة الأميركية التي ترفض حتى اللحظة السماح بتزويدهم باسلحة ثقيلة لمجابهة قوات الأسد، وهو ما عبر عنه محمد سرميني عضو المجلس الوطني السوري المعارض.


القاهرة: مازالت تهيمن حالة من الامتعاض على تيارات من المعارضة السورية بسبب الموقف الأميركي إزاء الصراع المشتعل في سوريا، رغم تعهد واشنطن مؤخراً بتقديم مساعدات مباشرة بقيمة 60 مليون دولار، وذلك لأن مؤتمر أصدقاء سوريا الأخير الذي أقيم في روما لم يحقق مطلب الثوار الرئيسي وهو الأسلحة، خاصة الثقيلة، التي قد تساعد في تحييد مزايا نظام الأسد في القوة الجوية والمدفعية والمدرعات.

ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية عن محمد سرميني، من المجلس الوطني السوري، الذي يعتبر أكبر تجمع في ائتلاف المعارض الذي يحظي بدعم الغرب قوله quot;لم يتغير شيء. والموقف الأميركي المتعلق بعدم تسليح المعارضة واضح تماماًquot;.

وبينما قاطعت جماعة سرميني اجتماع روما الذي تحدث فيه وزير الخارجية الأميركي جون كيري اعتراضاً على الدعم المحدود المعروض للثوار، فقد نجح الوزير في إقناع زعيم الائتلاف، معاذ الخطيب، بتغيير خطته الخاصة بالبقاء بعيداً. ومع هذا، عبر الخطيب، أثناء ظهور إعلامي له مع كيري، عن شكواه بالفعل من القرار الذي تم اتخاذه على الصعيد الدولي بمنع تزويد الثوار السوريين بأسلحة مميزة.

ومن المعروف أن الولايات المتحدة رفضت تزويد الثوار بالأسلحة الثقيلة، وهناك أقاويل على نطاق واسع تتحدث عن أنها منعت كذلك كثير من حلفائها من القيام بذلك.

حيث ترى إدارة الرئيس باراك أوباما أن تسليح الثوار، وهم مجموعة كبيرة من الجماعات المسلحة الصغيرة، مازال يشكل رهاناً محفوفاً بالمخاطر. لكن التعهد بالمساعدة، على نحو أكثر حذراً، كما بدا يوم الخميس الماضي من خلال التأكيدات التي تقدم بها كيري وغيره من المسؤولين الغربيين، يهدف إلى إجبار النظام على قبول تسوية سياسية سوف تنطوي على الإطاحة بالرئيس بشار الأسد. كما تواصل الولايات المتحدة ضغطها على ائتلاف المعارضة للقيام بالمزيد لكي يظهر للملايين من السوريين أنه يمثل بديلاً ذا مصداقية لنظام الأسد ويمكنه أن يضمن لهم أمانهم وهناءتهم.

وأوردت مجلة التايم في نفس السياق عن البروفيسور جوشوا لانديس وهو خبير متخصص في الشأن السوري لدى جامعة أوكلاهوما قوله: quot;لم تُغيِّر النتائج التي خلص إليها اجتماع روما أي شيء في المعادلة. والموضوع الحقيقي الآن هو ما الذي سيحدث في المرحلة التالية، وما إن كان ذلك سيفتح الطريق أم لا لتدخل أكبر في النطاقquot;.

وتابع لانديس حديثه بالقول: quot;ينتظر الجميع لمعرفة ما إن كانت ستغير أميركا موقفها بخصوص الوضع في سوريا وأن تبادر بأخذ زمام المبادرة. لكن حتى وقت قريب على الأقل، أوضح الرئيس أوباما أنه غير مستعد لأن يتم جره لصراع شرق أوسطي آخرquot;.

وأشار أندرو تابلر من معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى إلى أن المساعدة التي تم الإعلان عنها يوم الخميس تنذر بتدخل أكبر في الجهود الرامية للإطاحة بالأسد لعدة أسباب يأتي في مقدمتها تراجع احتمالات التوصل لتسوية سياسية بشكل كبير.

وبينما أكد لانديس على أنه من غير الوارد أن يقبل هؤلاء الأشخاص المواليين للنظام بحل سياسي يستدعي انهياره بشكل فعال، فقد أشار إلى أن الإدارة مازالت تتعامل بحذر مع خطر أن يتم جرها بشكل مباشر إلى صراع طويل الأمد وفوضوي للغاية.

واتفق في الأخير كثير من المحللين على رؤية كئيبة تتوقع احتمالية استمرار عمليات سفك الدماء في سوريا على نحو أكثر سوءً قبل أن تبدأ الأوضاع في التحسن.

إلى ذلك، قام قراصنة مؤيدون للرئيس الأسد باختراق حسابات مؤسسة قطر على موقعي تويتر وفايسبوك، الذين بدءا في نشر رسائل غير معتادة في حوالي الساعة الثانية من صباح يوم الجمعة. وسبق لهؤلاء القراصنة، الذين يطلقون على أنفسهم quot;الجيش الإلكتروني السوريquot;، أن قاموا باختراق عشرات المواقع وحسابات وسائل الإعلام الاجتماعية على مدار العامين الماضيين، بما في ذلك الصفحات الخاصة بالرئيس أوباما ووزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون ومنظمة العفو الدولية.